برلماني إيراني: انسحاب إيران من الاتفاق النووي سيبطل فعالية آلية الزناد

قال برلماني إيراني إنه إذا أقدمت أوروبا على تفعيل آلية الزناد، فعلى إيران الانسحاب من الاتفاق النووي، بحيث تنتفي الصفة القانونية لتفعيل هذه الآلية.

ميدل ايست نيوز: في ظل التهديدات المتكررة من جانب دول الترويكا الأوروبية، أي فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الموقعة على الاتفاق النووي، والتي لوّحت مؤخراً بتفعيل “آلية الزناد” ضد إيران، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جون-نويل بارو أن بلاده، إلى جانب شركائها الأوروبيين، ستقوم بتفعيل هذه الآلية بحلول نهاية أغسطس المقبل، أي خلال أقل من ستة أسابيع، في حال عدم التوصل إلى اتفاق ملموس حول الملف النووي الإيراني قبل ذلك التاريخ.

وفي هذا السياق، صرّح كمران غضنفري، عضو لجنة الشؤون الداخلية والمجالس في البرلمان الإيراني، في مقابلة مع موقع “دیده‌ بان ایران“، بأن “التهديدات الأوروبية بتفعيل آلية الزناد لا تمت للواقع بصلة”، مضيفاً أن إعادة تفعيل العقوبات الخاصة ضد إيران عبر آلية الزناد لن تؤدي إلى تفاقم الوضع الراهن، لأن أغلب العقوبات المفروضة على طهران صادرة بالفعل عن الحكومة الأميركية، والكونغرس، والاتحاد الأوروبي، ويتم تنفيذها في الوقت الحالي.

وأوضح غضنفري أن المقرر حالياً هو عقد اجتماعات بين الدبلوماسيين الإيرانيين ونظرائهم الأوروبيين لمناقشة القضايا العالقة، إلا أنه شدد على أنه “إذا أقدمت أوروبا على تفعيل آلية الزناد، فعلى إيران الانسحاب من الاتفاق النووي، بحيث تنتفي الصفة القانونية لتفعيل هذه الآلية. وإذا ما تم التصويت على هذه الخطوة لاحقاً في مجلس الأمن، فإن على إيران الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، لإثبات أنها ليست بلا خيارات”. وأضاف أن الطرف المتضرر في نهاية المطاف سيكون الدول الغربية، إذ كانت قادرة، قبل اندلاع الحرب الأخيرة، على مراقبة البرنامج النووي الإيراني عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن في حال انسحاب طهران من المعاهدة ووقف تعاونها مع الوكالة، فسيصبح برنامجها النووي غامضاً بالكامل بالنسبة للغرب.

وفيما يخص جلسة يوم الجمعة المقبلة بين الدبلوماسيين الإيرانيين والأوروبيين، أكد غضنفري أنه “لا يجب الثقة على الإطلاق بالترويكا الأوروبية، التي لم تُبدِ أي نية حسنة تجاه إيران، بل أثبتت سوء نيتها مراراً”. وقال إن “على إيران أن تتعامل من موقع المُطالب في المفاوضات المقبلة، وتدفع الأوروبيين إلى موقف دفاعي نتيجة إخلالهم بالتزاماتهم بموجب الاتفاق النووي”. واستبعد غضنفري أن تُفضي هذه المفاوضات إلى نتائج ملموسة، مشيراً إلى أن “المحادثات السابقة لم تؤدِ إلى شيء، وكذلك المفاوضات التي جرت قبيل الحرب الأخيرة كانت مجرد خدعة من الأوروبيين لإشغال طهران، بينما كانت واشنطن وتل أبيب تستعدان لمهاجمة منشآتنا النووية”.

وحول ما إذا كان تفعيل آلية الزناد وإدراج إيران تحت الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة قد يعيد شبح الحرب إلى الأفق، قال عضو لجنة الشؤون الداخلية والمجالس في البرلمان الإيراني: “هذا لن يجعل الأمور أسوأ مما هي عليه. ففي الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوماً، لم نواجه الكيان الصهيوني وحده، بل كانت الولايات المتحدة تقف بكل قوتها إلى جانبه، كما دخلت بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وعدة دول أوروبية أخرى على خط الدعم، إلى جانب بعض الدول الإقليمية التي ساندت إسرائيل”.

وأضاف النائب عن طهران: “طالما أن هذه الدول جميعها اصطفت ضدنا، وواجهناهم ووقفنا في وجههم، فإن تفعيل آلية الزناد أو حتى إدراج إيران تحت الفصل السابع لن يزيد الأمور سوءاً. يجب أن نُدرك أننا لسنا في حالة هدنة فعلية، بل في مرحلة توقف مؤقت للعمليات القتالية. لم يُبرم أي اتفاق مكتوب لوقف إطلاق النار مع الصهاينة، وما جرى هو تفاهم شفهي على عدم الاستمرار في الهجمات العسكرية. ونظراً لأن الكيان الصهيوني أثبت مراراً أنه لا يلتزم بأي تعهد، فعلينا الحفاظ على جاهزيتنا العسكرية الكاملة”.

وختم غضنفري بالقول: “الكيان الصهيوني لم يلتزم بوعوده لا في غزة، ولا في لبنان، ولا تجاه فصائل محور المقاومة الأخرى. هذا الكيان كسر وقف إطلاق النار مراراً، ولهذا علينا أن نُبقي على استعدادنا الكامل، لأنه سيهاجم مجدداً في أول فرصة تسنح له، ولن يتردد في ذلك، خاصةً وأن الولايات المتحدة ستكون في صفّه كما كانت المرة الماضية. لذلك، علينا أن نكون مستعدين لجولة جديدة من المواجهة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى