خبير إيراني: يجب أن نحصل على حصة في تحالف إنشاء “مسار ترامب”
الهدف الأساسي من "ممر ترامب" الجديد هو تطويق إيران جيوسياسياً، إذ إن طهران لا تعترف بالنظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا ما يدفع واشنطن إلى السعي لإضعافها.

ميدل ايست نيوز: وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الجمعة، في البيت الأبيض اتفاق سلام بين أرمينيا وجمهورية أذربيجان، تضمن إنشاء ممر يعرف باسم “زنغزور”، أطلق عليه ترامب اسم “مسار ترامب من أجل السلام والازدهار الدولي”. وترى طهران أن الممر ليس مجرد طريق مواصلات، بل قد يغيّر التوازن الجيوسياسي في المنطقة.
وقال إحسان موحديان، الخبير في شؤون القوقاز، لموقع “انتخاب” الإيرانية تعليقاً على إسناد إدارة ممر زنغزور لشركة أمريكية: “ما حدث يوم الجمعة كان يجري التحضير له منذ فترة طويلة. زنغزور ليس قضية مستجدة جاء في السنوات الأخيرة فقط، فمنذ أواخر العهد العثماني كان الأتراك يفكرون فيه، وكان أتاتورك يحلم دائماً بالوصول إلى جنوب القوقاز وآسيا الوسطى، لكن هذا الطريق أغلق أمامهم في الحقبة السوفيتية. ومنذ مطلع التسعينيات، كان الأمريكيون يتابعون المشروع عبر أحد عناصر وكالة الاستخبارات المركزية. وقد رُسمت خرائط عديدة لهذه المنطقة، وكان ينبغي أن تدق لنا ناقوس الخطر منذ عقود، لكننا لم نولِ القوقاز الاهتمام الكافي رغم أنه امتداد للحضارة الإيرانية الكبرى، ما أفسح المجال أمام منافسينا لاستغلاله”.
وفي ما يتعلق بمحاولة تجاوز الموقع الجيوسياسي لإيران، أوضح الخبير الإيراني أن “الضغوط على إيران في هذه النقطة تصاعدت بعد حرب الـ12 يوماً والحظر الأجنبي على طهران، إذ يأتي هذا الممر ضمن سلسلة ممرات أُنشئت للالتفاف على إيران في مجال نقل السلع والطاقة، مثل ممر لاجورد وممر داوود. بنيتنا التحتية للممرات غير مكتملة، ولم نلعب دوراً مؤثراً تجاه أذربيجان وأرمينيا. على مدى السنوات الخمس الماضية، تحدثنا كثيراً عن ضرورة زيادة التشابك الاقتصادي مع أرمينيا، لكن وتيرة التطورات في جنوب القوقاز كانت أسرع بكثير”.
وأضاف أن “إدارة الممر انتقلت الآن لشركة أمريكية ضمن تحالف أمريكي-أرمني، وهو ما يثير قلقنا. لسنا في وضع يسمح لنا بالاكتفاء بالإدانة أو الانشغال بالصراعات الجانبية، فهذا المسار سيخنق جيوسياسياً موقعنا، بحيث لا تضطر تركيا ودول أخرى للعبور من أراضينا، ما يخلق تهديدات استخباراتية وأمنية واقتصادية. على إيران أن تسعى للحصول على حصة في هذا التحالف، رغم أنني أستبعد أن تبدي واشنطن أي رغبة في ذلك، لكننا جيران ويجب أن نتحرك. وزارة الخارجية والحكومة مطالبتان بتشكيل فريق عمل خاص لهذا المشروع”.
وحول مخاطر الحصار الجيوسياسي لإيران، قال موحديان: “الهدف الأساسي هو تطويق إيران جيوسياسياً، إذ إن طهران لا تعترف بالنظام الدولي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، وهذا ما يدفع واشنطن إلى السعي لإضعافها. لقد نفذوا خطوات متعددة في هذا الاتجاه، وكانت حرب الـ12 يوماً جزءاً منها. استراتيجيتهم طويلة المدى تقوم على جعل إيران دولة لا تمر عبرها أي ممرات تجارية أو للطاقة، بحيث لا تحتاجها الدول الأخرى لتأمين احتياجاتها من السلع أو النفط والغاز. في هذه الحالة، يمكن للولايات المتحدة وإسرائيل مهاجمتنا بقلق أقل، لأن بقية الدول لن تكون مرتبطة معنا ارتباطاً اقتصادياً وثيقاً”.
اقرأ أكثر