من الصحافة الإيرانية: ما هي دلالات انضمام دول القوقاز وآسيا الوسطى إلى “اتفاقيات إبراهيم”؟

قال خبير في شؤون القوقاز إن انضمام دول القوقاز وآسيا الوسطى إلى "اتفاقات إبراهيم" يحمل رسالة واضحة مفادها أن ائتلافاً إقليمياً بقيادة الولايات المتحدة آخذ في التشكّل بهدف ضمان أمن واستقرار إسرائيل.

ميدل ايست نيوز: قال خبير في شؤون القوقاز إن انضمام دول القوقاز وآسيا الوسطى إلى “اتفاقيات إبراهيم” يحمل رسالة واضحة مفادها أن ائتلافاً إقليمياً بقيادة الولايات المتحدة آخذ في التشكّل بهدف ضمان أمن واستقرار إسرائيل.

وأوضح قاسم مؤمني، في تصريح لوكالة إيلنا، أن العلاقات بين جمهورية أذربيجان ودول آسيا الوسطى مع إسرائيل، خصوصاً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، اكتسبت أهمية خاصة، حيث أقامت معظم هذه الدول علاقات دبلوماسية مع تل أبيب. هذه العلاقات انطلقت في إطار “عقيدة الأطراف” في السياسة الخارجية الإسرائيلية، والتي سعت إلى تعزيز العلاقات مع الدول الإسلامية غير العربية الواقعة في المجال الجغرافي للاتحاد السوفيتي السابق، نظراً لرفض الدول العربية المجاورة لإسرائيل إقامة علاقات طبيعية معها.

وأشار إلى أن هدف إسرائيل من هذه السياسة هو اختراق الدول الإسلامية غير العربية التي لا تتخذ مواقف صريحة مناهضة لها، وتلعب دوراً مؤثراً في حركة عدم الانحياز.

ولفت الخبير في شؤون القوقاز إلى أن دولاً مثل تركمانستان وكازاخستان وطاجيكستان وأوزبكستان وجمهورية أذربيجان أقامت جميعها علاقات مع إسرائيل بدرجات متفاوتة. وبيّن أن هذه العلاقات لم تقتصر على الجانب السياسي فقط، بل شملت أيضاً مجالات اقتصادية وأمنية وصحية وزراعية، موضحاً أن إسرائيل استثمرت بشكل كبير في مصافي النفط في تركمانستان، ولها مستشارون يعملون في مجالات متعددة مثل الزراعة والصحة والعمل الخيري.

وأوضح مؤمني أنه لا توجد حالياً أي دولة في آسيا الوسطى تتبنى مواقف علنية مناهضة لإسرائيل، فيما تحتفظ أذربيجان بعلاقات دبلوماسية رفيعة المستوى مع تل أبيب، وافتتحت مؤخراً سفارتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهو ما يعكس تقارباً واضحاً بين الطرفين، مبينا أن الحديث عن انضمام أذربيجان إلى “اتفاقيات إبراهيم” يأتي امتداداً لهذا النهج، مذكّراً بأن الاتفاق أُطلق لأول مرة خلال رئاسة دونالد ترامب كاتفاق سلام بين بعض الدول العربية وإسرائيل، وقد أصبح اليوم معياراً لقياس مدى قرب الدول من الولايات المتحدة.

وأكد المحلل السياسي أن الولايات المتحدة أوضحت صراحة لحلفائها الإقليميين أن الرغبة في إقامة علاقات استراتيجية معها تمر عبر بوابة الانضمام إلى “اتفاقيات إبراهيم”، مضيفاً أن هذا الاتفاق تحوّل إلى أداة سياسية وأمنية في يد واشنطن لإعادة تشكيل النظام الإقليمي بما يضمن دعم إسرائيل.

وأشار مؤمني إلى أن انضمام أذربيجان إلى الاتفاق يواجه حالياً بعض الاعتبارات الداخلية، منها دينية وسياسية، قد تدفع حكومة الرئيس إلهام علييف إلى التريث، إلا أن العلاقات الاستراتيجية القائمة مع إسرائيل، خصوصاً خلال حرب قره باغ عام 2020 حيث لعبت تل أبيب دوراً داعماً لباكو، تجعل احتمال انضمامها للاتفاق في المستقبل القريب وارداً بشدة.

وأضاف أن دول آسيا الوسطى الأخرى، مثل كازاخستان وتركمانستان وأوزبكستان، تحتفظ أيضاً بعلاقات وثيقة مع إسرائيل، ورغم عدم انضمامها رسمياً إلى الاتفاق حتى الآن، فلا توجد عقبات جدية تحول دون ذلك. واعتبر أن هذا الانضمام سيكون رمزياً بدرجة كبيرة، لكنه يعكس التوجه السياسي الخارجي لهذه الدول، ويعني عملياً التزامها بالاعتراف بإسرائيل والتعاون معها، وهو ما يشكّل أهمية حيوية لتل أبيب التي تسعى إلى تعزيز مكانتها الدبلوماسية والدولية.

ورأى أن هذا المسار يثير القلق لدى دول مثل إيران التي ترى في “اتفاقيات إبراهيم” تهديداً مباشراً لمصالحها، وتعارضها بشكل واضح.

وختم مؤمني بالقول إن “اتفاقات إبراهيم” آخذة في التحول إلى أداة لإعادة تنظيم النظام الإقليمي من قبل الولايات المتحدة، موضحاً أن الدول التي تنضم إلى هذا الاتفاق تستفيد من دعم سياسي وأمني واقتصادي من واشنطن، بينما تحرم الدول التي ترفض الانضمام من هذه الامتيازات. وإذا استمر هذا الاتجاه، فقد تنضم دول مثل سوريا ولبنان إليه مستقبلاً تحت ضغوط خارجية.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى