إيران.. نحو 3 ملايين مهاجر غير قانوني لا يزالون في البلاد وسط صعوبات في تسوية أوضاعهم

رغم ترحيل أكثر من مليون مهاجر أفغاني من إيران، ما يزال نحو 3 ملايين مهاجر غير قانوني داخل البلاد، وسط صعوبات كبيرة في تسوية أوضاعهم.

ميدل ايست نيوز: بعد ترحيل أكثر من مليون مهاجر أفغاني غير قانوني من إيران إلى أفغانستان خلال الأشهر الستة الماضية، يثار تساؤل حول عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين ما زالوا في إيران، والمصير الذي ينتظرهم.

وقال موقع انتخاب في تقرير له، إن الإحصاءات الرسمية تشير إلى أن إيران تستضيف أكثر من 6 ملايين مهاجر، بينهم نحو 4 ملايين يقيمون في البلاد من دون ترخيص قانوني. وخلال الأشهر الأخيرة، تسارع مسار العودة الطوعية والإجبارية لهؤلاء، حيث غادر أكثر من مليون و140 ألف شخص، فيما لا يزال عدة ملايين بانتظار تسوية أوضاعهم.

وقال نادر يار أحمدي، رئيس مركز شؤون الأجانب والمهاجرين بوزارة الداخلية الإيرانية، إن نحو مليوني مهاجر غير قانوني كانوا في البلاد حتى نهاية 2023، وخلال عام 2024 أضيف إليهم مليونان و34 ألف شخص.

وأكد وزير الداخلية، إسكندر مؤمني، أن إيران تعامل المهاجرين القانونيين باحترام، لكنها لم تعد قادرة على استقبال مزيد من المهاجرين غير الشرعيين. وأوضح أن أكثر من مليون شخص عادوا حتى الآن طوعاً، 70% منهم سلّموا أنفسهم طوعاً للسلطات.

وأشار إلى أن انخفاض معاملات شراء الخبز بنسبة 6% يعود إلى مغادرة نسبة كبيرة من المهاجرين، مؤكداً ضرورة تنظيم أوضاع المهاجرين وإنشاء “الهيئة الوطنية للهجرة” لإدارة دخولهم وخروجهم بشكل موحد. وأضاف أن أكثر من مليون و100 ألف مهاجر غادروا البلاد خلال هذه الفترة، 70% منهم عادوا بمبادرة شخصية، مؤكداً أن السلطات لم تتعامل معهم بازدراء، لكن على المقيمين غير القانونيين مغادرة البلاد.

من جهته، قال المتحدث باسم الشرطة الإيرانية إن سياسة التعامل مع المهاجرين غير القانونيين لم تتغير، وإن المهام تُنفذ بحزم، بما يشمل تحديدهم، واعتقال المشتبه بتعاونهم مع مجموعات معادية، ومنع دخول من يحملون هويات مزورة. وأوضح أنه خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، جرى تحديد وإعادة أكثر من مليون و140 ألف مهاجر بلا تصاريح إقامة قانونية.

وأكمل: تأتي هذه الإجراءات في ظل دخول بعض المهاجرين إلى إيران بدوافع تخريبية، فيما الغالبية أشخاص ملتزمون بالقانون يجب احترام حقوقهم.

وفي طهران، قال المحافظ علي رضا فخاري إنه منذ بدء عمل الحكومة الحالية، تم ترحيل أكثر من مليون مهاجر غير قانوني إلى بلدانهم، بينهم 450 ألفاً من محافظة طهران، سواء طوعاً أو بعد ضبطهم.

ورغم مغادرة أكثر من مليون شخص، ما يزال نحو 3 ملايين مهاجر غير قانوني داخل البلاد، وسط صعوبات كبيرة في تسوية أوضاعهم. ويرى خبراء أن وتيرة الترحيل ستستمر بفعل الضغوط الاقتصادية والأمنية، لكن نجاحها مرهون بتعاون حكومة أفغانستان والمنظمات الدولية.

وأكد وزير الداخلية الإيراني ضرورة إعادة المهاجرين مع الحفاظ على كرامتهم وحقوقهم الإنسانية، مشدداً على أن التعاون مع كابول والجهات الدولية هو مفتاح الحل، وأن مراكز الخدمة تقدم المساعدة لهم بكرامة، فيما للإعلام دور مهم في توعية الرأي العام.

ويشكل وجود نحو 3 ملايين مهاجر غير قانوني في إيران تحدياً معقداً بأبعاد أمنية واقتصادية واجتماعية. ورغم أن مغادرة أكثر من مليون شخص تعكس إرادة حكومية لمعالجة الأزمة، فإن وجود ملايين آخرين يستلزم حلولاً طويلة الأمد، وتعاوناً إقليمياً، واحتراماً للحقوق الإنسانية، مع دور محوري للأجهزة الأمنية والحكومات المحلية والدولية ووسائل الإعلام في إدارة الأزمة وتسهيل العودة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر + 9 =

زر الذهاب إلى الأعلى