إيران.. تحركات لاريجاني السياسية والإعلامية تشعل ساحة التحليلات

زعم الناشط السياسي عبد الرضا داوري في حوار مباشر عبر الإنترنت أن مسعود بزشکیان قد يستقيل، وأن علي لاريجاني قد يتولى رئاسة الحكومة بعده.

ميدل ايست نيوز: زعم الناشط السياسي عبد الرضا داوري في حوار مباشر عبر الإنترنت أن مسعود بزشکیان قد يستقيل، وأن علي لاريجاني قد يتولى رئاسة الحكومة بعده، فإلى أي مدى ينبغي أخذ هذا الادعاء على محمل الجد؟

هذا الادعاء المثير والغريب لعبد الرضا داوري حول احتمال استقالة مسعود لزشکیان وخلافة المستشار الحالي للمرشد الأعلى الإيراني علي لاريجاني جذب مرة أخرى اهتمام وسائل الإعلام والمراقبين السياسيين نحو رئيس البرلمان السابق. رغم أن هذا الادعاء لم تؤكده أي جهة رسمية، إلا أنه رافقه موجة من التحليلات والتكهنات، مع تركيز خاص على نشاطات لاريجاني الأخيرة.

في الأشهر الماضية، كان لاريجاني نسبياً بعيداً عن الجدل، لكنه التقى مؤخراً بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين في حدث مهم، حيث اعتبر بعض المراقبين هذا اللقاء إشارة إلى “إعادة تفعيل الدبلوماسية الموازية” ومحاولة للعب دور بارز في السياسة الخارجية. التقارير المنشورة عن اللقاء اعتبرت حضور لاريجاني ليس مجرد شكلية بل ذا وزن سياسي معتبر.

في هذا السياق، تصاعدت الضغوط الإعلامية والسياسية على حكومة مسعود بزشکیان، حيث انتقد بعض المعارضين أداء الحكومة في مجالات الدبلوماسية والاقتصاد، مما خلق حالة من عدم الاستقرار النفسي في الساحة السياسية. بالرغم من أن شائعة استقالة أو إقالة الرئيس غير مبنية على أسس، إلا أنها تعود بين الحين والآخر للواجهة، ويعتبر مؤيدو الحكومة أن هذا يعد عملية نفسية منظمة تستهدف إضعاف الحكومة وتحضير الأرض للفاعلين الآخرين.

ويعزز تزامن تحركات لاريجاني السياسية والإعلامية مع زيادة الضغوط على الحكومة التكهنات بأن هناك تيارات تحاول فرضه كبديل في الرأي العام. ورغم صمت لاريجاني الرسمي حيال هذه الشائعات، فإن قربه من بعض المؤسسات الفاعلة، وتجربته كرئيس للبرلمان، ونشاطه الخارجي، توفر مادة غنية للتحليلات.

ويرى البعض أن لاريجاني حالياً في “وضع انتظار”، مبتعداً عن المنافسات السياسية اليومية، يحافظ على موقعه تمهيداً لفرص مستقبلية، بينما تفيد التكهنات الأقوى بأن تحركاته الأخيرة جزء من آليات غير رسمية للتشاور في السياسة الخارجية وتسوية الخلافات، ولا ينبغي تفسيرها كنوايا مباشرة لدخول الحكومة.

في المجمل، لا يمكن تجاهل التزامن بين اللقاءات والتحركات الدبلوماسية والتغطية الإعلامية لشخصية مثل علي لاريجاني، لكن شائعة خلافته لمسعود بزشکیان تبدو أكثر انعكاساً للصراعات الخفية والمشاريع السياسية داخل البلاد. الحكومة مستمرة في عملها، مركزة على القضايا الاقتصادية والسياسة الخارجية، ولاريجاني نفسه لديه تجربة سابقة في الانتخابات ورفض الترشح، ما يجعل من الصعب افتراض أنه سيتولى رئاسة الحكومة بسهولة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

5 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى