الصين ترفض تهديد الترويكا الأوروبية بإعادة عقوبات إيران
أكدت الصين معارضتها تهديد كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإعادة فرض عقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي.

ميدل ايست نيوز: أكدت الصين، اليوم الجمعة، معارضتها تهديد كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا بإعادة فرض عقوبات على إيران على خلفية برنامجها النووي، وسط اتهامات لطهران بتجاوز كميات اليورانيوم المخصب المتفق عليها وعدم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الصينية لين جيان، في بيان، إن بلاده “تعارض” التلويح بالعقوبات، وتعتقد أن الأمر “لا يساعد مختلف الأطراف على بناء الثقة وحل الخلافات، ولا يخدم المساعي الدبلوماسية من أجل استئناف المحادثات في أقرب وقت”.
وكانت إيران قد أكدت، الخميس، أنها تعمل مع الصين وروسيا لتجنّب إعادة تفعيل العقوبات الأوروبية التي جرى تخفيفها بموجب اتفاق عام 2015، والذي نص على فرض قيود على برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات. وأضاف المتحدث الصيني أن “أي خطوات يتخذها مجلس الأمن يجب أن تسهم في التوصل إلى اتفاقات جديدة في المحادثات، وليس العكس”.
حل دبلوماسي
هدّد وزراء خارجية “الترويكا الأوروبية” هذا الأسبوع بتفعيل آلية إعادة فرض العقوبات، وذلك في رسالة مشتركة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس ومجلس الأمن الدولي.
وقال وزراء خارجية ألمانيا يوهان فاديفول، وفرنسا جان نويل بارو، وبريطانيا ديفيد لامي، في الرسالة: “أوضحنا أنه ما لم ترغب إيران في التوصل إلى حل دبلوماسي قبل نهاية أغسطس/آب 2025، أو لم تغتنم فرصة التمديد، فإننا مستعدون لتفعيل آلية الزناد”.
وتتيح “آلية الزناد” المنصوص عليها في الاتفاق لأي طرف موقّع إعادة فرض العقوبات، علماً أن صلاحيتها تنقضي في أكتوبر/تشرين الأول القادم.
وأكدت الدول الأوروبية الثلاث أنها ملتزمة باستخدام جميع الأدوات الدبلوماسية لضمان عدم تطوير إيران سلاحاً نووياً، إذا لم تمتثل طهران للمهلة النهائية.
في الأسابيع الأخيرة، صعّدت دول أوروبية تهديداتها لإيران على خلفية امتناعها عن التعاون مع وكالة الطاقة الذرية ومنع مفتشيها من زيارة المفاعلات النووية، وذلك بعد أن أوقفت طهران تعاونها مع الوكالة عقب الحرب الإسرائيلية على منشآتها النووية في يونيو/حزيران، والتي شاركت فيها الولايات المتحدة بقصف ثلاث منشآت.
خروقات نووية
وفصّلت رسالة الترويكا الأوروبية ما قالت إنه خروقات ارتكبتها إيران، بينها تخصيب كمية من اليورانيوم تزيد 40 مرة عن الحد المنصوص عليه في اتفاق 2015، مؤكدة التزامها بالتوصل إلى حل دبلوماسي عبر التفاوض للأزمة التي سبّبها البرنامج النووي الإيراني.
يذكر أن الولايات المتحدة انسحبت أحادياً من الاتفاق النووي عام 2018 خلال ولاية الرئيس دونالد ترامب، وأعادت فرض عقوبات على طهران، بينما سعت الدول الأوروبية للحفاظ على الاتفاق المعروف رسمياً باسم “خطة العمل الشاملة المشتركة”.
من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في مقابلة مع التلفزيون الرسمي الخميس، إن إعادة فرض العقوبات ستكون “أمراً سلبياً”، مؤكداً أن طهران “ستحاول منعه”. وأضاف: “إذا لم ينجح ذلك وفعّلوها، فإن لدينا أدوات للرد وسنتحدث عنها في الوقت المناسب”.
وأشار عراقجي، في رسالة إلى الأمم المتحدة الشهر الماضي، إلى أن الدول الأوروبية الثلاث “لا تملك الشرعية لتفعيل آلية العقوبات”، في حين وصف الوزراء الأوروبيون تصريحات طهران بأنها “لا أساس لها”.



