من الصحافة الإيرانية: الردع الإيراني يتطلب تلاحماً داخلياً واستراتيجية دبلوماسية
إذا لم إيران السيطرة على التذمر الداخلي، والحفاظ على التماسك الداخلي، وسد الثغرات الأمنية، فإن خطر هجوم جديد من جانب إسرائيل سيكون خطيراً جداً، لا سيما في ظل سعي تل أبيب للثأر واستعادة صورتها المتضررة.

ميدل ايست نيوز: في أعقاب الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل، ازدادت التكهنات بشأن احتمال اندلاع جولة جديدة من المواجهة. وفي تحليل نُشر في صحيفة «شرق»، تم تناول الطبيعة البنيوية للكيان الصهيوني، مع التركيز على أسباب توقف الحرب وشروط الحفاظ على الردع في مواجهة تل أبيب.
وكتب حميد روشنائي، الخبير في العلاقات الدولية، في تحليل بعنوان «الردع في مواجهة إسرائيل؟» أن الميل البنيوي لدى تل أبيب نحو الحرب يعود إلى أن الحياة السياسية ووجود إسرائيل قائم على الحرب؛ إذ إن وقف الحرب يعني بالنسبة لهذا الكيان نهاية الائتلاف الحاكم، وتعريض نتنياهو لخطر المحاكمة، وإضعاف بنية السلطة في تل أبيب.
ويؤكد روشنائي أن القوانين الدولية والقيود الاقتصادية لا تؤثر على إسرائيل، وأن هذا الكيان، بدعم من القوى العالمية وموارد مالية مثل «إيباك» والحكومة الأمريكية، يواصل إشعال الحروب من دون عوائق.
وبحسب التحليل، فإن البنية والداعمين لإسرائيل وإن كانوا مستعدين لمعارك مستمرة، إلا أن الحرب الأخيرة مع إيران قد توقفت بفعل عدة عوامل:
- القدرات الصاروخية الإيرانية، التي استهدفت تل أبيب بشكل مباشر للمرة الأولى.
- فشل الأهداف الإسرائيلية من الحرب، بما في ذلك محاولة إثارة الاضطرابات الداخلية في إيران وعدم تأثير الضغط النفسي على الرأي العام الإيراني.
- قلق الغرب من التداعيات الاقتصادية للحرب، لا سيما على سوق النفط ومعدلات التضخم العالمي.
- الخوف من اتساع نطاق الحرب ودخول دول عربية في الخليج على الخط.
- العزلة الدبلوماسية المتزايدة لإسرائيل، مقابل الدعم الدولي المتصاعد لإيران.
ويرى المحلل في صحيفة شرق أن الردع الإيراني في مواجهة إسرائيل ليس نتيجة عشوائية أو عسكرية فقط، بل يحتاج إلى الاستمرارية في أربعة مجالات رئيسية:
- الحضور الشعبي والتلاحم الداخلي: حيث يحذر من أن أي شرخ اجتماعي أو عودة إلى السياسات المثيرة للسخط قد يشكل ذريعة للهجوم.
- التماسك في هرم السلطة والدولة: إذ يمكن أن تؤدي مؤشرات ضعف القرار أو الانقسام في المستويات العليا إلى استغلال تل أبيب لها.
- تعزيز القدرات الدفاعية وسد الثغرات الاستخبارية والجوية: فقد كانت نقاط الضعف السابقة سبباً في اغتيال علماء وقادة عسكريين، ولا ينبغي تكرارها.
- دبلوماسية نشطة على الساحة الدولية: حيث إن الصورة التي تروّجها إسرائيل عن إيران كتهديد نووي، يمكن أن تتحول إلى إجماع عالمي ضد طهران في حال غياب التحرك الدبلوماسي الفاعل.
وفي ختام التحليل، يشدد روشنائي على أن الحفاظ على الردع هو مهمة دائمة، وليس نتيجة نصر قصير الأمد. ويحذر من أنه إذا لم إيران السيطرة على التذمر الداخلي، والحفاظ على التماسك الداخلي، وسد الثغرات الأمنية، فإن خطر هجوم جديد من جانب إسرائيل سيكون خطيراً جداً، لا سيما في ظل سعي تل أبيب للثأر واستعادة صورتها المتضررة.