ترامب يطلق ممر القوقاز وسط مخاوف من تداعياته الجيوسياسية

كشفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروع ممر تجاري جديد في جنوب القوقاز، يحمل اسم "طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي" (TRIPP)، في إطار اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا.

ميدل ايست نيوز: كشفت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن مشروع ممر تجاري جديد في جنوب القوقاز، يحمل اسم “طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي” (TRIPP)، في إطار اتفاق سلام بين أذربيجان وأرمينيا، لكن محللين أشاروا إلى أن المكاسب المعلنة قد تبقى محدودة في ظل تعقيدات المنطقة وصراع الممرات التجارية العالمية.

وبحسب ما أوردته وكالة بلومبيرغ، يربط الممر عبر الأراضي الأرمنية بين أذربيجان وأحد جيوبها المتاخمة لتركيا غربا، وهو ما كانت يريفان ترفضه سابقا باعتباره “خرقا لسيادتها”. غير أن الدعم الأميركي للمشروع وتوقيعه في البيت الأبيض بحضور رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذري إلهام علييف، سهّل تمريره.

ووصفت بلومبيرغ الاتفاق بأنه “انتكاسة لروسيا وإيران”، مشيرة إلى أن واشنطن تراهن على “عائدات سلام كبيرة” في منطقة شهدت حروبا متكررة، آخرها خلال السنوات القليلة الماضية. لكن التقرير لفت إلى أن تحقيق تلك العوائد يتطلب “انخراطا أميركيا مستمرا يتجاوز مراسم التوقيع”.

الرابحون والخاسرون بعد اتفاقية السلام في القوقاز

تركيا الرابح الأكبر

ووفق تقديرات بلومبيرغ إيكونوميكس، قد تجني تركيا نحو 4 مليارات دولار سنويا من المشروع، منها 3 مليارات من التجارة المباشرة مع أرمينيا، ومليار إضافي من الممر ذاته.

مبادرة ممر ترامب تمثل جزءا من سباق جيوسياسي محموم على طرق التجارة بين الشرق والغرب (الفرنسية)
وأشار محللون إلى أن أنقرة، التي أغلقت حدودها مع يريفان منذ تسعينيات القرن الماضي، ستستعيد قناة تجارية جديدة تعزز نفوذها الإقليمي.

لكن بلومبيرغ شددت على أن الممر، المعروف أيضا باسم “ممر زانغيزور”، لا يتجاوز طوله 30 ميلا، وسيكون جزءا صغيرا من شبكة أوسع من الممرات البرية بين آسيا الوسطى وأوروبا.

ومن بين هذه الشبكات “الممر الأوسط” البالغ طوله 4 آلاف ميل بين الصين وأوروبا، و”الممر الشمالي” الذي يمر عبر روسيا الخاضعة لعقوبات، بالإضافة إلى مشاريع أخرى تدفع بها موسكو وطهران وأنقرة وبغداد.

سباق الممرات ومأزق واشنطن

ورأت بلومبيرغ أن إطلاق المشروع يأتي في سياق “سباق عالمي على الممرات” بفعل إعادة رسم خريطة التجارة الدولية تحت تأثير الحروب التجارية وصراع القوى الكبرى. وذكّرت بأن الصين استثمرت أكثر من تريليون دولار في مبادرة “الحزام والطريق”، فيما عجزت واشنطن عن تقديم بديل اقتصادي مغرٍ، رغم طرحها قبل عامين ممر “الهند-الشرق الأوسط-أوروبا” (IMEC) الذي لم يتجاوز حتى الآن مرحلة التخطيط.

وأضاف التقرير أن موقع إسرائيل كطرف في مشروع “الهند-الشرق الأوسط-أوروبا”، إلى جانب الحرب في غزة والهجمات على لبنان وإيران وسوريا، فضلا عن فرض ترامب رسوما جمركية على الهند، كلها عوامل أضعفت جدوى المشروع الأميركي السابق.

باشينيان يحاول التخفيف من مخاوف إيران وروسيا من الاتفاق الجديد مع أذربيجان

تحديات الكلفة والقدرة التنافسية

وحذّرت بلومبيرغ من أن الممرات البرية مثل “طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي” تواجه معضلة الكلفة مقارنة بالنقل البحري الأرخص، فضلا عن مشاكل البنية التحتية والتنسيق، مستشهدة بتقرير للبنك الدولي عام 2023 أكد أن حركة الشحن في “الممر الأوسط” يمكن أن تتضاعف 3 مرات بحلول 2030 لكنها ستبقى “جزءا صغيرا” من تجارة الصين وأوروبا.

كما أشارت الوكالة إلى أن “الرهانات الكبيرة” على الممر الجديد قد تصطدم بواقع سياسي واقتصادي معقد، إذ لا تزال مناطق العبور عرضة للتوترات، والمشاريع البديلة تتقدم على الأرض بينما يظل الكثير من الخطط الأميركية “حبرا على ورق”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى