من الصحافة الإيرانية: دور لاريجاني قد يكون مؤثراً إذا حظي بتوافق داخلي

إذا كان هناك توافق داخل مكونات سدة الحكم في إيران على المكانة الذي حددها لاريجاني لنفسه، فإنه لم يعد يُنظر إليه كمسؤول عاجز أو فاقد للقدرة على المساهمة في احتواء الأزمات.

ميدل ايست نيوز: خلال زيارته الأخيرة إلى بغداد وبيروت، قدّم علي لاريجاني، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، نفسه كمسؤول عن الشؤون الأمنية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

إذا كان هناك توافق داخل مكونات سدة الحكم في إيران على المكانة الذي حددها لاريجاني لنفسه، فإنه لم يعد يُنظر إليه كمسؤول عاجز أو فاقد للقدرة على المساهمة في احتواء الأزمات.

ومن المؤكد أن لاريجاني أدرك خلال زيارته إلى العراق ولبنان أن الوضع في المنطقة لم يعد يشبه ما كان عليه قبل عامين. فقد ضاع الكثير، وما فُقد لا يمكن استعادته.

سيدرك أي شخص واقعي أن هناك توازنًا جديدًا ولعبة جديدة جارية، ولا يمكن لأي استراتيجية تهدف إلى معالجة أو تحييد الأزمات أن تتجاهل قواعد ومحددات هذا الواقع الجديد.

حتى الآن، لم يوضح لاريجاني ما إذا كان يسعى إلى إعادة نوع النظام الذي انهار عمليًا، أم إلى حماية الأمن والمصالح الإيرانية ضمن النظام الناشئ. فإذا كان هدفه الأول، فإن نجاحه سيكون محدودًا إلى حد كبير، إذ يشبه محاولة إعادة المياه إلى مجراها. أما إذا كان الهدف الثاني، فلا تزال هناك إمكانيات كبيرة للتأثير في مكونات النظام الناشئ بما يخدم الأمن ومكانة إيران، ويحقق نظامًا أكثر عدالة لدول المنطقة، ويكبح جماح الحكومة الإسرائيلية العدوانية، عبر تحالف إقليمي ودولي شامل.

تلوح في الأفق فرصة كبيرة لكنها قصيرة جدًا. فهل ستضيع هذه الفرصة مثل آلاف الفرص السابقة؟ على لاريجاني أن يجيب عن هذا السؤال.

أحمد زید آبادي
صحفي ومحلل بارز في الشؤون السياسية

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى