الرئيس الإيراني: الكيان الصهيوني هاجم إيران بتوجيه ودعم أمريكي
قال الرئيس الايراني، مسعود بزشكيان، إن الكيان الصهيوني هاجم إيران بتوجيه ودعم أمريكي، موضحا أن هذا الهجوم جاء في إطار الأهداف الأمريكية.

ميدل ايست نيوز: قال الرئيس الايراني، مسعود بزشكيان، إن الكيان الصهيوني هاجم إيران بتوجيه ودعم أمريكي، موضحا أن هذا الهجوم جاء في إطار الأهداف الأمريكية.
وبمناسبة يوم الصحفي في ايران ، قام الرئيس الإيراني صباح اليوم السبت، بزيارة غير معلنة مسبقا لمقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الايراني، حيث تفقد قناة “الخبر” التي تعرضت لهجوم من قبل الكيان الصهيوني خلال الحرب التي استمرت 12 يوما.
وخلال زيارته هذه ، أكد بزشكيان على أن الإعلام هو صوت الشعب، مشيدا بالصحفيين الذين ينقلون صوت مظلومية الشعب في وجه اعتداءات الصهاينة إلى أسماع العالم.
وأشار الرئيس الايراني الى أن الإعلام يستطيع أن يوضح الفروقات بشفافية ووضوح، مضيفا: خلال الحرب الصهيو-امريكية على ايران والتي استمرت 12 يوما، كان الإعلام الوطني عاملا في تعزيز التماسك والوحدة والدفاع الشامل للشعب الإيراني في مواجهة هذا العدوان.
ولفت بزشكيان إلى أن الكيان الصهيوني، بتوجيه ودعم أمريكي، هاجم إيران، موضحا أن هذا الهجوم جاء في إطار الأهداف الأمريكية. وأضاف أن الأعداء، من خلال هجمات عشوائية واغتيال قادة عسكريين وعلماء ومواطنين عُزّل، سعوا إلى نشر الفوضى في إيران، إلا أن الشعب، بحضوره في الميدان وصموده، حقق النصر في هذه المواجهة.
الإعلام المحلي أوصل الحقائق للشعب خلال حرب الـ 12 يوما
وفيما يتعلق بالدور الإعلامي في الدفاع المقدس خلال الحرب التي استمرت 12 يوما، قال: الصحفيون خلال هذه المدة، ورغم التهديدات والقيود، أدوا دورا بالغ الأهمية. كان الصهاينة يعتقدون أنهم بضرب الإعلام الوطني سيتمكنون من وقف عملية نقل المعلومات، حتى أن الأعداء، عبر اغتيال القادة والعلماء ومهاجمة قوات الأمن، سعوا لجرّ البلاد إلى الفوضى وإسكات صوت الإعلام، لكن الصحفيين ووسائل الإعلام، بمزيد من الصدق والنفوذ، أوصلوا الحقائق إلى الشعب.
وأضاف الرئيس: التعيين السريع للقادة البدلاء، واستمرار النشاطات العلمية، وتكاتف الشعب، وجهود القوات المسلحة، أدت إلى تراجع العدو عن أهدافه الخبيثة. هيئة الإذاعة والتلفزيون لم تتوقف لحظة واحدة، بل واصلت بث الرسائل والمقابلات والمواد الوثائقية من الميدان، مما أظهر صدقها وقوتها وتأثيرها أكثر من أي وقت مضى.
وأشار إلى أن تضامن شعبنا العزيز في هذا المسار أمر يستحق الثناء، فالوحدة والتآلف ونشر الأصوات المطالبة بالحق هي التي أجبرت العدو على إعادة النظر في حساباته.معتبرا ان العامل الأساسي وراء هذه الهجمات لم يكن الكيان الصهيوني وحده، بل الولايات المتحدة وعملاؤها، الذين سعوا، لأهداف خاصة، إلى نشر الفوضى في ايران.
كما اوضح انه وبفضل جهاد القادة والجيش والحرس الثوري وقوات الأمن والدفاع الجوي، اضطر العدو للتراجع عن عدوانه، مضيفا انه ورغم ادعائهم تحقيق النصر، فإن الحقيقة أن النصر الحقيقي كان من نصيب الشعب الايراني ومقاومته وصموده.
وفي رده على سؤال حول حضوره الميداني خلال هذه الأيام العصيبة، ومن ذلك زيارته للمبنى الزجاجي في مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون بعد استهدافه من قبل الكيان الصهيوني، وما الرسالة التي وجّهها للعاملين والصحفيين في الإعلام الوطني، قال: خلال هذه الأيام الـ 12، كان يجب أن نكون في الميدان. حتى في اليوم نفسه الذي تعرض فيه المبنى الزجاجي للهجوم، كنا قبل ذلك قد عقدنا اجتماعا هناك، ثم استهدفه العدو، لكنه فشل في تحقيق مراده.
وأضاف: خلال هذه الفترة، عقدنا اجتماعات منتظمة مع جميع الوزارات، ووضعنا خططا دقيقة لإدارة الأوضاع. بذلت الحكومة خلال هذه الأيام الـ 12 أقصى جهدها لتقديم الخدمات للشعب، ولم نواجه أي نقص أو تقصير في أي مجال. وبرغم الضغوط، تم الحفاظ على حالة من الهدوء النسبي في البلاد، سواء في تأمين السلع الأساسية أو تقديم الخدمات العامة.
ومضى يقول انه وبعد الهجوم على الإعلام الوطني، أُعيد تنظيم وهيكلة جهاز الإعلام بسرعة، وتمت مواصلة إيصال الرسائل بطرق مختلفة، لافتا الى ان هذا الأداء النموذجي جعل من هيئة الإذاعة والتلفزيون محط اهتمام حتى على المستوى الدولي.
الحرب الصهيو-امريكية اظهرت الوحدة والانسجام الوطني
هذا وتوجه الرئيس الايراني بالشكر والتقدير الصادق لكل الأعزاء الذين خدموا الشعب في هذا المسار، وخاصة زملاء العمل الإعلامي، من صحفيين ومصوّرين ومسؤولي البث والفنيين في هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية. معتبرا ان هذه الحرب الصهيو-امريكية والتي استمرت 12 يوما تعد تجسيدا للوحدة والانسجام الوطني، ويجب ايلائها التقدير المستحق.
وأضاف الرئيس الايراني: في تلك الأيام، كان يتم إيصال رسالة الإعلام الوطني بوضوح إلى كل الشعب الايراني ، الذي وبغض النظر عن القومية أو التوجه أو الانتماء السياسي، كان حاضرا في الساحة للدفاع عن وحدة أراضي ايران. هذه الرسالة التي وحدت القلوب، والتي نقلتها هيئة الإذاعة والتلفزيون إلى شعبنا العزيز، كان لها دور مؤثر للغاية في تعزيز التماسك الوطني والاستعداد للدفاع.
وتابع: نحن من أعماق قلوبنا نشكر كل من ساهم في تشكيل وتعزيز هذا التماسك والتآزر، وما زال يواصل جهوده. وبالأخص في هذا اليوم الذي خُصص لتكريم مكانة شهداء الصحافة، ومن بينهم الأعزاء الذين استشهدوا في أفغانستان وهم يؤدون واجبهم في إيصال الحقيقة ونقل الأخبار، نعتبر من واجبنا أن نكرّم جميع الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي.
وقال: في ظروف الحرب الصعبة التي استمرت 12 يوما، تمكنت وسائل الإعلام من نقل رسالة شاملة وفاعلة. وما نتوقعه هو أن تستمر رسالة الدفاع عن وحدة أراضي وطننا، ورسالة الوحدة والانسجام الوطني، ورسالة تعاون جميع القوميات والمذاهب والتيارات السياسية والاجتماعية المختلفة من أجل الحفاظ على إيران العزيزة.
الجميع وقف إلى جانب إيران
وأضاف: إن هذه الوحدة والتلاحم مكسب ثمين يجب الحفاظ عليه وتطويره، ووسائل الإعلام، وخاصة الإعلام الوطني، تتحمل مسؤولية كبيرة ومؤثرة في نقل هذه الرسالة وتعزيزها.
وأكد رئيس الجمهوریة على أن وسائل الإعلام لعبت دورا مهما في إيجاد روح التضامن والوحدة، معربا عن امتنانه لوسائل الاعلام والصحفيين الذين استطاعوا مواصلة هذا المسار بقوة، متأملا بأن يستمر هذا الطريق بقوة أكبر.مضيفا ان ايران ملك لجميع الإيرانيين، سواء كانوا داخل البلاد أو خارجها، والجميع سيدافع عنها. هذه الرسالة يجب أن تواصل هيئة الإذاعة والتلفزيون إيصالها بقوة.
وعند سؤاله عن دور الصحفيين في الحفاظ على هذه الوحدة وتعزيزها، قال الرئيس بزشكيان: أنا أؤمن بأن دور الصحفيين حيوي للغاية. لدينا نقاط مشتركة كثيرة، ولكن من الطبيعي أن نختلف في بعض الآراء. وقد قلت مرارا، وأكرر عبر الإعلام الوطني أمام الشعب: في عائلتي، خلال الحرب الأخيرة التي استمرت 12 يوما، لم تقبل ابنتي وزوجها أن يتركوني للحظة، وكانا مستعدين لمرافقتي حتى لو كلّفهما ذلك حياتهما. حتى عندما أصبت بكورونا، بقيا إلى جانبي وأصيبا بالعدوى أيضا. انهما يضحان بحياتهما من أجلي، ولكن عندما نتحاور، قد لا يقبلان رأيي، وأحيانا نختلف بشدة.
واعتبر الرئيس أن كل أبناء إيران هم أسرة واحدة، وقال: من الطبيعي أن تظهر اختلافات بين أفراد الأسرة، وهذا لا يعني العداء. وسائل الإعلام يمكنها توضيح هذه الفوارق. إذا قبلنا بأن الاختلاف في الرأي أمر طبيعي وتجاوزناه في حدوده المعقولة، يمكننا التعايش معه.
وأضاف: لقد أظهرت إيران في هذه الحرب التي استمرت 12 يوما أن حتى الذين لم نكن نتوقع وقوفهم إلى جانب البلاد، وحتى إلى جانب القيادة، قد وقفوا. لقد رأيت بأم عيني في الشوارع فتيات غير محجبات يحملن لافتات مكتوب عليها “روحي فداء القائد”، جئن للدفاع عن الوطن والثقافة ووحدة الأراضي. ربما كان مظهرهن مختلفا عن نظرتنا، لكن قلوبهن كانت مع إيران. يجب ن نقبل أن اختلاف الأذواق لا يعني العداء، ولا ينبغي وضع تصنيفات على هذه الفوارق، بل يجب ن نركز على القواسم المشتركة. وبالطبع هناك قضايا نختلف فيها، لكن هذا لا يعني العداء أو التناحر أو المواجهة.
وشدد على أنه يجب على الإعلام أن يتعامل مع الاختلافات على أنها أمر طبيعي في المجتمع، وألا يضخمها ويحوّلها إلى فجوة. فرغم كل هذه الاختلافات، فإننا نتشارك المبادئ الأساسية، وسنعمل من أجل إيران العزيزة ورفعة شأنها.
وفي ختام كلمته، هنّأ الرئيس بزشكيان الصحفيين والعاملين في مجال الإعلام بمناسبة يوم الصحفي، متمنيا أن تزداد هذه الوحدة والتلاحم يوما بعد يوم، وأن تترسخ أكثر، بفضل الدور المهم الملقى على عاتق الصحفيين.