طالبان تدشّن سد باشدان في هرات رغم اعتراضات إيرانية متصاعدة

أفادت وسائل إعلام إيرانية ببدأ تشغيل سد باشدان الواقع على بعد 25 كيلومترًا شرق مدينة هرات في منطقة كرخ، والتي تبعد نحو 70 كيلومترًا عن تايباد الإيرانية.

ميدل ايست نيوز: أفادت وسائل إعلام إيرانية ببدأ تشغيل سد باشدان الواقع على بعد 25 كيلومترًا شرق مدينة هرات في منطقة كرخ، والتي تبعد نحو 70 كيلومترًا عن تايباد الإيرانية، يوم الخميس المنصرم، خلال مراسم حضرها مسؤولون كبار من طالبان.

وبدأت عملية ملء هذا السد قبل عام، وهو ما أثار غضب المسؤولين الإيرانيين الذين أعربوا عن قلقهم من احتمال تفاقم أزمة المياه في جنوب إيران، إلا أن طالبان واصلت بناء السد بتكلفة 117 مليون دولار، والآن أصبح جاهزًا للاستخدام.

وكانت أعمال بناء هذا المشروع، التي انطلقت في عام 2011، قد تأخرت لأسباب عدة، بينها النزاعات بين طالبان والحكومات السابقة في أفغانستان. ويعد سد باشدان أحد أكبر مشاريع وزارة المياه والطاقة الأفغانية، حيث تبلغ طاقته التخزينية 54 مليون متر مكعب من المياه، ويتيح ري 13 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، وإنتاج كهرباء بقدرة 2 ميغاواط. وأكد مسؤولو طالبان أن السد سيلعب دورًا مهمًا في الحد من الجفاف، وتطوير الزراعة، وخلق فرص العمل في غرب أفغانستان.

بعد سيطرة طالبان على أفغانستان في عام 2021، وضعت الحركة استكمال مشروع سد باشدان على رأس أولوياتها بعد توقف دام سنوات. ويبلغ ارتفاع السد نحو 70 مترًا، بينما يصل طول تاجه إلى نحو 1100 متر. وقال ملا عبد الغني برادر، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في طالبان، إن الهدف الرئيسي للمشروع يتمثل في إدارة الموارد المائية، وتعزيز البنية التحتية الزراعية، وإنتاج الطاقة الكهرومائية في ولاية هرات.

وأشار ملا برادر إلى أهمية المشروع قائلاً: «إدارة المياه من الأمور الأساسية لتقليل الفقر والبطالة والهجرة. تسعى الإمارة الإسلامية إلى استثمار جميع الموارد الطبيعية لأفغانستان بشكل سليم، ولا تنوي انتزاع حقوق أي طرف آخر».

وأضاف نائب رئيس الوزراء، دون ذكر إيران، مشيرًا إلى حق الدول المجاورة في المياه: «نسعى لإدارة مواردنا المائية وإعطاء الحقوق الثابتة للآخرين». وأكد أن المشروع «حيوي» بالنسبة لولاية هرات، وأن تشغيله سيسهم في تخفيف مشاكل الفلاحين.

مع ذلك، يرى بعض الخبراء الإيرانيين أن تشغيل السد قد يؤثر على مجرى نهر هريرود وحقوق إيران المائية، مما قد يزيد من أزمة نقص المياه في مشهد.

وفي وقت تواجه فيه إيران جفافًا شديدًا ونقصًا حادًا في الموارد المائية، واصلت طالبان بناء المزيد من السدود في المناطق القريبة من الحدود الإيرانية، دون الالتزام بدفع حصص المياه لإيران. وقد سبق لمسؤولين إيرانيين التأكيد مرارًا على أن حكومات أفغانستان، بما فيها طالبان، انتهكت اتفاقيات حصص المياه مع إيران.

وفي ردهم على اعتراضات إيران، قال مسؤولون من طالبان، بينهم أمير خان متقي، وزير الخارجية، إن الجفاف وانخفاض الأمطار تسببا في نقص المياه في سدود أفغانستان، وبالتالي لا تكفي المياه لتصل إلى الأراضي الإيرانية بعد اجتياز السهول.

وفي ديسمبر الماضي، ذكرت وكالة تسنيم للأنباء، أن بناء سد باشدان يتم بواسطة شركات أجنبية، بينها شركة أذربيجانية تعمل على مدار 24 ساعة، ما جعل تنفيذ المشروع ممكنًا. وادعت الوكالة أن هناك أطرافًا إقليمية ودولية تسعى وراء تصعيد التوترات المائية في أفغانستان ضد إيران.

واعتبرت تسنيم استكمال السد خطوة «مهمة» قد تزيد من التوترات المائية بين إيران وأفغانستان، مشيرة إلى أن طالبان قد تستخدم قضية المياه كورقة ضغط في بعض المجالات.

وفي الوقت نفسه، أفادت بعض وسائل الإعلام المقربة من الأجهزة الأمنية الإيرانية أن محافظة مشهد ستتأثر من تشغيل سد باشدان، وأن المشروع قد يؤدي إلى جفاف الموارد المائية في المدينة الواقعة على الحدود مع أفغانستان.

وقال إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، في شتاء العام الماضي تعليقًا على بدء ملء السد، إن إيران أبلغت طالبان باحتجاجها الشديد على هذه الخطوة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى