من الصحافة الإيرانية: جمود يطغى على المحادثات مع الغرب

النتيجة المباشرة لتطورات المفاوضات الأخيرة هي سيادة حالة من الجمود في مسار التفاوض بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى.

ميدل ايست نيوز: مرّ نحو شهرين على انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران، ورغم تصريحات بعض الخبراء والمسؤولين الإيرانيين حول إمكانية استئناف المفاوضات غير المباشرة بين طهران وواشنطن، إلا أن هذه المحادثات لم تبدأ بعد.

وفي مقال للصحفي الإيراني علي موسوي خلخالي، نشره موقع دبلوماسي إيراني، قال إنه في السياق نفسه، لم تسفر المحادثات مع الأوروبيين عن أي تقدم ملموس، فبالرغم من عقد اجتماع بين إيران والترويكا الأوروبية على مستوى نواب وزراء الخارجية في إسطنبول، فإن تلك المباحثات لم تصل إلى نتيجة واضحة ولا يُتوقع أن تُستأنف قريباً. ورغم تأكيد الطرفين حينها على استمرار الحوار، فإن موعد ومكان الجولة المقبلة لم يُحدد بعد، فيما أشارت تسريبات إعلامية إلى أن الوفد الأوروبي غادر الاجتماع بحالة من الاستياء، ما يقلل فرص انعقاد جولة جديدة أو نجاحها إذا ما عُقدت.

النتيجة المباشرة لهذه التطورات هي سيادة حالة من الجمود في مسار التفاوض بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وأوروبا من جهة أخرى. فالغربيون متمسكون بـ “التخصيب الصفري” الذي ترفضه طهران بشكل قاطع وتعتبره خطاً أحمر، إضافة إلى رغبتهم بفتح ملفات أخرى تتعلق بالقضايا الإقليمية والأمنية والبرنامج الصاروخي، وهو ما ترفضه إيران وتؤكد على اقتصار التفاوض على الملف النووي حصراً.

في هذا السياق، تبدو طهران وكأنها اعتمدت نهجاً جديداً عبر تعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وعدم توضيح مصير 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وهي سياسة يصفها بعض المحللين بـ”الغموض النووي”.

هذا التباعد الكبير بين مواقف طهران وكل من واشنطن والعواصم الأوروبية يجعل من الصعب إعادة الأطراف إلى طاولة الحوار. وحتى في حال عودة المفاوضات، فإن استمرارها من دون أن تطرح إيران مبادرة عملية أو خطة واضحة سيجعلها مجرد جلسات استماع لمطالب الطرف الآخر، من دون نتائج ملموسة.

ويأتي هذا الوضع في وقت اتفق فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب انتهاء الحرب الأخيرة، على منح الدبلوماسية مع إيران مهلة شهرين. وأكد ترامب حينها أن واشنطن ستستأنف المحادثات مع طهران خلال تلك الفترة، لكن وبعد مرور نحو 50 يوماً لم تُسجل أي خطوة عملية، فيما يبدو أن تبادل الرسائل غير المباشرة بين الطرفين قد توقف. كما تتراجع الرغبة الأميركية في المفاوضات تدريجياً، في حين لا يظهر من الجانب الإيراني حافز واضح للعودة إلى الطاولة.

فشل المحادثات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ينسجم أيضاً مع هذه الصورة، ما يعزز الاعتقاد بعدم وجود تحول قريب يفتح الباب أمام مفاوضات مثمرة. وعليه، تبقى إمكانية استئناف الحوار رهناً بحدث غير متوقع قد يمنح الطرفين دافعاً جديداً للعودة إلى طاولة المفاوضات.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

13 + ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى