“معلومات شديدة السرية عن شبكة مياه طهران”.. هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية تُفجر جدلًا

أقدمت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية على بث معلومات حساسة تتعلق بشبكة المياه في طهران ضمن أحد برامجها الإخبارية، ما أثار انتقادات حادة.

ميدل ايست نيوز: أقدمت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية على بث معلومات حساسة تتعلق بشبكة المياه في طهران ضمن أحد برامجها الإخبارية، ما أثار انتقادات حادة.

وعلق الناشط الإعلامي المعروف ياشار سلطاني، والذي ارتبط اسمه بعدد من ملفات الفساد والتسريبات الإعلامية، على الحادثة عبر منصاته في مواقع التواصل قائلاً: “هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية بثّت خريطة شديدة السرية لشبكة مياه طهران! الاختراق لا يأتي دائمًا من الباب الخلفي؛ أحيانًا يأتي من البث المباشر!”

تأتي هذه الخطوة في وقت تمر فيه إيران بمرحلة حرجة للغاية بسبب أزمة مياه خانقة، ما يزيد من حساسية القضية. فالمخاوف لا تقتصر على التحديات الداخلية في إدارة الموارد المائية، بل تتعزز أيضًا بتصريحات مباشرة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تشير إلى وجود تهديد حقيقي للبنية التحتية المائية في إيران.

وهذه ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها هيئة الإذاعة والتلفزيون لاتهامات بإفشاء معلومات حساسة؛ فقد سبق أن وُجهت إليها انتقادات شديدة عقب الهجوم السيبراني الذي استهدف منشآت نووية إيرانية في عهد الرئيس السابق محمود أحمدي‌ نجاد.

ويستحضر في هذا السياق الفيلم الوثائقي الشهير Zero Days (الذي أُنتج عام 2016 بإخراج أليكس غيبني)، والذي تناول الهجوم السيبراني بفايروس “ستاكس‌ نت” على المنشآت النووية الإيرانية. في الوثائقي، أوضح خبراء أمنيون، من بينهم ديفيد سانغر ورالف لانغر، كيف أن لقطات مصوّرة بثتها وسائل الإعلام الإيرانية، بما فيها التلفزيون الإيراني، ساهمت في تسهيل عملية التخطيط للهجوم الإلكتروني.

وبحسب ما ورد في الوثائقي، فإن نشر صور زيارة الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي‌ نجاد إلى منشأة نطنز النووية، كان له أثر بالغ، إذ تمكّن الباحثون من بناء نموذج رقمي للمنظومة الصناعية هناك استنادًا إلى تلك الصور، واكتشاف ثغراتها الأمنية.

وفي الوقت الذي يمكن فيه تبرير بعض هذه الأخطاء بالسهو أو الجهل بأهمية المعلومات التقنية المصوّرة، فإن الاتهامات لا تستبعد فرضية وجود نوايا مقصودة أو اختراقات داخل المؤسسة الإعلامية الرسمية.

لكن المؤكد أن بث معلومات تقنية من هذا النوع قد يشكّل “مفتاحًا” لهجمات سيبرانية محتملة، خاصةً في ظل السجل الطويل للهجمات التي استهدفت مواقع حساسة في إيران خلال السنوات الأخيرة.

وقد ازدادت الهجمات السيبرانية على إيران في الأعوام الأخيرة، وتوثقت كثير من تلك الحوادث في وسائل الإعلام ومواقع التواصل، مما يعكس تصاعدًا حادًا في مستوى التهديدات الإلكترونية.

ويُعدّ سجلهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في تسريب معلومات حساسة – عن قصد أو من دون قصد – إنذارًا لا يمكن تجاهله. ففي زمن تتطور فيه التهديدات الإلكترونية بسرعة، تكرار مثل هذه الهفوات قد يكلّف البلاد ثمنًا باهظًا على صعيد أمنها القومي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى