من الصحافة الإيرانية: سيصبح العراق أحد الدول المولدة للكهرباء في المنطقة ويستغني عن إيران

أدّت أزمة توليد وتوزيع الكهرباء في إيران إلى انقطاعات واسعة في مختلف أنحاء البلاد، في وقت تثار فيه تساؤلات حول وضع صادرات وواردات الكهرباء.

ميدل ايست نيوز: أدّت أزمة توليد وتوزيع الكهرباء في إيران إلى انقطاعات واسعة في مختلف أنحاء البلاد، في وقت تثار فيه تساؤلات حول وضع صادرات وواردات الكهرباء. وبحسب الإحصاءات الرسمية، فقد استوردت إيران في 12 أغسطس الجاري نحو 400 ميغاواط من الكهرباء، فيما لم تتجاوز صادراتها 80 ميغاواط.

وفي حديث مع موقع “فرارو“، تناول رئيس لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية والمحلل البارز في شؤون الطاقة، آرش نجفي، أبعاد هذه الأزمة، مؤكداً ضرورة الحفاظ على موقع إيران في تصدير الكهرباء.

وقال نجفي: “الحفاظ على حيوية صناعة الكهرباء في البلاد يتطلب استمرار التصدير، لأن العوائد المتأتية منه تسمح لهذه الصناعة بمواصلة التطوير والنمو. الأمر لا يقتصر على كونه مسألة تجارية أو اقتصادية، بل هو قضية جيوسياسية. علينا النظر إلى تصدير الكهرباء باعتباره ضرورة استراتيجية، لأنه بمجرد تراجع دورنا في تصدير الكهرباء إلى العراق، ستسارع السعودية إلى ملء الفراغ، وهو ما لا يخدم مصالحنا الاستراتيجية”.

وأضاف أن انخفاض حجم الصادرات يحتاج إلى تفسير من وزارة الطاقة الإيرانية، مشيراً إلى أن “عدم قدرة الوزارة على معالجة أزمة الكهرباء يدفعها إلى تقليص الصادرات، وهو خيار يضر بالبلاد لأنه يقلل من عوائد العملة الصعبة ويضعف نفوذ إيران في الأسواق الإقليمية. نحن بحاجة للحفاظ على استيلائنا التصديري بكل قوة”.

يجب على وزير الطاقة أن يعرف دبلوماسية الطاقة

وحول واردات الكهرباء، أوضح رئيس لجنة الطاقة في غرفة التجارة الإيرانية أن المسألة الأهم تكمن في سعرها: “إذا كانت الواردات بسعر مناسب، فهي ليست بالضرورة أمراً سلبياً. فخلال بعض فصول السنة، خصوصاً في الشتاء، ينخفض استهلاك الكهرباء، وهو ما يتيح لنا زيادة الصادرات أو الدخول في مقايضة الكهرباء مع دول أخرى. في هذه الفترة نعتمد أكثر على الغاز لا على الكهرباء، ويمكن تعويض التكاليف التي نتكبدها في الصيف عبر صادرات الشتاء”.

وأشار نجفي إلى أن “فقدان موقعنا التصديري في العراق، وخصوصاً في المدى البعيد، أمر محتوم، لأن العراق يسرع في إعادة تأهيل بنيته التحتية لتوليد الكهرباء، وسيصبح خلال سنوات قليلة منتجاً لا يحتاج إلى الكهرباء الإيرانية، بل ربما منافساً في السوق الإقليمية. لذلك يجب أن نبقى يقظين تجاه تطورات السوق وألا نتخلف عن ركبها”.

وختم المحلل البارز في شؤون الطاقة قائلاً: “أهم ما يجب أن يتحلى به أي وزير للطاقة هو إتقان دبلوماسية الطاقة. الوزير يجب أن يعرف كيف يتصرف في المنعطفات الحساسة. لدينا تجربة مؤلمة في ممرّ زنغزور، حيث فشلنا في إدارة ملفه دبلوماسياً، فخسرنا ممرّاً استراتيجياً مربحاً للنقل بين تركيا وأذربيجان. وإذا تكرر هذا الإهمال في قطاع الطاقة، سنجد أنفسنا خارج خريطة ممرات الطاقة في المنطقة. لقد كنّا ذات يوم مركزاً للطاقة والنقل، أما اليوم فنفقد هذه المزايا واحداً تلو الآخر”.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

خمسة + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى