أجواء ملبدة بالغيوم والغموض في سماء الخليج
المؤشرات الحالية تدعو إلى القلق بشكل عام داخل منطقة الخليج، والتصريحات والإشارات الصادرة عن الجانبين، الإيراني والإسرائيلي، كذلك.

ميدل ايست نيوز: باتت الأجواء ملبدة بالغيوم والغموض في سماء منطقة الخليج، غيوم ربما ليست مبشرة بالخير، ولا تشي بقرب هطل الأمطار، خاصة أننا في ذروة فصل الصيف، حيث درجات الحرارة الساخنة والرطوبة العالية، بل غيوم يصاحبها مخاطر جيوسياسية وأجواء رمادية وغموض وحالة لايقين اقتصادي ومالي، وربما لاحقاً توتر وقلق في أسواق الطاقة والمال والبورصات، والسبب هي الهدنة الهشة بين إيران وإسرائيل، واحتمال عودة المواجهة العسكرية المباشرة بين طهران وتل أبيب في أي لحظة ومن دون سابق إنذار، ومخاوف من اتساع رقعة المواجهة المقبلة.
المؤشرات الحالية تدعو إلى القلق بشكل عام داخل منطقة الخليج، والتصريحات والإشارات الصادرة عن الجانبين، الإيراني والإسرائيلي، كذلك، فاليوم خرج القائد العام للقوات المسلحة الإيرانية، أمير حاتمي، قائلاً إن التهديدات من إسرائيل لا تزال قائمة، وإن قوة الصواريخ والطائرات المسيرة لإيران لا تزال جاهزة للعمليات.
وقبلها مباشرة صدرت تصريحات مماثلة عن مسؤولين إيرانيين آخرين، فوزير الخارجية، عباس عراقجي، قال في مقابلة مع وكالة أنباء الطلبة الإيرانية، إنه لا يوجد اتفاق رسمي لوقف إطلاق النار بين طهران وتل أبيب، وإن جميع الاحتمالات تبقى قائمة بما في ذلك استئناف الأعمال القتالية.
وقبل أيام، قال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، إن المطالب الغربية المتعلقة بالبرنامج النووي لطهران هي ذريعة للاصطدام مع بلاده. كما تحدثت طهران عن محاولة إسرائيل اغتيال قادة كبار، على رأسهم الرئيس مسعود بزشكيان والوزير عباس عراقجي، وتأكيد أن تلك المحاولات لن تمر من دون أن يدفع الكيان الثمن.
يصاحب ذلك زيارة الرئيس الإيراني، اليوم الأحد، لباكستان وتأكيد الأخيرة وقوفها مع طهران في وجه أي اعتداء إسرائيلي محتمل، ودعم حق إيران في الحصول على الطاقة النووية للأغراض السلمية، وما رافق الزيارة من حديث عن ترتيب إيران الميدان لحرب جديدة ضد تل أبيب.
في الناحية الأخرى، صدرت تهديدات مماثلة عن الجانبين الأميركي والإسرائيلي، فالرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حذر أكثر من مرة من تجدد الضربات الأميركية لطهران إذا استأنفت إيران أنشطتها النووية. وحذر كذلك من أنه سيأمر بشن هجمات أميركية جديدة على المنشآت النووية الإيرانية إذا حاولت طهران إعادة تشغيل المنشآت التي قصفتها بلاده الشهر قبل الماضي. وقال إن طهران ترسل إشارات سيئة، وإن أي محاولة منها لاستئناف برنامجها النووي ستُسحق على الفور.
وفي تل أبيب حذر وزير الأمن الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، من أن بلاده ستضرب إيران مجدداً إذا تعرضت للتهديد، والأسبوع الماضي هدّد كاتس باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي، قائلاً “سنصل إليك شخصياً”. وسبق للوزير أن هدد خامنئي، يوم 17 يونيو/ حزيران الماضي، بالموت، محذراً إياه من أنه “قد ينتهي به المطاف مثل صدام حسين، كما قال، في 10 يوليو/ تموز الماضي، إن ذراع إسرائيل الطويلة قادرة “على ضرب أي مكان في إيران، من طهران إلى أصفهان إلى تبريز”، كما صدرت تحذيرات من مسؤولين آخرين في تل أبيب من مهاجمة إيران.
نحن إذاً أمام حالة توتر محتملة يمكن أن تتطور بسرعة لتعود أجواء الحرب مجدداً بين إيران من جانب وإسرائيل والولايات المتحدة، ومعها تزيد القلاقل في منطقة الشرق الأوسط وفي القلب منها الخليج، ويتنامى الغموض داخل أسواق النفط العالمية خاصة مع ثقل الخليج داخل هذا السوق الاستراتيجية للاقتصاد الدولي.
ويعود للواجهة تلويح إيران مجدداً بورقة إغلاق مضيق هرمز في وجه أسواق الطاقة العالمية، ومنع سفن النفط الغربية من الإبحار إلى الدول المستوردة، وتهديد القوات الإيرانية شاحنات النفط والغاز الأميركية، ومعها تزيد أيضاً التوترات في منطقة البحر الأحمر وباب المندب والبحر العربي وقناة السويس، وهو ما يضغط مجدداً على الاقتصادات والبورصات والأسواق الخليجية التي تعتمد على النفط بشكل رئيسي في تغذية الإيرادات العامة.