من الصحافة الإيرانية: إيران ستتجه نحو “الردع الأقصى” إذا فشلت الدبلوماسية

قال أستاذ فی العلاقات الدولية في جامعة طهران إن إيران ستتجه نحو سياسة تقوم على "الردع الأقصى" إذا لم تؤدِ سياسة المصالحة والتعاون المتبادل إلى نتائج ملموسة.

ميدل ايست نيوز: قال إبراهيم متقي، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة طهران، إن إيران ستتجه نحو سياسة تقوم على “الردع الأقصى” إذا لم تؤدِ سياسة المصالحة والتعاون المتبادل إلى نتائج ملموسة، وإذا لم يتم بناء استراتيجية قادرة على مواجهة سياسات الإكراه ونموذج السلوك الهجومي من قبل الخصوم، مؤكداً أن مثل هذه الاستراتيجية ستكون أساسًا لإنتاج الأمن وإقامة تعاون متوازن.

وفي مقال تحليلي أشار فيه إلى المفاوضات التي عُقدت أمس في إسطنبول، حذّر متقي من فشل الدبلوماسية واستمرار الضغوط الأوروبية، وكتب: “تحوّلت دول الترويكا الأوروبية، بدلًا من انتهاج مسار بنّاء في التعامل مع إيران، إلى قناة لدبلوماسية التهديد والتنسيق مع السياسات الهجومية لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل”.

وأضاف: “العدوان العسكري في يونيو 2025، بغض النظر عمن يتولى السلطة، شكّل إدراكًا أمنيًا جديدًا في إيران، وستظل آثاره حاضرة بشكل لا مفر منه في العقيدة الاستراتيجية للبلاد”.

وكتب متقي: “لو أن إيران كانت قد استعانت بأدوات ردع فعالة، لربما لم تكن لتتعرض لهجوم مباشر، على غرار ما تفعله الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان تمضيان في تنفيذ سياساتهما التوسعية مستندتين إلى قوتهما العسكرية”.

وتابع أستاذ العلاقات الدولية في تعليقه على أجواء المفاوضات الغامضة في إسطنبول: “في مثل هذا المناخ، لا يمكن لإيران أن تتبنى سياسة مرنة، خصوصًا في ظل مؤشرات واضحة على التهديد ضمن المسار الدبلوماسي ذاته. فدول الترويكا الأوروبية لا تسعى إلى حل النزاعات، بل تمضي في دبلوماسية زائفة واستمرار الضغط الأمني”.

وأشار أيضًا إلى النظريات الكلاسيكية في العلاقات الدولية، معتبرًا أن “ابتعاد الدول عن الدبلوماسية الحقيقية والإدراك المشترك يقود إلى حروب غير مقصودة. الحرب التي استمرت 12 يومًا مع الولايات المتحدة وإسرائيل لم تسفر فقط عن خسائر بشرية وهيكلية، بل غيّرت كليًا الذهنية الاستراتيجية الإيرانية”.

وأضاف متقي أن إيران تعود إلى طاولة المفاوضات الآن انطلاقًا من قناعة بأن “غياب توازن القوى القائم على الردع يعني أن الدبلوماسية لن تتمكن من الدفاع عن الأمن”. وهو من بين المحللين الذين يرون أن “الترويكا الأوروبية لا يجب أن تتوقع الحصول على تنازلات من إيران من خلال نهج الإكراه”.

وتطرّق أستاذ جامعة طهران أيضًا إلى قضية “آلية الزناد”، قائلاً: “في ظل تعرّض إيران لهجوم مباشر، فإن التهديد بإعادة فرض العقوبات لا يعد غير فعّال فحسب، بل قد يؤدي إلى تصعيد التوجهات الراديكالية في سياسة إيران النووية”.

وأكد أن “توقع تراجع إيران في وقت تعرّضت فيه منشآتها للضرر، وعلماؤها للاغتيال، هو أمر غير واقعي”.

واختتم متقي مقاله بالتأكيد على أن “إذا ما وصلت سياسة التعاون والمصالحة إلى طريق مسدود، فإن إيران ستتجه نحو استراتيجية ردع قصوى، تنبع من شعورها بوجود تهديد وجودي، وقد تشكل قاعدة لبناء منظومة أمنية جديدة في المنطقة”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ستة عشر − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى