من الصحافة الإيرانية: «استراتيجية صفر توتر» داخلياً وخارجياً تضمن إنجاح المفاوضات

قال دبلوماسي إيراني مخضرم إن السيناريو الأكثر احتمالاً لإبعاد شبح الحرب عن إيران يتمثل في النشاط الدبلوماسي والمفاوضات.

ميدل ايست نيوز: قال دبلوماسي إيراني مخضرم إن السيناريو الأكثر احتمالاً لإبعاد شبح الحرب عن إيران يتمثل في النشاط الدبلوماسي والمفاوضات، لكنه شدد على أن الدبلوماسيين «لا يصنعون المعجزات»، وأن نجاح التفاوض يتوقف على امتلاك أوراق قوة حقيقية.

وأوضح نصرت الله تاجيك، وهو محلل في الشؤون الدولية، في حديث لوكالة إيلنا أن أهم أداة لإنجاح المفاوضات هي تبني «استراتيجية صفر توتر» داخلياً وخارجياً، مبيناً أنه على الصعيد الخارجي يجب إظهار نهج جديد يثبت وجود إرادة للتفاعل مع العالم، وعلى الصعيد الداخلي ينبغي تلبية أكبر قدر ممكن من مطالب المواطنين لتعزيز الوحدة الوطنية، الأمر الذي يعد أساسياً لإنجاح أي تحرك دبلوماسي قادر على إبعاد الحرب.

وأشار إلى تصريحات مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية، لوكالة «كيدو» اليابانية، والتي قال فيها إن طهران مستعدة للقبول بقيود محددة على برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، لكنها لن تتفاوض على وقف تخصيب اليورانيوم، معتبراً أن ذلك يعكس مسعى إيراني للخروج من حالة الجمود التي بدأت منذ انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق النووي.

وفي ما يتعلق بشكل المفاوضات في المرحلة الراهنة، قال تاجيك إن إيران ما زالت ترى أن التفاوض يجب أن يتم بصورة غير مباشرة، لكنه اعتبر أن التمسك بالأساليب السابقة ليس بالضرورة في مصلحة البلاد، داعياً إلى اعتماد أساليب جديدة لاستغلال الفرص المتاحة، محذراً من أن «إضاعة الوقت في هذه الظروف أمر غير مناسب».

وأكد أن المفاوضات المشروطة نادراً ما تحقق نتائج إيجابية، ورداً على من يرون أن التفاوض مع الولايات المتحدة قاد إلى الحرب أو كان وسيلة للخداع، قال إن ما تسبب في الحرب هو الحسابات الخاطئة للطرف الآخر، خصوصاً ترامب وفريقه، وليس المفاوضات نفسها، موضحاً أن إطالة أمد المحادثات وفقدانها لزخمها دفع واشنطن للاعتقاد بأن طهران تسعى لكسب الوقت للحصول على مكاسب تفاوضية، وأن مدى صحة هذا التصور «يعتمد على تقييم كل طرف».

وفي شأن زيارة نائب المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران، أوضح تاجيك أن وجود حساسية داخل إيران تجاه مدير الوكالة رافائيل غروسي، سواء من قبل الرأي العام أو بعض المؤسسات المتخصصة، دفع لإرسال نائبه، ما يشير إلى أن الزيارة لا تتعلق بمسألة التفتيش حالياً، بل قد تكون خطوة تمهيدية للتوصل إلى صيغة تعاون وخارطة طريق مشتركة.

وأضاف أن قانون البرلمان الإيراني بشأن إلزام الحكومة بتقييد التعاون مع الوكالة الدولية أوكل هذا الملف إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، الذي يناقش في كل مرحلة سبل تجاوز المأزق. ورأى أن هذه الزيارة، التي تأتي قبيل تغييرات جديدة في المجلس الأعلى للأمن القومي، قد تكون مؤثرة في تحديد المسار المقبل.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين + عشرة =

زر الذهاب إلى الأعلى