نافذة العودة للدبلوماسية النووية

عقب استهداف المنشآت النووية الإيرانية، الشهر الماضي، بدأت بوادر العودة إلى المسار الدبلوماسي تظهر مجدداً في الملف النووي الإيراني.

ميدل ايست نيوز: عقب استهداف المنشآت النووية الإيرانية، الشهر الماضي، بدأت بوادر العودة إلى المسار الدبلوماسي تظهر مجدداً في الملف النووي الإيراني. ويُعد اجتماع الأمس بين إيران والترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) في إسطنبول مؤشراً أولياً لهذا التوجه.

أما استئناف الحوار بين إيران والولايات المتحدة، فلا يزال مستبعداً حتى الآن. فبعد الهجوم الأميركي على المنشآت الإيرانية، يصعب على طهران، ولو نفسياً، العودة سريعاً إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن. وتصر إيران على أنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب استغلت جولات التفاوض الخمس السابقة في مسقط وروما لأغراض المخادعة، لكنها تعي في الوقت ذاته استحالة التوصل إلى تسوية نووية دون واشنطن، وأن الحوار مع أوروبا وحدها ليس كفيلاً برسم ملامح مسار دبلوماسي متكامل. وتشارك أوروبا أيضاً هذه القناعة، لذا ربطت الترويكا الأوروبية تعليق تفعيل آلية الزناد لإعادة العقوبات والقرارات الدولية حتى نهاية أغسطس/آب المقبل باستئناف المباحثات بين إيران والولايات المتحدة، إلى جانب تعاون طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وفي تطور يعكس استعداد طهران لإرسال إشارة إيجابية للأوروبيين بشأن التعاون مع الوكالة الذرية، أعلنت إيران موافقتها على زيارة وفد من الوكالة خلال الأسابيع المقبلة لإجراء مباحثات، مع استبعاد زيارة المنشآت النووية الإيرانية عن جدول أعمال الوفد حسب التصريحات الرسمية.

وتُطرح المفاوضات الراهنة بين إيران والدول الأوروبية من جهة بوصفها بوابة محتملة لعودة الدبلوماسية بين طهران وواشنطن، ومن جهة أخرى لكونها أساسا لإحياء التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويبقى السؤال: هل تحمل الدول الأوروبية الثلاث إلى إيران رسالة طمأنة أميركية تعيد فتح المسار الدبلوماسي، أم أن تحركها يقتصر على الضغط عبر التلويح بآلية الزناد، لحمل طهران على استئناف الحوار مع واشنطن وتجديد التعاون مع الوكالة الذرية معاً؟ وهو ما يعني الدفع نحو اتفاق أحادي ترفضه إيران.

تسعى طهران، في الوقت الراهن، لإدارة الوقت واحتواء التوتر لتجاوز الفترة المتبقية لتفعيل آلية الزناد حتى تنتهي صلاحيتها في 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل وتفاقم الأزمة، بينما تعطي أوروبا بدورها مهلة حتى نهاية أغسطس المقبل قبل استخدام الآلية. لكن التصعيد لا يبدو خياراً لصالحها؛ فتنفيذ هذا التهديد، وإن حمل تداعيات لإيران، سيكون على حساب فقدان أوروبا ورقة ضغط رئيسية، بالإضافة إلى احتمال تصعيد أكبر، كخروج إيران من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، ما قد يجر الوضع إلى مرحلة أخطر وأقل قابلية للسيطرة، ولا يبدو أن أوروبا مستعدة لمثل هذا الانزلاق. إزاء ذلك، يبقى السؤال قائمًا: هل تقود المخاوف المشتركة من التصعيد وتداعياته إلى نقطة تقاطع جديدة تتيح استئناف مفاوضات نووية جادة بين إيران وأميركا وتحقيق اختراق قبل 18 أكتوبر المقبل، تاريخ انتهاء أجل الاتفاق النووي، أم أن الأزمة ستبقى عالقة بلا أفق نحو مزيد من التصعيد؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى