من الصحافة الإيرانية: تعيين لاريجاني لن يحقق تحولاً دون تغيير النهج العام
أكد محللون إيرانيون أن وجود شخص جديد في منصب ما بدون تغيير في النهج لن يحدث أي تحول، بل ستزداد خيبة الأمل.

ميدل ايست نيوز: أكد محللون إيرانيون في مقال مشترك تناول توقعاتهم من المجلس الأعلى للأمن القومي وتعيين علي لاريجاني أميناً له، أن التوقع الأساسي من هذا التعيين هو إحداث تغيير في النهج العام للنظام، وكتبوا أن وجود شخص جديد في منصب ما بدون تغيير في النهج لن يحدث أي تحول، بل ستزداد خيبة الأمل.
ويرى عباس عبدي وفياض زاهد ومحمد مهاجري أن نهج الوفاق الوطني الذي اتبعه الرئيس مسعود بزشكيان لم يتمكن من إيجاد صيغة ناجحة تجمع بين الوفاق وإحداث التغيير، بحيث يكون هذا الشعار داعماً للتغيير لا عائقاً أمامه. وأشار هؤلاء الخبراء إلى أنه “عندما رفض بزشكيان تنفيذ قانون الحجاب المثير للجدل بدعوى الأمن القومي، تفاجأ البعض، وأثبت أن الوفاق يجب أن يُرسَّخ بالقيم التي يؤمن بها الشعب”.
وتناول المقال الضغوط والمعارضة التي واجهتها الحكومة في قضايا مثل رفع الحجب عن مواقع الإنترنت والمفاوضات النووية، مضيفاً أن “الوضع في الذكرى الأولى لحكومة الدورة الرابعة عشرة بات أسوأ وأشد إثارة للأسف مما كان عليه قبل عام”.
وفي ما يخص دور علي لاريجاني، كتب عبدي ومهاجري وزاهد: “لاريجاني ينتمي سياسياً، وإن كان معتدلاً، إلى المعسكر الأصولي، ومن هذه الناحية قد يتمكن من التحرك بحرية أكبر من بزشكيان”، لكنهم حذروا من أن “لاريجاني، حتى لو أراد، ليس بصانع معجزات، والشرط الأساسي لنجاحه يجب أن يتحقق في مؤسسات النظام الكبرى”.
ومن النقاط البارزة في المقال، انتقاد ما وصفوه بـ”الازدواجية داخل البنية السياسية”، حيث جاء فيه: “لا يمكن أن يكون الشخص عضواً في المجلس الأعلى للأمن القومي ويشارك في جميع قراراته، ثم يتبنى في المجال العام مواقف مناقضة تروّج لظواهر هدامة”.
وشدد المقال على أنه “لا ينبغي أن يكون المعارضون الرئيسيون، بل وحتى أعداء الحكومة، ضمن أجهزة أخرى من الحكم”. وأكد الكتّاب أهمية “الوفاق داخل البنية الحاكمة”، معتبرين أن “غياب الوفاق في مؤسسات الحكم أسوأ بكثير من غياب الوفاق مع الشعب”. ودعوا أمانة المجلس ولاريجاني شخصياً إلى “ممارسة رقابة صارمة على هذا الجانب من مسؤولياتهم”.
كما أشار المقال إلى ضرورة اتخاذ “قرارات صعبة وشجاعة” على أعلى مستويات النظام، لافتاً إلى أن “بعض المسؤولين بتصريحاتهم يؤخرون أي تقدم، ويستنزفون طاقة الحكومة والشعب، مما يجعل تجاوز الوضع الحالي أمراً مستحيلاً”.
واختتم المحللون بالقول إن اختيار لاريجاني يشكل “القطعة الثانية والمتأخرة من هذه الاستراتيجية”، لكن “من دون تغييرات واسعة وذات مغزى، ستُدفع التكاليف من دون تحقيق مكاسب”، محذرين من أن “وتيرة التطورات التي تزعزع الاستقرار في إيران أسرع بكثير من هذه التغييرات البطيئة”.