إيران… تحذير «صادم» من نفاد مياه طهران بنهاية سبتمبر المقبل

حذّر مدير شركة المياه والصرف الصحي في طهران، في تصريح وُصف بـ«الصادم»، من أن إمدادات المياه في العاصمة الإيرانية لن تكفي سوى حتى نهاية سبتمبر.

ميدل ايست نيوز: حذّر مدير شركة المياه والصرف الصحي في طهران، في تصريح وُصف بـ«الصادم»، من أن إمدادات المياه في العاصمة الإيرانية لن تكفي سوى حتى نهاية سبتمبر، في مؤشر على أزمة مائية عميقة لا تقتصر على طهران، بل تمتد لتشمل معظم أنحاء إيران.

وقال محمد تقي حسين زاده، في مؤتمر صحفي السبت 9 أغسطس، إن «تجاوزنا مرحلة القيود، ويمكن القول إننا بلا ماء». وأكد أن مخزون المياه في طهران يكفي حتى نهاية سبتمبر، وبعد ذلك سيكون الاعتماد على «إدارة صارمة للاستهلاك» أو ما يشبه التقنين الكامل، إضافة إلى مشروعات مثل خط نقل مياه طالقان، الذي لم يتضح بعد موعد دخوله الخدمة.

ولا تقتصر أزمة المياه في إيران على العاصمة، فبحسب مسؤولين حكوميين، هناك ما لا يقل عن 25 محافظة إيرانية تعاني توتراً مائياً حاداً. وحتى سكان محافظة جيلان، التي اعتادت وفرة الأمطار وابتعدت تاريخياً عن أزمات المياه، يواجهون حالياً نقصاً شديداً. ففي مدينة خَمام، إحدى أكثر المناطق الغنية بالأمطار في البلاد بمتوسط سنوي يبلغ 1400 ملم، انقطعت مياه المنازل عدة أيام متتالية، ما دفع آلاف السكان للتجمع أمام مبنى المحافظة.

ويرى خبراء أن جذور الأزمة تتجاوز التغيرات المناخية، مشيرين إلى سوء إدارة ممتد لعقود، وفساد هيكلي، وتنفيذ مشاريع نقل مياه بلا تقييم بيئي، وحفر عشوائي للآبار غير المرخصة، وسياسات خاطئة في القطاع الزراعي، أدت إلى استنزاف المخزون الجوفي ومصادر المياه في البلاد. كما أن الزراعة الإيرانية ما زالت تعتمد أساليب ري تقليدية تزيد من هدر المياه.

وامتدت الأزمة إلى قطاع الصحة، إذ أعلن وزير الصحة الإيراني، محمد رضا ظفرقندي، عن إصدار تعليمات لترشيد استهلاك المياه في المستشفيات، شملت تقليص غسل أيدي الكوادر الطبية قبل العمليات الجراحية إلى الحد الأدنى.

كما حذر مدير شركة المياه والصرف الصحي في طهران من اقتراب العاصمة من «اليوم صفر» الذي تُفرغ فيه السدود بالكامل، بينما وصف محافظ طهران وضع السدود بـ«الكارثي»، مشيراً إلى أن نسبة امتلائها لا تتجاوز 13 في المئة. وأضاف أن تراجع معدل الأمطار بنسبة 31 في المئة مقارنة بالعام الماضي، وبنسبة 42 في المئة قياساً بالمتوسط الطويل الأمد، إلى جانب انخفاض مخزون الطاقة الكهربائية، فاقم الأزمة.

اقرأ أكثر

تناقض في الروايات.. هل فعلاً المواطن الإيراني مسؤول عن أزمة المياه؟

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى