إيران: أكثر من 20 حادثة حريق وانفجار في منشآت الطاقة خلال نصف عام

وفقاً لتقديرات رسمية وغير رسمية، سجِّل في النصف الأول من عام 2025 أكثر من 12 حادثة حريق أو انفجار كبير ومتوسط في منشآت النفط والبتروكيماويات وخطوط النقل والمرافئ التصديرية في إيران.

ميدل ايست نيوز: وفقاً لتقديرات رسمية وغير رسمية، سجِّل في النصف الأول من عام 2025 أكثر من 12 حادثة حريق أو انفجار كبير ومتوسط في منشآت النفط والبتروكيماويات وخطوط النقل والمرافئ التصديرية في إيران، شملت بعضها خسائر بشرية ومادية. وإذا ما أُدرجت الحوادث الأصغر، مثل الحرائق الموضعية وتسربات الغاز المسببة للدخان أو الاشتعال، فإن عدد الحوادث يتجاوز 20 حالة.

وأعرب محمد بهرامي، عضو لجنة الطاقة في البرلمان الإيراني، في تصريح لموقع “ديده‌ بان إيران“، عن قلقه إزاء ازدياد وتيرة هذه الحوادث في قطاعات النفط والغاز والبتروكيماويات خلال العام الجاري، واصفاً هذا الاتجاه بالمقلق وغير الطبيعي، خاصة أن بعض الحوادث تكررت خلال فترات زمنية قصيرة وفي مجمعات صناعية حساسة.

وحول الجهات المقصّرة في هذه الحوادث، أوضح بهرامي أن التقارير الميدانية تشير إلى أن نحو 50% من هذه الحوادث ناتج عن تقادم المعدات، وغياب الصيانة الوقائية، وعدم تحديث أنظمة مراقبة الضغط ودرجة الحرارة. أما 30% منها فتعود لأخطاء بشرية، وتدريب غير كافٍ للكوادر التشغيلية، وعدم الالتزام بالبروتوكولات الأمنية، في حين أن النسبة المتبقية (20%) ناجمة عن مزيج من التقصير الإداري، وتأخر الاستجابة للطوارئ، وغياب أنظمة الإنذار الرقمية الكافية، إضافة إلى تأثير التوترات الأخيرة مع إسرائيل. وأكد أن جوهر المشكلة يكمن في ضعف البنية المؤسسية لاتخاذ القرار وانخفاض أولوية السلامة في المستويات العليا لقطاع النفط والغاز والبتروكيماويات.

وعن ما إذا كانت هذه الحوادث ناتجة عن العقوبات والضغوط الخارجية، قال المسؤول الإيراني: “جزئياً نعم. فالعقوبات أدت إلى تأخير أو عدم التمكن من تأمين قطع الغيار والتقنيات الحديثة الخاصة بالمراقبة والقياس. كما أن تأخر صرف أجور الكوادر المتخصصة وهجرة الكفاءات أثّرا سلباً على جودة الصيانة والرقابة”. لكنه شدد على أن هذه ليست الأسباب الوحيدة، فجزء كبير من المشكلات يعود إلى ضعف التخطيط الداخلي وسوء الإدارة المعتمدة على التعيينات غير الكفؤة.

وحول تداعيات هذه الحوادث على البلاد، أشار بهرامي إلى أن بعضها أدى إلى خسائر بشرية، من بينها حادثا مجمع خارك للبتروكيماويات ومصفاة عبادان. كما خرجت بعض الوحدات الغازية عن الخدمة لعدة أيام، ما أدى إلى انخفاض في الإنتاج أو التصدير. ولفت إلى أن مصداقية إيران في الأسواق الدولية وشركات التأمين تضررت، كما تعرضت صادرات الغاز المسال والمكثفات لاضطرابات تقنية في مناسبتين.

وفيما يتعلق بإجراءات وزارة النفط الإيرانية والشركات التابعة لها لمنع تكرار هذه الحوادث، أوضح بهرامي أن بعض الخطوات المتفرقة قد اتُخذت، من بينها إصدار أوامر بإعادة فحص أنظمة الإنذار والصيانة الوقائية، ووضع تعليمات للصيانة الإلزامية في بعض الشركات، وانعقاد اجتماعات للجنة السلامة في وزارة النفط، بالإضافة إلى جولات ميدانية قام بها الوزير نفسه. إلا أنه أشار إلى غياب خطة إصلاح شاملة لتحديث البنية التحتية الحيوية للسلامة وفق التقنيات الحديثة، مؤكداً أن الردود كانت في أغلبها آنية ومؤقتة، لا تتسم بالاستراتيجية أو الاستدامة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى