تحذيرات من أزمة مياه وشيكة في طهران وتهديدات بقطع الخدمة عن المشتركين المخالفين

يبلغ معدل الاستهلاك السنوي للمياه في طهران نحو مليار و200 مليون متر مكعب، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب يومياً.

ميدل ايست نيوز: بلغ نقص المياه في العاصمة الإيرانية طهران مستوى التحذير، وقال وزير الطاقة الإيراني، عباس علي‌ آبادي، إن التعامل مع من يستهلكون المياه بصورة غير قانونية سيكون حازماً.

وحددت الحكومة الإيرانية معيار الاستهلاك المنزلي للمياه بـ130 لتراً يومياً لكل فرد، إلا أن الوزير أشار، بحسب وكالة إرنا الحكومية، إلى أن بعض المشتركين يستهلكون أكثر من 200 لتر يومياً. وأضاف أن هؤلاء سيواجهون في المرحلة الأولى غرامات مالية كبيرة، وفي حال استمرار تجاوزهم للاستهلاك المسموح به، فسيُقطع عنهم الماء.

وبحسب كتاب رسمي من وزارة الطاقة الإيرانية إلى شركة المياه والصرف الصحي، بتاريخ 19 أبريل 2025، حُدّد سعر المتر المكعب من المياه للمشتركين الذين يتجاوزون نمط الاستهلاك بـ9 آلاف تومان، بينما يبلغ السعر الرسمي وفق قانون موازنة العام الجاري 200 تومان للمتر المكعب ضمن الحد المسموح به.

ومع تدهور وضع سدود العاصمة الإيرانية، حذّرت وزارة الطاقة المواطنين من انخفاض ضغط المياه أو انقطاعها ما لم يقللوا من استهلاكهم بنسبة لا تقل عن 20 بالمئة.

وتفيد تقارير إعلامية محلية بأن المياه قُطعت فعلاً أو انخفض ضغطها بشكل كبير في بعض المناطق، خاصة في المباني متعددة الطوابق. وأكّدت شركة المياه والصرف الصحي في طهران هذا الانخفاض، داعية السكان إلى تركيب خزانات مياه ومضخات في منازلهم لمواجهة هذه التحديات.

وقالت الشركة إنها اضطرت إلى تطبيق “إدارة ضغط المياه في الشبكة” بهدف توزيع المياه بشكل عادل ومتوازن، معربة عن أملها في تقليل الاستهلاك بنسبة تتراوح بين 20 إلى 30 بالمئة.

ويُعزى التدهور في إمدادات المياه إلى تراجع الأمطار واستمرار الجفاف لعدة سنوات، ما أدى إلى عدم امتلاء سدود طهران بالكميات الكافية. وصرّح وزير الطاقة بأن سد ماملو، الواقع شرق العاصمة، مهدد بالجفاف بسبب الاستهلاك المرتفع، مضيفاً: “قد نفقد سد ماملو خلال شهر، وسيليه سدود لتيان ولار وكرج”.

وسد ماملو، الذي أنشئ على نهر جاجرود، يعد أحد السدود الخمسة الأساسية التي توفّر مياه الشرب لطهران. وتبلغ طاقته التخزينية السنوية 250 مليون متر مكعب، بينما لا يحتوي حالياً سوى على 24 مليون متر مكعب، وهو أدنى مستوى له منذ بدء تشغيله عام 2007.

وأوضاع سدود لتيان ولار لا تقل سوءاً، حيث تشير تقديرات وزارة الطاقة الإيرانية إلى أن مخزون سد لتيان يبلغ نحو 12 مليون متر مكعب، وسد لار 15 مليون متر مكعب.

وتزوّد السدود الخمسة الرئيسية—ماملو، لتيان، لار، كرج، وطالقان—العاصمة الإيرانية بأكثر من 40 بالمئة من حاجتها المائية، فيما يُستخرج باقي المياه من الآبار والمصادر الجوفية.

ويبلغ معدل الاستهلاك السنوي للمياه في طهران نحو مليار و200 مليون متر مكعب، أي ما يعادل أكثر من ثلاثة ملايين متر مكعب يومياً.

وفي الأول من يونيو/حزيران 2025، بلغ حجم مخزون سدود العاصمة 465 مليون متر مكعب، مسجلاً انخفاضاً بمقدار 502 مليون متر مكعب مقارنة بالمعدل الطويل الأمد البالغ 967 مليون متر مكعب.

وكانت السدود في السابق توفر أكثر من 60 بالمئة من المياه المستهلكة في طهران، إلا أن هذه النسبة تراجعت إلى 40 بالمئة خلال السنوات الأخيرة، بسبب تفاقم الجفاف وارتفاع الاستهلاك، فيما يتم تأمين الباقي من المياه الجوفية.

لكن رغم الاعتماد المتزايد على المصادر الجوفية، أكدت شركة المياه والصرف الصحي أن هذه الموارد لم تعد كافية لتلبية حاجات سكان العاصمة.

وفي هذا السياق، قالت الدكتورة بنفشه زهرائي، أستاذة موارد المياه في جامعة طهران، في مقابلة مع الباحث محمد فاضلي، إن معدل استهلاك الفرد اليومي للمياه في طهران يتراوح بين 180 و190 لتراً، بينما يبلغ المتوسط الوطني 150 لتراً للفرد يومياً.

وأشارت زهرائي إلى أن هناك أسابيع قليلة فقط لتفادي أزمة عطش خطيرة، مضيفة: “تخيّلوا مدينة تضم عشرة ملايين نسمة، تبقى بلا ماء لساعات طويلة ومتتالية، في ظل هذا الطقس الحار، ستكون الأوضاع بالفعل كارثية وأشبه بنهاية العالم”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى