من الصحافة الإيرانية: الإجراءات الإسرائيلية الأخيرة ليست مزحة، بل قد تكون مقدمة للحرب
قال خبير بارز في السياسة الخارجية إن احتمال اندلاع الحرب مجددًا بين إيران وإسرائيل ليس بعيدًا، فالسلوك الأخير لمسؤولي إسرائيل ليس مجرد استعراض أو خلق رعب، بل يمكن أن يمثل مقدمة لبدء حرب جديدة.

ميدل ايست نيوز: في الوقت الحالي، يتركز ملف السياسة الخارجية لإيران على الملف الإسرائيلي. إذ لا يُنظر إلى السلوك الأخير لمسؤولي إسرائيل على أنه مجرد استعراض أو محاولة لإثارة الخوف، بل يمكن أن يمثل مقدمة لبدء حرب جديدة.
في ظل سريان حالة وقف إطلاق نار غير مكتوب بين إيران وإسرائيل، زعمت بعض وسائل الإعلام العبرية أن احتمال قيام إسرائيل بهجوم على إيران قبل خريف هذا العام ليس مستبعدًا. وتزامن هذا مع مناورات عسكرية واسعة النطاق للجيش الإسرائيلي، ما أثار بعض الغموض حول النوايا.
نفذت القوات الجوية الإسرائيلية مناورات بعنوان «عملية فجر»، بمشاركة أكثر من 160 طائرة مقاتلة و15 طائرة للتزود بالوقود جواً. ويعتقد بعض المحللين أن الهدف من هذه المناورات هو الإعلان عن جاهزية إسرائيل لأي حرب مستقبلية مع إيران. في المقابل، يشير آخرون إلى أن تشكيل مجلس الدفاع في إيران وبدء الزيارات الإقليمية لعلي لاريجاني، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، يعد إعلاناً عن استعداد إيران الدفاعي لمواجهة أي عدوان إسرائيلي محتمل.
إسرائيل تنتظر تفعيل آلية الزناد
وفي هذا السياق تحدث محسن جليلوند، محلل السياسة الخارجية البارز، لموقع فرارو، عن أبرز احتمالات الحرب مع إسرائيل والسيناريوهات المستقبلية: إسرائيل تنتظر تفعيل آلية الزناد من قبل الأوروبيين. وإذا تم تفعيل هذه الآلية، فسيشكل ذلك تمهيدًا قانونيًا ضد إيران، وهي نفس التقنية التي اعتمدت عليها إسرائيل في الماضي. وبالنظر إلى ردود الفعل الإيرانية، لا نرى اختلافًا كبيرًا، إذ تشير طهران مؤخرًا إلى احتمال تفعيل هذه الآلية. وأوضح المتحدث باسم الحكومة أن الأثر النفسي لتفعيل آلية الزناد أكبر من أثرها الاقتصادي. وبشكل عام، الرأي السائد داخليًا هو أن احتمال تفعيل الآلية قائم، ولكن لا داعي للقلق.
وحول تأثير الضغوط الاقتصادية لهذه الحرب والعواقب المحتملة على إيران، أضاف: آثار الضغوط الاقتصادية الناجمة عن آلية الزناد ستظهر على المدى الطويل، ومن غير المتوقع أن تظهر قبل ستة أشهر من التفعيل. الإسرائيليون لا ينتظرون ذلك، فهم يركزون على تخصيب إيران لليورانيوم (400 كيلوغرام)، إضافة إلى محاولاتهم لتشويه سمعة إيران على الصعيد الرقابي. إسرائيل تدرك أن إيران ستعزز دفاعاتها مع مرور الوقت، ولذلك من غير المرجح أن تنتظر تأثير العقوبات الجوية.
السلوك الإسرائيلية الأخير قد يكون مقدمة للحرب
وأكد محلل السياسة الخارجية البارز أن «خطر اندلاع حرب جديدة قريب جدًا وأن وقف إطلاق النار قد ينكسر في أي لحظة. وهذا ما يفسر تشكيل مجلس الدفاع في إيران، بهدف تحضير النظام العسكري والسياسي لأي حرب محتملة».
وحول دور روسيا والصين وباكستان في أي حرب محتملة بين إيران وإسرائيل، قال جليلوند: الجيش الباكستاني يخضع لتوجيهات أمريكية، ولن يقوم بأي خطوة دون موافقة واشنطن. وباكستان تواجه مشكلات كبيرة مع الهند، ما يجعل احتمال تدخلها في نزاع إقليمي آخر ضعيفًا. أما الصين وروسيا، فليس لديهما رغبة واضحة في المشاركة في أي حرب. المحور الأساسي للنزاع عالميًا وإقليميًا هو إسرائيل، حيث يزعم نتنياهو أن البرنامج النووي الإيراني وبرنامج الصواريخ ومحور المقاومة يهدد أمن إسرائيل، وأنه يسعى إلى وقف تخصيب اليورانيوم في إيران. طالما لم تلبي إيران هذه المطالب، فإن احتمال الحرب ليس بعيدًا. السلوك الأخير لمسؤولي إسرائيل ليس مجرد استعراض أو خلق رعب، بل يمكن أن يمثل مقدمة لبدء حرب جديدة.