صحيفة إيرانية تهاجم بزشكيان: يحاول منح حكومته حصانة من النقد بالحديث عن التنسيق مع المرشد الأعلى

ذكرت صحيفة جوان الإيرانية أن توجه الرئيس مسعود بزشکیان منفصل عن حساب الإصلاحيين، لكنه هو والحكومة الرابعة عشرة منبثقان من التيار الإصلاحي الذي طالما طالب بعدم إعفاء المرشد الأعلى من النقد.

ميدل ايست نيوز: ذكرت صحيفة جوان الإيرانية أن توجه الرئيس مسعود بزشکیان منفصل عن حساب الإصلاحيين، لكنه هو والحكومة الرابعة عشرة منبثقان من التيار الإصلاحي الذي طالما طالب بعدم إعفاء المرشد الأعلى من النقد، إذ كانوا ينتقدونه، وفق قول جوان، بمصطلحات مثل «النظام» و«الحكومة» و«النظام الحاكم». كما تساءل الموقع المحافظ كيف يتوقع رئيس الجمهورية، بعد أن ينسق أعماله مع المرشد الأعلى، ألا يتعرض هو وحكومته للنقد؟

وأشارت صحيفة جوان إلى اجتماع الرئيس الإيراني مع الإعلاميين مؤخرا، حيث تحدث عن التحديات الأساسية التي تواجه الحكومة الرابعة عشرة. واعتبرت الصحيفة أن «تحدي اتخاذ القرار» مرتبط بالتيار الإصلاحي وأساليب الحكومة.

وأوضحت أن تأكيد بزشكيان المتكرر على التنسيق الكامل مع المرشد الأعلى، خاصة قوله «عندما ننسق، لا تنتقدوا»، يمثل محاولة غير مقبولة لإعطاء الحصانة لأي قرار حكومي، حتى لو كان قرارًا صعبًا في المجالات الاقتصادية والسياسية، دون مساءلة أو نقاش.

وأكمل رئيس تحرير صحيفة جوان في افتتاحية حادة أن هذا التوجه يتناقض بشكل واضح مع تقليد الإصلاحيين في نقد المرشد طوال السنوات الماضية، ويبدو كمسعى لمنح الحكومة حصانة.

وأكد أن التحدي الأكبر للحكومة الحالية ليس فقط الضغوط الخارجية أو التنسيق مع المرشد الأعلى، بل التردد والعجز في اتخاذ القرار، وهو أمر لا يمكن حله بالترتيبات السرية فقط، إذ يجب على الحكومة أن تتفاوض مع الشعب مباشرة وبصراحة وتبني الثقة، لا أن تعتمد فقط على التنسيق مع المرشد وتستخدم ذلك لتقييد النقد.

ويعتقد الكاتب أن مشاركة الشعب الحقيقية في قضايا حيوية مثل ترشيد استهلاك المياه والكهرباء والوقود ستشكل قوة أكبر من أي تفاوض سياسي.

وأشار موقع جوان إلى وجود «أعداء متنكرين في صورة أصدقاء» كأكبر تهديد للحكومة الإيرانية، ووصفهم بأنهم أفراد يدعون الانتماء للحكومة لكنهم في الحقيقة يتيحون المجال للجماعات الراديكالية والمعادية للنظام لتأجيج الأوضاع السياسية والاجتماعية.

وحذر من أن هؤلاء يستغلون اسم «الوفاق» لتهيئة الأرضية للاحتجاجات والاضطرابات الداخلية، معتبراً هذا ظلمًا واضحًا للحكومة ويجب على الرئيس أن يتعامل معه بحذر.

وانتقد جوان الحكومة أيضاً بسبب تكرار الحديث عن الفشل والأخطاء الماضية بدلاً من الرد على أداء الحاضر، واعتبر أن حكومة بزشكيان تحاول التهرب من المسؤولية. ودعا إلى تحمّل القرارات الصعبة والاستفادة الحقيقية من النقد للإصلاح.

ويرى جوان أن الحكومة الرابعة عشرة تعاني من «غياب التخطيط»، و«التردد»، و«السياسات المحافظة» التي أدت إلى تفاقم الأزمات، ويعد التيار الإصلاحي الراديكالي والمعارضين الداخليين أكبر خطر على استقرار الحكومة ونجاحها. ويشدد على ضرورة حوار صادق بين الحكومة والشعب، وزيادة قدرة الحكومة على تقبل النقد، والحفاظ على الوحدة الوطنية، محذراً من أن فشل الحكومة في كسب رضا الجمهور سيجعلها عرضة لـ«حرب جديدة على الرأي العام» التي تعتبر الحكومة نفسها خطها الأمامي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

7 + ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى