بزشكيان: موضوع ممر زنغزور تم تضخيمه ولدينا قلق واحد فقط

في الوقت الذي أعرب فيه بعض المسؤولين الإيرانيين عن غضبهم إزاء الاتفاقية الممتدة لـ99 عامًا بين الولايات المتحدة وأرمينيا وأذربيجان بشأن ممر زنغزور، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن أهمية هذا الممر "تم المبالغة فيها".

ميدل ايست نيوز: في الوقت الذي أعرب فيه بعض المسؤولين الإيرانيين عن غضبهم إزاء الاتفاقية الممتدة لـ99 عامًا بين الولايات المتحدة وأرمينيا وأذربيجان بشأن ممر زنغزور، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن أهمية هذا الممر “تم المبالغة فيها”.

وقال بزشكيان يوم الأحد 19 أغسطس، بعد جلسة مجلس الوزراء، للصحفيين: “فيما يتعلق بممر زنغزور، قدم عراقجي [وزير الخارجية] تقريرًا اليوم، وقرر أن يجري محادثات بنفسه.”

وأضاف أن هذا الممر “ليس كما تم تضخيمه في الأخبار؛ فقد تم مراعاة جميع مطالب الجمهورية الإسلامية المتعلقة بهذا المسار”.

وتابع بزشكيان: “إطار السلامة الإقليمية، وعدم إغلاق طريقنا نحو أوروبا أو الشمال، وكل ما كان ضمن رؤية النظام، تم أخذه بعين الاعتبار. قلقنا الوحيد هو أن شركة أمريكية تريد تنفيذ هذا الطريق.”

وفي نفس السياق، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن ما ورد في البيان المشترك لأرمينيا وأذربيجان، يتضمن المبادئ الثلاثة: احترام سيادة دول المنطقة، احترام سلامتها الإقليمية، ومعارضة أي تغيير في الحدود، وهذه النقاط تتماشى تمامًا مع مواقف جمهورية إيران الإسلامية.

وردًا على سؤال حول الاتفاق بين أذربيجان وأرمينيا، قال عراقجي: فيما يتعلق بالعلاقات مع أرمينيا وأذربيجان، يجب القول إننا أجرينا حوارات متكررة معهما. غدًا، سيكون لدي اتصال هاتفي مع وزير خارجية أرمينيا. كما سيتصل بي السيد باشينيان، رئيس وزراء أرمينيا، ومن المقرر أن يصل نائب وزير خارجية أرمينيا إلى طهران يوم الثلاثاء. نحن في مشاورات مستمرة مع الطرفين. موقفنا بشأن ممر زنغزور والقضايا المطروحة واضح تمامًا؛ نحن نرحب بأي سلام بين أرمينيا وأذربيجان، وقد أعلنا سابقًا استعدادنا للتعاون وتقديم المساعدة في عملية السلام بين البلدين.

وأضاف: فيما يتعلق بالمنطقة، مواقفنا واضحة؛ نحن نريد الحفاظ على السيادة الكاملة لجميع دول المنطقة على أراضيها، وندافع عن السلامة الإقليمية لجميع دول المنطقة. كما ندافع عن الحدود الدولية ولا نقبل أي تغيير فيها. ما ورد في البيان المشترك للبلدين، أرمينيا وأذربيجان، يتضمن هذه المبادئ الثلاثة: احترام سيادة دول المنطقة، احترام سلامتها الإقليمية، ومعارضة أي تغيير في الحدود. هذه النقاط تتماشى تمامًا مع مواقف جمهورية إيران الإسلامية.

وأكد عراقجي: تم استبعاد موضوع الممر تمامًا، والحديث يدور الآن حول طريق نقل يخضع للسيادة والاختصاص القضائي لأرمينيا، وسيتم إنشاؤه على أراضيها. تنفيذ هذا المشروع سيكون من مسؤولية شركة، ووفقًا لما قيل، ستكون شركة أمريكية-أرمينية مسجلة في أرمينيا وتعمل وفقًا لقوانينها. ومع ذلك، كما ورد في بيان وزارة الخارجية، أي وجود أجنبي في المنطقة، بأي شكل كان، قد يكون له تبعات سلبية على السلام والاستقرار في المنطقة. لقد طرحنا هذا الأمر دائمًا مع الأطراف الأذربيجانية والأرمينية وسنواصل التأكيد عليه. نحن نراقب التطورات عن كثب. حتى الآن، تم احترام مواقفنا المبدئية، لكن الوجود المحتمل لشركة أمريكية يثير القلق، وسنواصل مشاوراتنا بهذا الشأن.

وقال: لقد حذرت إيران من أي وجود أجنبي في المنطقة، وأكدت أن مثل هذا الإجراء قد يهدد السلام والاستقرار. الوجود المحتمل لشركة أمريكية في هذا المشروع يثير قلق إيران، وقد تم طرح هذا الأمر مع الطرفين، ويتم متابعة التطورات عن كثب.

يأتي ذلك في حين أكد عضو المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في إيران، علي باقري كني،  أن الجمهورية الإسلامية لن تتهاون في قضية زنغزور، وأشار إلى أن وزارة الخارجية الروسية اتخذت موقفًا بشأن زنغزور، وأن دولًا أخرى أيضًا لن تبقى صامتة.

هذا وقبل ذلك أكد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران أن بلاده، ستمنع إنشاء الممر الأميركي في القوقاز، “سواء بالتعاون مع روسيا أو بدونها” معتبرا الممر “تهديدا لأمن المنطقة ويغير خريطتها الجيوسياسية”.

جاء ذلك ردّا على سؤال حول تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ، بشأن الممر المسمّى “زنغزور” وإعلانه استئجار هذا الممر لمدة 99 عاما.

وفي مقابلة مع وكالة “تسنيم” الإيرانية اليوم سأل ولايتي مستنكرا “هل جنوب القوقاز منطقة بلا صاحب حتى يقوم ترامب باستئجارها؟ إن القوقاز من أكثر المناطق الجغرافية حساسية في العالم، وهذا الممر لن يتحول إلى ممر يملكه ترامب، بل سيكون مقبرة لمرتزقته”.

وأكد ولايتي “الموقف الثابت لإيران في رفض إنشاء ما يسمى بـممر زنغزور”، موضحا أن سبب هذا الرفض يعود إلى أن هذا الممر يغير الخريطة الجيوسياسية للمنطقة، ويبدل الحدود، وقد صمم في الأساس من أجل تقسيم أرمينيا.

وأكد ولايتي أن هذا الممر ليس مجرد ممر تجاري، بل هو مؤامرة سياسية ضد إيران وبعض الدول المجاورة، مضيفا أن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ليست وحدها في هذا الأمر، بل تسعى دول الناتو الأخرى أيضا إلى الحضور في هذه المنطقة، وأن الحلف سيقف كأفعى بين إيران وروسيا، لكن إيران لن تسمح بحدوث ذلك.

في مشهد يؤسس لتحولات جيوستراتيجية كبرى في جنوب القوقاز، احتضن البيت الأبيض، یوم الجمعة، مراسم توقيع معاهدة سلام بين أذربيجان وأرمينيا برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبحضور الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف ورئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان.

ووفق تقارير إعلامية أميركية، ستمنح أرمينيا الولايات المتحدة حق إنشاء ممر ترانزيت استراتيجي بطول 43 كيلومتراً، أطلق عليه اسم “مسار ترامب للسلام والازدهار الدولي”. هذا الممر سيربط أذربيجان بجمهورية نخجوان التابعة لها، قاطعاً عملياً التواصل الجغرافي بين إيران وأرمينيا.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى