مسؤول إيراني سابق: التركيز الإعلامي على ممر زنغزور مبالغ فيه وممر “أراس” هو الأهم
قال مسؤول إيراني سابق في وزارة الخارجية الإيرانية إن التركيز الإعلامي على ممر زنغزور مبالغ فيه، إذ أن معظم الأخبار حوله مجرد جو إعلامي.

ميدل ايست نيوز: قال مسؤول إيراني سابق في وزارة الخارجية الإيرانية إن التركيز الإعلامي على ممر زنغزور مبالغ فيه، إذ أن معظم الأخبار حوله مجرد جو إعلامي، مشددًا على أن تعزيز ممر أراس سيجعل من إيران محورًا ترانزيتًا إقليميًا.
وأوضح مهدي صفري، في مقابلة مع وكالة إيلنا، أن سياسة الرئيس الراحل رئيسي كانت تهدف إلى تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية مع الدول المجاورة، لا سيما في مجال السلع الأساسية وزيادة حجم التجارة والترانزيت، وأن هذه السياسة كانت تجرى خلال السنوات الثلاث الماضية من فترة رئاسته.
وأضاف أن حكومة بزشكيان تحاول أيضًا متابعة هذه السياسة، مع استمرار التركيز على تطوير التجارة مع الدول المجاورة، خصوصًا في قطاع الحبوب، حيث تعتبر تعزيز التجارة الإقليمية وسيلة لتخفيف آثار العقوبات.
وبخصوص الاتفاقات الأخيرة لإطلاق ممر زنغزور دون مشاركة إيران، أكد صفري أن الأمر لا يستحق الاهتمام الإعلامي الكبير، مشيرًا إلى أن إيران تسعى لتفعيل ممر موازي، وهو ممر «أراس»، الذي كان محور آخر زيارة للرئيس رئيسي، وأن الحكومة تعمل على تنفيذه بسرعة. وأضاف: «إذا قمنا بتعزيز طريق أراس، سيصبح ممر إيران طريقًا ترانزيتًا رئيسيًا في المنطقة».
وأشار المسؤول السابق للشؤون الاقتصادية في وزارة الخارجية الإيرانية إلى أن اتفاقية السلام بين أرمينيا وأذربيجان في الولايات المتحدة بشأن ممر زنغزور لا تتعلق فقط بالمنطقة نفسها، وإنما يسعى الرئيس الأمريكي ترامب إلى تصوير نفسه كرمز للسلام، مشددًا على ضرورة أن تكون إيران أكثر حذرًا وسرعة في تنفيذ المشاريع المطلوبة، خاصة مشروع الممر البديل لزنغزور.
وفيما يخص المخاوف الإعلامية حول استبعاد إيران من ممرات الترانزيت، قال صفري: «لا يمكن استبعادنا، وإذا تمكنا من حل المشكلات المتعلقة بممر أراس، وإنشاء نظام جمركي أخضر، فلن يكون هناك مجال لاستبعاد إيران، إلا إذا تجاهلنا الممر، وهذا أمر يحتاج إلى متابعة مستمرة».
وأكد أن الإيرادات المستقبلية للبلاد ستعتمد بشكل كبير على الترانزيت وتصدير المنتجات التكنولوجية، مشددًا على أن تعزيز الممرات هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.
وبخصوص تنفيذ سياسة المقايضة بين الحبوب والنفط في الحكومة السابقة، أشار إلى أن المقايضة لا يجب أن تقتصر على النفط فقط، بل يمكن تنفيذها مع السلع غير النفطية أيضًا، مثل تصدير منتجات غير نفطية إلى باكستان مقابل استيراد الأرز، أو استيراد الحبوب من روسيا مقابل تبادل الخضروات والأسماك ومواد البناء.