من الجامعة إلى مقصلة الإعدام: قصة روزبه وادي، العالم النووي الذي اتُهم بالتجسس

أشار تقرير بثه التلفزيون الإيراني إلى أنّ العالم النووي روزبه وادي قدّم معلومات تتعلق بمركز نووي استُهدف خلال الحرب مع إسرائيل، إلى جانب معلومات عن أحد العلماء النوويين الإيرانيين.

ميدل ايست نيوز: في عام 2011، قدّم ثلاثة من علماء الطاقة النووية الإيرانيين ورقة علمية مشتركة إلى المؤتمر التخصصي الثامن عشر للطاقة النووية في إيران. في ذلك الحين، لم يكن أحد يعلم أن هذا التعاون العلمي سيكون بداية لمصير مأساوي سيطال الثلاثة. فبعد أربعة عشر عامًا، وفي أقل من شهرين، فقد جميع مؤلفي تلك الورقة حياتهم؛ اثنان على يد إسرائيل، والثالث على يد إيران.

ففي الساعات الأولى من صباح يوم 12 يونيو 2025، استهدفت إسرائيل الدكتور عبد الحميد مينوتشهر والدكتور أحمد رضا ذو‌الفقاري دارياني، وهما من كبار المتخصصين في البرنامج النووي الإيراني، ضمن أولى هجماتها على إيران.

وبعد سبعة أسابيع، كان المصير التراجيدي من نصيب روزبه وادي، آخر الأحياء من الثلاثة. فقد أعلنت السلطة القضائية في إيران في صباح 6 أغسطس 2025 عن إعدامه بتهمة “التجسس لصالح الموساد”، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي.

وبعد ساعات من إعلان خبر إعدامه، بثّ التلفزيون الإيراني في برنامجه الإخباري الشهير “20:30” مقطع فيديو يتضمّن تصريحات منسوبة إلى روزبه وادي، حيث أشار التقرير إلى أنّه قدّم معلومات تتعلق بمركز نووي استُهدف خلال الحرب مع إسرائيل، إلى جانب معلومات عن أحد العلماء النوويين الإيرانيين.

وكانت جامعة أمير كبير هي المؤسسة الأكاديمية التي حصل منها روزبه وادي على درجة الدكتوراه.

بدأ وادي دراسته الجامعية في جامعة زنجان بتخصص الهندسة الميكانيكية – فرع الموائع، وتخرج منها في عام 2008. ثم التحق بجامعة الشهيد بهشتي لنيل درجة الماجستير بين عامي 2008 و2010، حيث تخصص في الهندسة النووية – تصميم المفاعلات.

عندما التحق وادي بجامعة الشهيد بهشتي أواخر العقد الأول من القرن الحالي، كانت الأنظار الدولية قد بدأت تتركز على البرنامج النووي الإيراني، وكان عدد من أساتذته في الجامعة من الشخصيات المؤثرة في هذا المجال.

ورغم عمليات الاغتيال التي استهدفت علماء في تلك الفترة، واصل وادي دراسته في مجال الهندسة النووية بجامعة أمير كبير، وحصل على درجة الدكتوراه في عام 2016 بعد دفاعه عن أطروحته.

دراسته للدكتوراه في جامعة أمير كبير وعمله لاحقًا في مركز أبحاث العلوم والتقنيات النووية في إيران، وضعاه إلى جانب كامران سبانلو، أحد أبرز وجوه نظام السلامة النووية في البلاد.

وكان كامران سبانلو قد اختير عام 2015 كأبرز شخصية في مجال السلامة النووية في إيران.

وخلال سنواته البحثية، كتب وادي أهم مقالاته العلمية بإشراف وتعاون مع أستاذه كامران سبانلو، الذي يُعد من المتخصصين البارزين في العلوم النووية وأحد أساتذة جامعتي أمير كبير والصناعية الشريف.

ويُذكر في السجل العلمي لوادي أنه عمل كخبير أول في تقييم السلامة النووية في مركز نظام السلامة النووية الإيراني.

ويتمتع هذا المركز بإشراف مباشر وواسع، إذ يمتلك بيانات تتعلق بالمنشآت النووية الإيرانية والأفراد العاملين فيها.

من جانبها، ذكرت وكالة “ميزان” في تقريرها عن وادي أنه كان يعمل في واحدة من أهم المؤسسات الحساسة في البلاد، وبسبب مستوى وصوله إلى المعلومات، أصبح “هدفًا جذابًا”.

ووفق تقرير السلطة القضائية، فإن وادي أقام علاقته مع الموساد عبر موقع تواصل اجتماعي، وفي زيارة له إلى فيينا لحضور دورة تدريبية، التقى ضباطًا من الموساد خمس مرات.

لكن البيان لم يجب عن أحد أهم الأسئلة المطروحة، وهو: متى تم اعتقاله؟

وفي سياق الحرب التي استمرت 12 يومًا بين إيران وإسرائيل، قُتل ما لا يقل عن 11 عالمًا وخبيرًا في البرنامج النووي الإيراني.

ويُذكر أن إيران، وبعد اغتيالات طالت علماء نوويين بين عامي 2009 و2011، كانت قد شددت كثيرًا من إجراءات الحماية لهؤلاء المتخصصين.

لكن مقتل عدد من هؤلاء العلماء إلى جانب قيادات رفيعة في الحرس الثوري، فجّر جدلاً واسعًا بشأن اختراق أمني واستخباراتي كبير داخل الأراضي الإيرانية، وقد قيل إن هذا الاختراق كان من العوامل المساعدة في تعطيل الدفاعات الجوية وقواعد إطلاق الصواريخ الإيرانية خلال الحرب.

وبعد انتهاء الحرب، أعدمت السلطات الإيرانية عددًا من الأشخاص بتهمة التعاون مع إسرائيل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 + 18 =

زر الذهاب إلى الأعلى