“ظريف” يقترح آلية إقليمية موسعة لإنهاء المخاوف من برنامج إيران النووي
قترح جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، إنشاء منتدى جديد، معتمد من الأمم المتحدة، للتعاون النووي المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مُخصص لتبادل اليورانيوم المخصب وثمار الطاقة النووية المدنية.

ميدل ايست نيوز: يقترح جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق، إنشاء منتدى جديد، معتمد من الأمم المتحدة، للتعاون النووي المدني في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مُخصص لتبادل اليورانيوم المخصب وثمار الطاقة النووية المدنية، في إطار جهود إنهاء خطر الأسلحة النووية في المنطقة.
جاء هذا الاقتراح في مقال نُشر في صحيفة الغارديان، كتبه ظريف، الذي كان حتى وقت قريب مستشارًا مقربًا للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، ومحسن بهاروند، السفير الإيراني السابق لدى المملكة المتحدة.
يُمثل هذا الاقتراح المقترح الإيراني الأكثر إيجابية، وإن كان طويل الأمد، لحل الأزمة المتعلقة بمخاوف الغرب من أن برنامج إيران النووي يهدف إلى إنتاج أسلحة نووية، وهو ما ينفيه ظريف.
شنت الولايات المتحدة وإسرائيل حملة قصف جوي استمرت 12 يومًا في يونيو/حزيران في محاولة لتدمير المواقع النووية الإيرانية، ومنذ ذلك الحين، رفضت إيران استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، لكنها أجرت محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا، الدول الأوروبية الثلاث (E3) التي كانت طرفًا في الاتفاق النووي الأصلي الموقع عام 2015 والذي ينتهي في أكتوبر/تشرين الأول.
وأعلنت الدول الأوروبية أنها ستبدأ الشهر المقبل عملية لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة الشاملة على إيران ما لم توافق على السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالعودة إلى إيران.

ويقول ظريف في مقترحه إن الشرق الأوسط من المناطق القليلة في العالم التي لا توجد فيها اتفاقية خالية من الأسلحة النووية. ويقترح إنشاء “شبكة الشرق الأوسط للبحوث والتطوير النووي” (منارة) جديدة، مفتوحة للدول التي “ترفض تطوير أو نشر الأسلحة النووية وتلتزم بالتحقق المتبادل من امتثالها”. وفي المقابل، ستساعد منارة الدول المشاركة على “الاستفادة من التكنولوجيا النووية السلمية، بما في ذلك إنتاج الطاقة والطب والزراعة والبحث العلمي”.
سيتهم منتقدو إيران ظريف بالسعي إلى صرف الانتباه عن خطة طهران السرية المزعومة لتطوير أسلحة نووية، أو بمحاولة تسليط الضوء على البرنامج النووي الإسرائيلي غير المعلن. وسيزعم آخرون أن اقتراحه ما هو إلا حيلة تمهيدية لاستمرار المحادثات بين مجموعة الدول الأوروبية الثلاث وإيران، والتي ستُمارس فيها ضغوط جديدة على إيران بشكل عاجل لإعادة قبول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
لكن اقتراحه يوفر سياقًا جديدًا طويل الأمد يُمكن من خلاله تطوير البرامج النووية المدنية لدول المنطقة وتفتيشها ومراقبتها.
كما يُمكن أن يوفر سياقًا دوليًا جديدًا أكثر قبولًا يُمكن لإيران من خلاله مواصلة عزمها على تخصيب اليورانيوم. وقد كان مطلب إيران بأن يظل لها الحق في تخصيب اليورانيوم محليًا خطًا أحمر في المفاوضات مع الولايات المتحدة.
يزعم ظريف أن الاقتراح من شأنه أن يُسهم في إعادة صياغة النقاش في المنطقة حول الطاقة النووية. ويكتب: “لفترة طويلة جدًا، حُسبت القضايا النووية من منظور المخاطر والتهديدات فقط. لكن العلوم النووية تُقدم أيضًا حلولًا لتغير المناخ، وندرة المياه، والأمن الغذائي، وتنويع مصادر الطاقة”. مع تضاؤل احتياطيات النفط والغاز، ستُصبح الطاقة النووية حيويةً للنمو والاستدامة الإقليميين. ويمكن لـ”منارة” أن تجعل هذا المستقبل واقعًا مشتركًا وآمنًا.