“أهداف أوروبا مشبوهة”.. صحيفة إيرانية تحذر من تكرار الثقة بالغرب في المحادثات النووية
قال صحيفة فرهيختكان إنه رغم أهمية التفاوض في النزاعات، لا ينبغي النظر إليه بسذاجة. فهذه المرة، أوروبا لا تعود إلى الطاولة من أجل التفاهم، بل للسيطرة على إيران، والقدرة النووية الإيرانية هي الدافع الأساسي لذلك.

ميدل ايست نيوز: كتبت صحيفة فرهيختكان الإيرانية أن الولايات المتحدة، إذا كانت تسعى إلى إسقاط النظام الإيراني عبر العمل العسكري، وتستخدم المفاوضات كوسيلة خداع، وقد تبيّن هذا النهج، فإن أي مبرر للتفاوض لم يعد قائمًا، خاصة أن واشنطن لم تُظهر حتى الآن أي تغيير في أهدافها.
وانطلقت أمس أول جولة رسمية من المفاوضات النووية بين إيران والدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) في إسطنبول، وسط استمرار التوترات ما بعد الحرب بين إيران والولايات المتحدة. وجرى هذا اللقاء على مستوى نواب وزراء الخارجية، ويُعد أول اجتماع رسمي بعد الهجمات العسكرية التي شنّتها الولايات المتحدة وإسرائيل ضد إيران.
وفي تقرير تحت عنوان “احذروا فرانشيسكو!”، تناولت فرهيختكان خلفيات هذه المفاوضات محذّرةً من تكرار الثقة بالغرب، ومشددةً على ضرورة الانتباه إلى الأهداف الحقيقية للطرف المقابل. وقالت الصحيفة: “رغم أهمية التفاوض في النزاعات، لا ينبغي النظر إليه بسذاجة. فهذه المرة، أوروبا لا تعود إلى الطاولة من أجل التفاهم، بل للسيطرة على إيران، والقدرة النووية الإيرانية هي الدافع الأساسي لذلك”.
وطرحت الصحيفة المحافظة ستة أهداف رئيسية وراء عودة أوروبا إلى المفاوضات، منها: كبح تفعيل “آلية الزناد” وتقليص تأثير إسرائيل على الرأي العام الأوروبي، وتقديم صورة دبلوماسية لتخفيف الضغط الدولي عن نفسها.
كما نقلت فرهيختكان عن محللين دوليين أن أوروبا تحاول، مقابل تمديد آلية الزناد لمدة ستة أشهر ودفع إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الولايات المتحدة. لكنها حذّرت من أن تكرار هذه التمديدات سيؤدي إلى “ربط” السياسة الخارجية والاقتصاد الإيراني بشكل مشروط، ما يجعلها رهينة للمواقف الغربية.
وتطرقت الصحيفة إلى رؤيتين سائدتين في إيران بشأن سلوك واشنطن: الأولى ترى في الهجمات العسكرية وسيلة ضغط لتحصيل مكاسب تفاوضية، والثانية تعتبر المفاوضات خدعة تمهّد لهجوم عسكري. وأضافت: “إذا كانت الرؤية الثانية صحيحة، أي أن الولايات المتحدة تعتبر التفاوض أداةً للإطاحة بالنظام، فإن معنى الحوار قد انتهى”.
وأشارت الصحيفة إلى سلسلة من العمليات الأميركية والإسرائيلية التي ترى فيها محاولات لتغيير النظام، وليس فقط كبح البرنامج النووي الإيراني، مثل: اغتيال قادة عسكريين كبار، السعي لضرب اجتماع المجلس الأعلى للأمن القومي، ومحاولات تصفية عدد كبير من كبار المسؤولين بمن فيهم رئيس البلاد ورؤساء السلطتين التشريعية والقضائية ووزراء وقادة أمنيين، وهي تحركات تتجاوز قدرة إسرائيل بمفردها.
واختتمت فرهيختكان التقرير بتأكيدها أن الأجهزة السياسية والأمنية الإيرانية مطالَبة برصد خفايا هذه المفاوضات بدقة، لمنع استخدامها كغطاء لـ”تمثيليات تضليلية” من قِبل إسرائيل. وحذّرت من أن “أوروبا قد تبدو ظاهريًا حريصة على الحل الدبلوماسي، لكنها عمليًا تسعى لاستمرار الضغوط تحت غطاء معتدل”، مضيفةً: “علينا الحذر من أمثال فرانشيسكو”.
وختمت الصحيفة المحافظة بالقول: “في ظل مفاوضات تُجرى تحت وقع السلاح، ما الهدف من هذا المسار؟ إن كانت الغاية هي إلهاء إيران تمهيدًا لضرب منشآتها، أو استغلال المفاوضات للتحضير لإسقاط نظامها، فإن الأحداث، من الاغتيالات إلى محاولة ضرب الاجتماع الأمني الأعلى، تؤكد أن المسعى أكبر من مجرد ضغط نووي. وإذا كانت واشنطن لا تزال متمسكة بهذا الهدف، فلا جدوى من التفاوض معها. أما أي تغيير في نواياها، فقد يتضح فقط من مواقف مقبلة لإدارة ترامب أو من تغييرات محتملة بعد الانتخابات الأميركية المقبلة، على أن تبقى أعين طهران مفتوحة على ألاعيب تل أبيب والصهيونية العالمية، خاصة أن تهديدات ترامب العلنية ضد كبار المسؤولين الإيرانيين تجعل احتمالات التغيير ضئيلة”.