واشنطن تعطي الضوء الأخضر للمفاوضات.. هل ترد طهران بالقبول؟

بينما يتبع دونالد ترامب سياسة التهديد، يدّعي البيت الأبيض في الوقت نفسه «الاستعداد للتفاوض» مع إيران.

ميدل ايست نيوز: بينما يتبع دونالد ترامب سياسة التهديد والإذلال، يدّعي البيت الأبيض في الوقت نفسه «الاستعداد للتفاوض» مع إيران. هذا الادعاء قوبل برد فعل سلبي من طهران، لكن القضية الأساسية لا تزال قائمة: هل تسعى الولايات المتحدة فعلاً إلى التفاوض أم أنها تستخدم هذه الخطوة كتكتيك جديد لزيادة الضغط؟

وفي ظل اقتراب عقد المفاوضات بين إيران وأوروبا المقررة يوم الجمعة في إسطنبول، تعود معضلة «التفاوض بين إيران وأمريكا» إلى الواجهة مجدداً.

وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، مساء أمس: «الحكومة الأمريكية مستعدة للتفاوض مع إيران، لكن لم يتم تحديد موعد لذلك حتى الآن».

في المقابل، ظهر ترامب يستخدم التفاوض كخدعة تضليلية لتمهيد الطريق لزيادة الضغوط والهجمات الموجهة ضد إيران. ففي أحدث تصريحاته على منصة التواصل الاجتماعي “تروث سوشال”، كتب: «إذا أرادت إيران إعادة تشغيل منشآتها النووية، فسندمرها قبل أن تبدأ التشغيل!»

هذه التصريحات مثيرة للقلق، لكنها تعكس في الوقت ذاته وجود انقسام في الخطاب داخل واشنطن؛ انقسام سبق أن وجدته سابقاً وفتح أحياناً المجال أمام استئناف الدبلوماسية.

رد طهران: لا تفاوض مع أمريكا

رداً على هذا التناقض في مواقف واشنطن، أكد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أمس أن «إيران لا تنوي التفاوض مع الولايات المتحدة، ولا يمكن إبرام أي اتفاق دون ضمانات أمنية من واشنطن».

وأضاف بقائي أن جولة جديدة من المحادثات النووية مع ثلاث دول أوروبية (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) ستُعقد يوم الجمعة 25 يوليو في إسطنبول، بحضور ممثلي إيران تخت روانجي وغريب آبادي.

وقد تمثل هذه المفاوضات فرصة لتقليل التوتر وفتح مسارات دبلوماسية جديدة.

تحليلات وآراء

يرى بعض المحللين أنه في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، لا ينبغي تجاهل أي فرصة للحوار، حتى لو كانت محدودة. فقد أشارت صحيفة فايننشال تايمز إلى أن «مفاوضات إسطنبول قد تكون الفرصة الأخيرة لأوروبا للحفاظ على دورها الدبلوماسي في الملف النووي الإيراني، وربما طريق العودة التدريجية لأمريكا إلى طاولة الحوار».

لكن صحيفة المانيتور رأت أن «ترامب، في غياب ضغوط انتخابية، ينفذ سياسة الضغط الأقصى بوضوح أكبر، وأن واشنطن لا تسعى إلى اتفاق بل إلى إجبار طهران على الاستسلام».

كما نقلت الجزيرة أن «تصريحات المتحدث باسم البيت الأبيض تتناقض تماماً مع سياسة ترامب العدوانية والخطيرة، وأن بناء الثقة في ظل هذه السلوكيات مستحيل».

ضرورة الواقعية في السياسة الخارجية

لا يمكن تجاهل تهديدات ترامب، لكن الرد عليها لا يعني بالضرورة قطع طريق الحوار. فقد أظهرت طهران سابقاً استعدادها للتفاوض وحل القضايا عند توفر الضمانات.

في هذه الظروف، يجب أن تركز السياسة الخارجية الإيرانية على إدارة الأزمة، واستثمار فرص الحوار، ومنع تشكيل إجماع دولي ضدها.

وقد تكون مفاوضات إسطنبول منصة لإحياء الدبلوماسية الإقليمية ودراسة جدوى التوسع في الحوار، الذي ربما لا يكون ممكناً مع أمريكا حالياً، لكنه ممكن عبر أوروبا.

وتبعد طهران نفسها حالياً عن التفاوض مع واشنطن، لكن من المهم ألا ننسى أنه في السياسة الدولية، عدو اليوم قد يكون شريك الغد. الظروف الإقليمية الحرجة تستدعي الحفاظ على العقلانية والتفاعل كقواعد أساسية للسياسة الخارجية، حيث يفتح استمرار الحوار مع أوروبا الباب أمام تخفيف التوترات وإعادة تعريف دور إيران في العلاقات المستقبلية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

15 + إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى