من الصحافة الإيرانية: هل طهران مقبلة على مفاوضات جديدة مع واشنطن بواسطة صينية؟

تفيد بعض التكهّنات بوجود احتمال لانطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، وهي الأولى منذ العدوان الإسرائيلي على إيران.

ميدل ايست نيوز: تفيد بعض التكهّنات بوجود احتمال لانطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة، وهي الأولى منذ العدوان الإسرائيلي على إيران. ومن المرجّح أن تُعقد هذه المفاوضات رغم عدم تراجع واشنطن عن شروطها السابقة، فيما تؤكد طهران تمسكها باعتبار التخصيب النووي داخل الأراضي الإيرانية خطًا أحمر، وترفض بحث الملفين الصاروخي والإقليمي.

يثور التساؤل في هذا السياق عن السبب الذي دفع إيران إلى القبول باستئناف المفاوضات في هذا التوقيت. ويُعتقد أن المباحثات الدبلوماسية المكثفة التي جرت بين إيران والصين في الأسابيع الأخيرة ربما لعبت دورًا في هذا التوجه الجديد. فقد تحدثت بعض المصادر الدبلوماسية ووسائل إعلام عن حوارات متقدمة تهدف إلى تعزيز دور بكين في العملية التفاوضية، بل واحتمال اضطلاعها بدور الوسيط. ويُرجّح أن قبول الصين بلعب هذا الدور كان أحد العوامل التي دفعت إيران إلى العودة إلى طاولة المفاوضات بذهنية جديدة. من جانبها، تجد الولايات المتحدة أيضًا مصلحة في استئناف الحوار، لإظهار أنها لا تعتمد فقط على الأدوات العسكرية في إدارة الأزمات.

ومع ذلك، فإن التوصّل إلى اتفاق يبدو اليوم أصعب من السابق. فالضربات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية أضعفت موقف طهران التفاوضي، بينما لا تبدي واشنطن أي استعداد لتقديم تنازلات إضافية. ولذلك، فإن التوقعات المتفائلة بشأن هذه الجولة من المحادثات ينبغي أن تكون محدودة. ويبدو أن الطرفين سيدخلان هذه الجولة بهدف استكشاف تقييم كل منهما للوضع الذي أعقب الحرب التي استمرت 12 يومًا.

حالياً، تولي الولايات المتحدة أهمية كبيرة لمعرفة حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية الإيرانية جرّاء الهجمات. وكان أحد أبرز أدوات التفاوض الإيرانية يتمثل في مستوى ونطاق التخصيب، غير أن تزايد الأضرار قد يعني فقدان طهران لهذه الورقة. من ناحية أخرى، يتطلب تقدير حجم الخسائر السماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بزيارة المواقع المستهدفة، وهو ما ترفضه إيران حتى الآن. وبالتالي، يُتوقع أن يكون هذا الموضوع محورًا أساسيًا في جولة المفاوضات المقبلة، إذ قد تتحول مسألة السماح أو منع زيارة المفتشين إلى أداة تفاوضية بيد إيران، تمامًا كما كان ملف التخصيب سابقًا.

قضية أخرى تحظى بأهمية متبادلة بين الجانبين هي “آلية الزناد”. فرغم تصريحات المسؤولين الإيرانيين بعدم الاكتراث بهذه المسألة، إلا أن الواقع يشير إلى أن استئناف العقوبات وقرارات مجلس الأمن يشكل تهديدًا جدّيًا لإيران. ومن هذا المنطلق، تسعى الجمهورية الإسلامية لتفادي تفعيل هذه الآلية، وقد تساهم المفاوضات المرتقبة في تعزيز هذا الهدف.

وإذا ما نجحت الصين في لعب دور فعّال في الوساطة بين إيران وأمريكا، فبالرغم من كل العراقيل المشار إليها، يمكن أن تشهد المفاوضات تقدمًا نسبيًا. إلا أن بكين لم تعلن موقفًا رسميًا حتى الآن، نظرًا لاعتمادها على الدبلوماسية الهادئة والبُعد عن التصريحات العلنية. ومع ذلك، فإن غياب التصريحات لا يعني غياب الدور.

في كل الأحوال، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستُعقد جولة المفاوضات المقبلة بصيغتها القديمة كما قبل الحرب، أم سنكون أمام صيغة جديدة بقيادة صينية؟ في حال تحقق السيناريو الثاني، يمكن الحديث عن احتمال متزايد للوصول إلى تفاهم ما. أما إذا أُجريت المفاوضات بنفس الشكل السابق، فإن احتمالات التقدم تظل محدودة، نظرًا لتشبث كل من واشنطن وطهران بمواقفهما دون مؤشرات على التراجع من أي طرف.

رحمن قهرمان بور
باحث كبير في الشؤون الدولية

اقرأ أكثر

من الصحافة الإيرانية: هل تكون الصين الوسيط الجديد في المحادثات النووية؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
بواسطة
ميدل ايست نيوز
المصدر
صحيفة دنياي اقتصاد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى