الطلاق بين كبار السن في إيران يسجل أرقامًا غير مسبوقة

أفادت صحيفة "شرق" الإيرانية بأن الضغوط الاقتصادية والعجز عن تأمين تكاليف المعيشة وتزايد الاضطرابات أدى إلى ارتفاع معدلات الطلاق بين كبار السن في البلاد.

ميدل ايست نيوز: أفادت صحيفة “شرق” الإيرانية بأن الضغوط الاقتصادية والعجز عن تأمين تكاليف المعيشة وتزايد الاضطرابات أدى إلى ارتفاع معدلات الطلاق بين كبار السن في البلاد. حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى تسجيل معدلات غير مسبوقة لحالات الطلاق بين من تجاوزوا سن الستين.

وقالت الصحيفة في تقرير نُشر يوم الاثنين، إن ما يُعرف بـ”الطلاق الرمادي” – أي الانفصال بين النساء والرجال في سن الستين وما فوق – بات ظاهرة مثيرة للقلق، ويعكس تصدعات داخل البنية الأسرية الإيرانية تتفاقم بصمت ودون اهتمام يذكر.

وأوضح التقرير أن الطلاق في مرحلة الشيخوخة لم يعد حدثًا نادرًا أو استثنائيًا، بل ظاهرة متنامية. وغالبًا ما تقف خلف هذه الانفصالات المتأخرة سنوات من الإنكار، والصمت، والضغوط الاقتصادية، والوحدة، وتغير أنماط الحياة.

وقال حسام الدين علامة، رئيس أمانة المجلس الوطني لكبار السن في إيران، لصحيفة شرق، إن الضغوط الاقتصادية تأتي في مقدمة العوامل المؤدية إلى هذه الطلاقات: “ضغوط لا تفرغ الجيوب فقط، بل تضعف العلاقات الإنسانية كذلك”.

وأضاف أن أكثر من 61% من كبار السن في البلاد يعيشون تحت خط الفقر النسبي، في حين ترتفع تكاليف الرعاية الصحية والمعيشة مع التقدم في العمر، ويجد كثير من كبار السن صعوبة في تأمين الحد الأدنى من احتياجات أسرهم المعيشية. وتابع: “حين لا يتوازن الدخل مع النفقات، تبدأ الكثير من الأمور في الانهيار”.

من جانبه، حذر جواد حسيني، رئيس منظمة الرعاية الاجتماعية في إيران، في يونيو الماضي، من تزايد مشاعر العزلة بين كبار السن، مشيرًا إلى أن أكثر من نصفهم يشعرون بالتجاهل والإهمال. كما أكد ارتفاع معدلات الطلاق ضمن هذه الفئة، لافتًا إلى أن نسبة كبيرة من النساء المسنات يعشن بمفردهن.

وتطرق علامة إلى أزمة السكن وتأثيرها في ارتفاع نسب الطلاق، موضحًا أن أكثر من 40% من كبار السن في المدن الكبرى هم من المستأجرين. وأشار إلى أن تراجع الدخل وصعوبة العودة إلى سوق العمل جعلا من توفير الإيجار عبئًا ثقيلًا، ينعكس تدريجيًا على العلاقات الأسرية.

وفي تقرير حديث، أعلن مركز الإحصاء الإيراني أن عدد كبار السن في إيران بلغ حتى عام 2025 حوالي 10 ملايين و200 ألف شخص، يُقدَّر أن نحو 67% منهم – أي ما يعادل 6.8 ملايين فرد – يعيشون بمفردهم لأسباب مثل وفاة الشريك، أو الطلاق، أو عدم الزواج مطلقًا.

وبحسب التقديرات، يتراوح عدد النساء المسنات اللواتي يعشن بمفردهن بين 3.2 و3.5 ملايين، بينما يتراوح عدد الرجال المسنين المنفردين بين 500 و600 ألف. كما تشير الأرقام إلى وجود نحو 80 ألف مسن لم يسبق لهم الزواج.

ونقلت شرق عن بيانات رسمية من منظمة الأحوال المدنية أن حالات الطلاق بين كبار السن، ولا سيما من هم فوق سن الستين، شهدت تزايدًا ملحوظًا في أواخر عقد المنصرم. ففي عام 2016، سُجلت أكثر من 6800 حالة طلاق بين رجال فوق الستين، إلى جانب ألفي حالة بين نساء في نفس الفئة العمرية.

وفي عام 2018، أنهى نحو 6300 رجل و1950 امرأة مسنة حياتهم الزوجية، وكان الطرفان في أكثر من 1600 حالة فوق سن الستين.

واستمرت هذه الزيادة في عام 2019، لكن منذ بداية 2021 لم تُنشر بعد إحصاءات رسمية دقيقة ومحدثة حول الطلاق بين كبار السن.

اقرأ أكثر

أرقام جديدة عن إحصائيات الطلاق والولادة في إيران

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى