من الصحافة الإيرانية: هل تخطط إسرائيل والولايات المتحدة لمهاجمة إيران مرة أخرى؟

قال محلل بارز في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية إن تفعيل آلية الزناد لا يعني تلقائيًا اندلاع حرب، لكنه اعتبرها "عاملًا مضاعفًا في تعميق أزمة الثقة وزيادة الضغوط السلبية على إيران".

ميدل ايست نيوز: في الوقت الذي بدأت فيه إيران والترويكا الأوروبية جولة جديدة من المفاوضات النووية في إسطنبول، لوّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في أحدث تصريحاته بإمكانية اللجوء إلى خيارات غير تفاوضية، مشددًا على أن “إيران لا يجب أن تقترب حتى من التخصيب”.

وخلال مفاوضات إسطنبول، أصرت إيران في مواجهتها مع الترويكا الأوروبية على حقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم داخل أراضيها، مشددة على ضرورة رفع العقوبات والامتناع عن تفعيل آلية الزناد كشرطين أساسيين. وكان عباس عراقجي قد صرّح سابقًا لشبكة “فوكس نيوز” الأميركية بأن طهران لن تتخلى عن برنامجها للتخصيب، مشيرًا إلى أن ذلك “نتاج لعلماء البلاد” ويرتبط أيضًا بمسألة “الكرامة الوطنية”.

وفي موازاة هذه التطورات، واصل بعض المسؤولين الإسرائيليين تهديداتهم وتصريحاتهم العدائية تجاه إيران.

وفي هذا السياق، تناول الدكتور رحمان قهرمان بور، المحلل البارز في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية، في مقابلة مع موقع “فرارو“، خلفيات الهجوم الإسرائيلي الأخير واستعرض السيناريوهات المحتملة المقبلة في ضوء المستجدات.

وقال قهرمان بور إن تصور الطرف الإيراني بشأن المفاوضات يختلف تمامًا عن مقاربة ترامب، موضحًا أن الأخير ينظر إلى التفاوض على أنه قبول إيران بجميع الشروط الأميركية، وإلا فإن الحوار لا جدوى منه. وأوضح أن “ترامب لا يدخل في التفاصيل كما كان الحال في عهد بايدن، بل يرى أن على الطرفين الاتفاق أولًا على المبادئ العامة، ثم يترك مناقشة الجوانب الفنية للخبراء”. واعتبر أن هذا التباين في منهجية التفاوض من بين الأسباب التي أدت إلى توقف المحادثات.

وأضاف: “عندما يقول ترامب إن إيران لا يجب أن تخصب، فهو يعني أن الاتفاق مشروط بـ’تخصيب صفر’. هذا النهج هو ما أدى إلى هجوم أميركي على منشأة فوردو وتجميد المفاوضات”. وأكد أن الإطار الأميركي في التعامل مع إيران هو “الدبلوماسية القسرية”، أي الجمع بين الحوار والضغط العسكري، وعند فشل المفاوضات، يتم الانتقال إلى الخيار العسكري. وتابع: “الآن يعيد ترامب طرح نفس السيناريو: التفاوض، وإذا فشل، فعندها الضربة العسكرية”.

وفي ما يتعلق بدوافع إسرائيل وراء الهجوم الأخير، قال المحلل البارز في السياسة الخارجية والعلاقات الدولية إن ما جرى يُصنّف في أدبيات السياسة الدولية كـ”حرب استباقية”، مشيرًا إلى أن “إسرائيل شعرت أن الفرصة المتاحة نادرة وغير قابلة للتكرار، خصوصًا بعد عملية 7 أكتوبر وما تبعها من إضعاف لمحور المقاومة، فقررت استغلال اللحظة”. واعتبر أن ظروف تلك المرحلة كانت ضبابية، بحيث لم يكن بالإمكان الجزم بوقوع الهجوم، وهو ما دفع بعض الباحثين إلى وصف الحدث بـ”المفاجأة”. ولفت إلى أن واشنطن دعمت الهجوم، لكن في نهاية المطاف كان ترامب هو من أنهى الحرب.

وعن احتمال تكرار الهجوم الإسرائيلي، قال: “اندلاع الحرب كان بمثابة مفاجأة، مثل أزمة 2008 المالية، التي لم يتنبأ بها أحد بدقة. لكن بعد تحوّل المفاجأة إلى ‘مسار’، أصبح بالإمكان تحليل معطياته. لذلك السؤال لم يعد ما إذا كانت إسرائيل ستهاجم أم لا، بل في أي ظروف يصبح الهجوم مرجحًا أكثر”.

وحدد الخبير الإيراني هذه الظروف في حالتين: أولًا، إذا عاد الحديث بقوة عن التهديد النووي الإيراني، مثل خروج إيران من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، أو وقف تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو انعدام الشفافية بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب. وثانيًا، إذا تصاعد التوتر بين إيران والوكالة، أو بينها وبين الولايات المتحدة، من دون التوصل إلى اتفاق. وأوضح أنه في مثل هذه السيناريوهات، فإن إسرائيل لن تتردد في استغلال الفرصة، كما أن الولايات المتحدة قد تواصل تطبيق سياسة “الدبلوماسية القسرية” بشكل أشد.

وبخصوص آلية الزناد، قال قهرمان بور إن تفعيلها لا يعني تلقائيًا اندلاع حرب، لكنه اعتبرها “عاملًا مضاعفًا في تعميق أزمة الثقة وزيادة الضغوط السلبية على إيران”. وأوضح أن إسرائيل والولايات المتحدة قد تستغلان هذه الخطوة لتبرير تصعيد مستقبلي، وربما لإقناع المجتمع الدولي بأن طهران لا ترغب في التعاون، معتبرًا أن تفعيل الآلية قد لا يكون السبب المباشر للهجوم، لكنه قد يشكّل جزءًا من سلسلة أحداث تفضي في النهاية إلى تفاقم التوتر بين إيران وأوروبا وأميركا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − ثمانية =

زر الذهاب إلى الأعلى