نقابات تحذّر بزشكيان: قطع الإنترنت يُكمل “الحصار المفروض على إيران”

شدّدت الكيانات الموقعة على ضرورة تعزيز "الأمن السيبراني"، موضحة أن ذلك يتطلب تواصلاً مستمراً مع المجتمع الدولي، وتحديثات منتظمة للبرمجيات، والتعاون مع مراكز التحذير الدولية.

ميدل ايست نيوز: حذّرت خمسة كيانات نقابية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الإيراني في رسالة موجهة إلى الرئيس الإيراني مسعود بزشکیان من أن قطع الإنترنت أو تقييده بشكل واسع في إيران لا يُعرّض الأمن السيبراني للخطر فحسب، بل يُعد “الحلقة الأخيرة من الحصار” الذي فرضته العقوبات.

وأشارت هذه الجهات، في رسالتها إلى رئيس الجمهورية الذي يتولى أيضًا رئاسة المجلس الأعلى للفضاء السيبراني، إلى ما وصفته بـ”الإقصاء التدريجي لإيران” من العلاقات الاقتصادية والعلمية والاجتماعية العالمية نتيجة العقوبات، وكتبت: “الشركات العالمية والدول الأخرى لم تعد تملك مصالح في إيران، وهو ما سهّل على الأعداء التعدي على البلاد بسبب غياب هذه المصالح”.

وأضافت: “قطع الوصول إلى شبكة المعلومات العالمية هو الحلقة الأخيرة في هذا الحصار الشامل”.

وفي جزء آخر من هذه الرسالة المفتوحة التي نُشرت يوم الأحد 27 يوليو الجاري، شدّدت الكيانات الموقعة على ضرورة تعزيز “الأمن السيبراني”، موضحة أن ذلك يتطلب تواصلاً مستمراً مع المجتمع الدولي، وتحديثات منتظمة للبرمجيات، والتعاون مع مراكز التحذير الدولية.

كما حذّرت من أن قطع هذه الاتصالات قد يؤدي إلى “اختلال كارثي” في إمكانيات التحديث الأمني في الوقت المناسب للأنظمة الحيوية والحساسة في البلاد.

يأتي هذا التحذير في ظل تعرض إيران لهجمات سيبرانية واسعة النطاق استهدفت مصارف وبُنى تحتية أخرى خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إيران وإسرائيل.

وكان وزير الاتصالات الإيراني قد أعلن في 21 يوليو الجاري عن وقوع أكثر من “20 ألف” هجوم سيبراني استهدفت البلاد، مضيفًا أن بعضها ألحق أضراراً فعلية.

ومن جهة أخرى، فرضت السلطات الإيرانية قيوداً على الإنترنت منذ اندلاع الحرب في 12 يونيو، ووصلت هذه القيود إلى حد القطع الكامل في اليوم الخامس من النزاع. ورغم إعلان الحكومة لاحقًا عن رفع هذه القيود، إلا أن خبراء تكنولوجيا الاتصالات وشهادات المواطنين على شبكات التواصل الاجتماعي يؤكدون أن جودة وسرعة الإنترنت لم تعودا إلى مستوياتهما السابقة.

كما اشتدت وتيرة حجب تطبيقات المراسلة والشبكات الاجتماعية، وأصبح استخدام خدمات كاسر الحجب (VPN) في إيران يواجه صعوبات كبيرة.

وذكرت الكيانات النقابية في رسالتها إلى بزشکیان أن “الاستخدام المفرط” لـ VPN أدى إلى تصاعد الهجمات السيبرانية “من داخل الأراضي الإيرانية”.

وتضم هذه الكيانات كلاً من منظمة النظام النقابي للحوسبة، والاتحاد الوطني للأعمال التجارية الإلكترونية، ولجنة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في غرفة إيران، ولجنة التحول والابتكار والإنتاجية في غرفة تجارة طهران، وجمعية التجارة الإلكترونية في طهران. ووصفت هذه الجهات القيود والاختلالات المفروضة بأنها “إعلان حالة شبه الأحكام العرفية في الفضاء السيبراني وقطع كامل للاتصالات مع العالم”.

وكان وزير الاتصالات الإيراني قد صرّح أن قطاع الاقتصاد الرقمي شهد انخفاضاً بنسبة 30% في معدلات التوظيف خلال الحرب التي استمرت 12 يوماً، فيما أعلنت الجمعية النقابية للأعمال التجارية الإلكترونية، أن “أكثر من 400 ألف مشروع صغير ومتوسط، يعتمد عليه معاش ملايين الإيرانيين، بات مهدداً بالانهيار الكامل”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى