تقرير رسمي: فجوة الدخل والإنفاق تتسع في إيران ودخول الأسر تفوق نفقاتها
كشف مسؤول في مركز الإحصاء الإيراني أن رفاهية الأسر لم تشهد نمواً ملحوظاً خلال عام 2024، بل سجلت تراجعاً طفيفاً، إذ إن وتيرة نمو رواتب الإيرانيين جاءت أقل من سرعة ارتفاع الأسعار، ما أفقدها قيمتها الحقيقية.

ميدل ايست نيوز: كشف المدير العام لشؤون السكان والقوى العاملة واقتصاد الأسرة في مركز الإحصاء الإيراني، في مقابلة صحفية حديثة عن آخر البيانات المتعلقة بدخل ونفقات الأسر الإيرانية لعام 2024، موضحاً أن رفاهية الأسر لم تشهد نمواً ملحوظاً خلال هذا العام، بل سجلت تراجعاً طفيفاً، إذ إن وتيرة نمو رواتب المواطنين جاءت أقل من سرعة ارتفاع الأسعار، ما أفقدها قيمتها الحقيقية.
من جانبها، أشارت مريم رضا بور، مديرة مكتب السكان والقوى العاملة واقتصاد الأسرة في المركز، في مقابلة مع وكالة إرنا الحكومية، إلى أن نتائج مسح ميزانية الأسر الإيرانية لعام 2024 أظهرت أن متوسط الإنفاق السنوي لأسرة حضرية بلغ نحو 270 مليون تومان، بزيادة اسمية قدرها 30 في المئة عن العام السابق. غير أن تقديرات صحيفة «دنياي اقتصاد» أوضحت أن هذا الرقم، بعد تعديله وفق معدل التضخم، يعكس انخفاضاً حقيقياً بنسبة 1.4 في المئة في متوسط إنفاق الأسر الحضرية.
ووفق رضا بور، فإن متوسط الدخل السنوي للأسر الإيرانية الحضرية بلغ 340 مليون تومان، بزيادة اسمية 34 في المئة عن العام الماضي. إلا أن حسابات «دنياي اقتصاد» أظهرت أن الدخل الحقيقي المعدل بالتضخم تراجع بنسبة 0.2 في المئة مقارنة بالعام السابق.
وقالت مديرة مكتب السكان والقوى العاملة واقتصاد الأسرة في مركز الإحصاء الإيراني: أما متوسط إنفاق الأسرة الريفية فقد قُدّر بنحو 140 مليون تومان في عام 2024، بزيادة اسمية 31 في المئة، لكن الرقم المعدل بالتضخم يعكس انخفاضاً حقيقياً بنسبة 4.6 في المئة. وفي المقابل، بلغ متوسط الدخل السنوي للأسرة الريفية 200 مليون تومان، بزيادة اسمية 35 في المئة، وهو المؤشر الوحيد الذي سجّل نمواً حقيقياً بنسبة 1.1 في المئة بعد احتساب التضخم.
أهمية تغييرات حصة السكن
وبخصوص تفاصيل النفقات، أوضحت رضا بور أن متوسط إنفاق الأسرة الحضرية البالغ 270 مليون تومان، تضمن 63 مليون تومان (نحو 24 في المئة) على المواد الغذائية والتبغ، و200 مليون تومان (77 في المئة) على النفقات غير الغذائية، أبرزها السكن والطاقة التي استحوذت وحدها على 57 في المئة من إجمالي الإنفاق. وفي الأسر الريفية، شكّلت النفقات الغذائية والتبغ 55 مليون تومان (38 في المئة)، فيما بلغت النفقات غير الغذائية 90 مليون تومان (63 في المئة)، وكان السكن والطاقة أيضاً على رأس قائمة الإنفاق بنسبة 38 في المئة.
الدخل والنفقات الريفية
وتظهر مقارنة البيانات التاريخية لمركز الإحصاء الإيراني أن حصة الإنفاق على السكن وموارد الطاقة من ميزانية الأسر الإيرانية شهدت ارتفاعاً مستمراً خلال العقود الماضية. ففي عام 1973، شكّلت هذه النفقات 35.8 في المئة من ميزانية الأسر الحضرية و22.5 في المئة من ميزانية الأسر الريفية. وفي عام 2011، ارتفعت إلى 44.4 في المئة للأسر الحضرية و30 في المئة للأسر الريفية. وتشير التقديرات إلى أن التضخم المزمن خلال العقود الماضية جعل هذه الحصة تتصاعد باستمرار، ليصبح السكن والطاقة أهم محرّكات التضخم في معظم أشهر السنة.
أما فيما يتعلق بالفجوة بين الدخل والإنفاق، فتُظهر الدراسات وجود تحول إحصائي مهم في السلسلة الزمنية لدخول ونفقات الأسر الإيرانية خلال العقد الماضي. فمنذ عام 2014 فصاعداً، تجاوزت رواتب الأسر، سواء الحضرية أو الريفية، مستوى إنفاقها. واستمر هذا الوضع حتى سنوات العقد الحالي، حيث تفيد البيانات بأن دخول الأسر الحضرية تزيد حالياً بنسبة 25.9 في المئة عن نفقاتها، فيما تفوق دخول الأسر الريفية إنفاقها بنسبة 42.8 في المئة. ويرى الخبراء أن الارتفاع غير المتوازن في الأسعار، وتزايد حالة عدم اليقين، وتبدل أنماط الإنفاق، كلها عوامل أدت إلى تغير في توزيع الدخول وأسهمت في اتساع الفجوة بين الدخل والإنفاق.
(سعر الدولار في إيران: 93.000 تومان)