جفاف تاريخي يهدد بحيرة أرومية لأول مرة منذ 13 ألف عام
قال المدير العام لحماية البيئة في محافظة أذربيجان الغربية، إن الجزء الشمالي من بحيرة أرومية سيجف بالكامل في أقل من أسبوع إذا استمرت الأوضاع الحالية.

ميدل ايست نيوز: قال المدير العام لحماية البيئة في محافظة أذربيجان الغربية، إن الجزء الشمالي من بحيرة أرومية سيجف بالكامل في أقل من أسبوع إذا استمرت الأوضاع الحالية.
وفي تصريح لوكالة إيلنا، أوضح حجت جباري أن مساحة تبلغ نحو 100 كيلومتر مربع من القسم الشمالي للبحيرة يبلغ عمق المياه فيها حالياً خمسة سنتيمترات فقط، وبالنظر إلى معدلات التبخر المرتفعة، فإن هذه الكمية ستتبخر كلياً خلال خمسة إلى ستة أيام مقبلة.
وأضاف أن هذه هي المرة الأولى التي يشهد فيها الجزء الشمالي من البحيرة جفافاً كاملاً.
وفيما يتعلق بالجزء الجنوبي من بحيرة أرومية، قال جباري: “لا تزال هناك مساحة تتراوح بين 600 إلى 700 كيلومتر مربع تحتوي على مياه، لكن عمقها الوسطي يتراوح بين 15 إلى 20 سنتيمتراً”. وأشار إلى أن ارتفاع متوسط درجات الحرارة وانخفاض معدلات الأمطار زادا من احتمالية جفاف بحيرة أرومية بالكامل بحلول نهاية العام الحالي، وهو أمر لم يحدث منذ 13 ألف عام.
في السياق ذاته، قال سعيد عيسى بور، العضو في أمانة مجموعة العمل الوطنية لإنقاذ بحيرة أرومية، إن انخفاض معدل الأمطار بنسبة 30% في المنطقة، إضافة إلى الارتفاع غير المسبوق في درجات الحرارة، أدّى إلى أزمة حادة في وضع البحيرة.
وأوضح عيسى بور: “في مثل هذه الظروف، إعطاء الأولوية لتأمين مياه الشرب لمدن مثل بوكان ومهاباد وزولا وشهرجاي، الواقعة في مصب السدود، لم يكن مجرد أمر لا مفر منه، بل قراراً إنسانياً”.
وكانت قضية جفاف بحيرة أرومية قد أثارت القلق منذ أكثر من 20 عاماً بين الخبراء والناشطين في مجال البيئة. ويعتبر بعضهم أن السياسات الحكومية، بما في ذلك بناء السدود وحفر الآبار العميقة وتوسيع الأراضي الزراعية في مناطق أعالي البحيرة، من الأسباب الرئيسية لهذه الأزمة.
وقد كانت هناك 11 نهراً من المياه العذبة تصب في بحيرة أرومية، إلا أن بناء السدود على مجراها أدى إلى قطع تدفقها. وقد أُنشئت عدة سدود على بعض هذه الأنهار.
ويعتبر خبراء البيئة أن مرور طريق “الشهيد كلانتري” السريع وسط البحيرة من بين العوامل المدمّرة لها أيضاً، وقد تمّ إنشاء هذا الطريق بهدف تقصير المسافة البرية بين مدينتي أرومية وتبريز.