تقارير: الحرب الأخيرة والقيود على الإنترنت تُكبّدان الاقتصاد الرقمي الإيراني خسائر فادحة

أظهر التقرير الشهري لأداء شركة "تبسي" الإيرانية لخدمات التاكسي عبر الإنترنت أن إيرادات الشركة في يوليو 2025 انخفضت إلى أقل من النصف مقارنة بشهر مايو.

ميدل ايست نيوز: أظهر التقرير الشهري لأداء شركة “تبسي” الإيرانية لخدمات التاكسي عبر الإنترنت أن إيرادات الشركة في يوليو 2025 انخفضت إلى أقل من النصف مقارنة بشهر مايو، وهو ما أثّر سلبًا ليس فقط على الوضع المالي للشركة، بل أيضًا على دخل السائقين الذين يعتمدون على هذه المنصة.

وبحسب البيانات المنشورة في منصة “كدال”، بلغت إيرادات “تبسي” خلال يوليو الجاري نحو 186 مليارًا و982 مليون تومان، بينما كانت هذه الإيرادات 368 مليار تومان في مايو، و292 مليار تومان في يونيو.

وذكر موقع “ديجیاتو” أن سبب انخفاض الإيرادات في يوليو يعود إلى “استمرار الأوضاع الاستثنائية في البلاد، والعطل الرسمية، والاضطرابات في نظام تحديد المواقع (GPS)”، وهي عوامل أدّت إلى انخفاض ملحوظ في عدد الرحلات.

هذا التراجع في عدد الرحلات أثّر بشكل مباشر على دخل السائقين الذين تُشكّل حصتهم من كل رحلة المصدر الرئيسي لمعيشتهم.

وبحسب التقرير، فإن إيرادات الشركة من عمولات الرحلات التي حصلت عليها من السائقين في يوليو بلغت قرابة 180 مليار تومان، في حين جنت أكثر من 3 مليارات تومان من خلال خدمة الحجز عبر الهاتف.

وهذا هو الشهر الثاني على التوالي الذي تسجّل فيه “تبسي” انخفاضًا في الإيرادات، إذ كان الانخفاض في يونيو قد نُسب إلى اندلاع الحرب والأوضاع الاستثنائية في البلاد، وهي أحداث يبدو أنها أدّت إلى تراجع كبير في الطلب على التنقّل داخل المدن.

وإذا استمر هذا الاتجاه، فإن الآثار لن تطال “تبسي” وحدها، بل ستؤثر أيضًا على آلاف السائقين النشطين على المنصة، الذين ترتبط مصادر دخلهم بشكل مباشر بعدد الرحلات التي ينجزونها.

وخلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي استمرت 12 يومًا، تم قطع خدمات الاتصالات والإنترنت في إيران على نطاق واسع، وهو إجراء نفذته السلطات الأمنية الإيرانية بهدف “الحفاظ على الأمن القومي”.

ورغم إعلان وقف إطلاق النار ونهاية الحرب، إلا أن الأسابيع الماضية شهدت اضطرابات شديدة في خدمات الاتصالات والإنترنت في مختلف أنحاء البلاد.

كما أظهر تقرير نشرته منصة “جاب‌ ویجن” للتوظيف في الأول من يوليو بعنوان “تأثير الحرب على سوق العمل”، أن هذه الحرب تركت أثرًا كبيرًا على سوق العمل في إيران، إذ انخفض عدد فرص العمل بعد الحرب بنسبة 24% مقارنة بما قبلها.

ووفقًا للتقرير، فإن أكثر القطاعات تأثرًا بفقدان الوظائف كانت “السياحة والفندقة والتسويق والإعلانات والشركات الخدمية والمقاولين”، فيما كانت قطاعات البنوك والأدوية والسلع الاستهلاكية أقلّ تضررًا.

وفي 21 يوليو، قدّم ستار هاشمي، وزير الاتصالات الإيراني، تقريرًا بشأن الأضرار التي لحقت بالاقتصاد الرقمي والبنى التحتية السيبرانية نتيجة الحرب، مشيرًا إلى تراجع بنسبة 30% في التوظيف بسبب “القيود المفروضة على الإنترنت” خلال تلك الفترة.

وقال هاشمي في جلسة علنية لمجلس الشورى الإسلامي إن نحو 10 ملايين مواطن في إيران يعتمدون بشكل مباشر أو غير مباشر على الاقتصاد الرقمي كمصدر للرزق، وإن هذا النوع من التوظيف انخفض بنسبة 30% خلال فترة الحرب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

19 + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى