ماذا بقي من ترسانة حزب الله التي تعتزم الحكومة اللبنانية تفكيكها؟

أعاد قرار الحكومة اللبنانية الثلاثاء حصر السلاح في يد الجيش إلى واجهة الاهتمام نوعية الترسانة العسكرية التي يمتلكها حزب الله.

ميدل ايست نيوز: أعاد قرار الحكومة اللبنانية الثلاثاء حصر السلاح في يد الجيش إلى واجهة الاهتمام نوعية الترسانة العسكرية التي يمتلكها حزب الله، علماً بأنه أعلن رسمياً يوم الأربعاء أنه سيتعامل مع قرار حكومة نواف سلام وكأنه “غير موجود”، واصفاً الخطوة بـ”الخطيئة الكبرى”.

وقرّر مجلس الوزراء اللبناني في جلسة عقدها أمس الثلاثاء في قصر بعبدا الجمهوري برئاسة الرئيس جوزاف عون، واستمرّت لنحو ستّ ساعاتٍ، “تكليف الجيش اللبناني وضع خطة تطبيقية لحصر السلاح قبل نهاية العام الحالي بيد الجهات المحددة في إعلان الترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية وحدها وعرضها على مجلس الوزراء قبل 31 من الشهر الجاري لنقاشها وإقرارها”.

وامتلك حزب الله ترسانة عسكرية ضخمة، لكنها دُمرت إلى حدّ كبير خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان. واعتبرت المواقف المؤيدة لحزب الله أن ما حصل تنفيذ للإملاءات الأميركية ومن خلفها الإسرائيلية وانقلاب على خطاب القسم والاستراتيجية الدفاعية والبيان الوزاري، والمواقف التي كانت متمسكة بأولوية التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، كما من شأنها أن تضع الحزب في وجه الجيش اللبناني، معتبرة أيضاً أن على الدولة قبل الشروع في خطوة كهذه أن تواجه الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الأراضي اللبنانية، وضمنها ما حصل ليلاً بعد انتهاء الجلسة باستهداف محافظة بعلبك الهرمل، ما أسفر عن سقوط شهيدٍ.

ما قدرات حزب الله الحالية؟

حين قرر حزب الله فتح جبهة من جنوب لبنان في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023 لإسناد قطاع غزة في مواجهة الحرب الإسرائيلية، كان يمتلك ترسانة سلاح ضخمة، ضمّت وفق خبراء صواريخ باليستية وأخرى مضادة للطائرات والدبابات والسفن، إضافة إلى قذائف مدفعية غير موجهة.

وعمل حزب الله، وهو الوحيد الذي احتفظ بأسلحته بعد انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، بعد الحرب التي شنتها إسرائيل على لبنان صيف 2006 ضد إسرائيل، على تطوير قدراته العسكرية بشكل كبير.

وبحسب الخبير العسكري رياض قهوجي، فقد “تضررت ترسانة الحزب بشدة، جراء الحرب الأخيرة والضربات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت مستودعات أسلحته”.

وخسر حزب الله “وفق المعلومات الاستخباراتية المتوافرة جزءاً كبيراً من ترسانته الثقيلة، لا سيما صواريخه البعيدة المدى”، وفق قهوجي، تقدّر “بنحو سبعين في المئة من قدراته”.

وفكّك الجيش اللبناني، وفق ما أعلن سلام في يونيو/ حزيران، أكثر من 500 موقع عسكري ومستودع أسلحة، في جنوب البلاد، تنفيذاً لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي واصل الاحتلال الإسرائيلي خرقه بشكل شبه يومياً بذريعة استهداف بنى تحتية للحزب ومستودعات أسلحة وقياديين في صفوفه.

إمدادات وأنفاق

مع إسقاط نظام بشار الأسد في سورية المجاورة في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، خسر حزب الله حليفاً رئيسياً كان يسهّل نقل أسلحته من إيران، التي تلقت بدورها ضربة موجعة إثر حرب مع إسرائيل استمرّت 12 يوماً في يونيو/ حزيران الماضي.

وأقرّ حزب الله بخسارته “طريق الإمداد العسكري عبر سورية”، عقب ذلك. وأعلنت السلطات السورية الجديدة خلال الأشهر القليلة الماضية إحباطها عمليات تهريب شحنات أسلحة إلى لبنان.

ويعتبر قهوجي أن قدرة حزب الله على “إعادة بناء قدراته العسكرية” باتت “محدودة بشكل كبير”. ومع ذلك، يواصل محاولات “إنتاج بعض الأسلحة محلياً، إذ يمتلك ورش تصنيع على الأراضي اللبنانية، ينتج فيها خصوصاً الصواريخ من نوع كاتيوشا”.

بحسب خبراء، امتلك الحزب قبل بدء العدوان الإسرائيلي قرابة 150 ألف صاروخ. ومنذ اتفاق وقف إطلاق النار، أفاد عدد من المسؤولين الأمنيين بقيام الجيش اللبناني بتدمير وإغلاق العديد من شبكات الأنفاق التي حفرها حزب الله في الجنوب. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي مراراً استهدافه “أنفاق الحزب”.

مسيّرات

خلال الحرب مع إسرائيل، استخدم حزب الله بكثافة الطائرات المسيّرة في هجماته على مواقع عسكرية، قريبة عموماً شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة وأحياناً أكثر عمقاً. وأعلن مراراً إرسال مسيّرات مفخخة

. وفي أحد تصريحاته، قال الأمين العام الراحل للحزب حسن نصر الله، الذي اغتالته إسرائيل الخريف الماضي بغارات على ضاحية بيروت الجنوبية، إن العدد الكبير من الطائرات المسيّرة التي يمتلكها الحزب مرده إلى أن جزءاً منها مصنوع محلياً.

واعترض الجيش اللبناني مؤخراً، وفق قهوجي، حاوية تنقل قطع غيار لطائرات مسيّرة صغيرة، كانت في طريقها الى حزب الله، ما يعد “دليلاً واضحاً على سعي الحزب لتطوير قدراته” وفق المتحدث ذاته.

وبحسب مصدر لبناني مطلع على النقاشات بشأن السلاح، فقد أبدى حزب الله مرونة لناحية استعداده لـ”تسليم سلاحه الاستراتيجي أي الصواريخ البعيدة المدى”، إذا انسحب الاحتلال الإسرائيلي من 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة وسمح ببدء إعادة إعمار المناطق المهدمة في جنوب لبنان وأوقف خروقاته، مقابل احتفاظه “بالسلاح الدفاعي على غرار المسيّرات وصواريخ الكورنيت”.

في سبتمبر/ أيلول، أعلن حزب الله أن عدد مقاتليه يقدّر بنحو مائة ألف عنصر، في حين قدّر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية العدد بنصف ذلك تقريباً. واستهدف الاحتلال الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة التي استمرت لأكثر من عام، أبرز قادة الحزب وعدداً كبيراً من كوادره ومقاتليه.

وأحصت السلطات استشهاد أكثر من 4 آلاف شخص في لبنان، بينهم عدد كبير من مقاتلي حزب الله. كما أصيب الآلاف من عناصره بجروح، خصوصاً حين أقدمت إسرائيل على تفجير آلاف أجهزة الاتصال (بايجر) وأجهزة اتصال لاسلكية كان يستخدمها الحزب.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
العربي الجديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

1 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى