من الصحافة الإيرانية: على بزشكيان أن يعالج العقبات التي تواجه السياسة الخارجية
قال دبلوماسي إيراني سابق إنه بدلاً من الاكتفاء بهذه المصطلحات، يجب أن تكون هناك مبادرات عملية في السياسة الخارجية لإخراجها من المأزق الراهن، سواء في ما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة أو مع أوروبا.

ميدل ايست نيوز: تتكرر في الآونة الأخيرة في الساحة الإيرانية استخدامات مصطلح «النهج» وعبارة «تغيير النهج». وفي هذا السياق، كتب وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف مقالاً في مجلة «فورين بوليسي» شدد فيه على أن «المحرضين على الحرب يستفيدون من إغلاق أي نافذة أمام الدبلوماسية، وعلينا أن نسلب منهم هذه الفرصة حتى لا يتمكنوا من ترسيخ نهج التهديد المدمّر»، مؤكداً أن «الوقت حان لتغيير النهج».
وجرى تداول هذه المبادرة الذي تحدث عنها ظريف بطرق مختلفة من جانب الاقتصاديين الإيرانيين، وكذلك من الرئيس الأسبق حسن روحاني، إلا أن التساؤل المطروح يبقى حول إمكانية تحقيق هذا التغيير وكيفية الخروج من حالة الجمود السياسي.
وفي حوار مع موقع «فرارو»، قدّم عبد الرضا فرجي راد، أستاذ الجيوسياسة والدبلوماسي الإيراني السابق، رؤيته حول هذه الإشكالية.
وقال فرجي راد: «القضايا المطروحة اليوم في السياسة الداخلية والخارجية الإيرانية تحمل آراء متباينة. هناك من يرى ضرورة الاستمرار في النهج الحالي، وهناك من يشير إلى أن الرئيس مسعود بزشكيان قدّم وعوداً في حملته الانتخابية لم ينفذها خلال العام الماضي. البلاد تمر بظروف استثنائية سواء من الناحية الاقتصادية أو في مواجهة التهديدات الأميركية والإسرائيلية. لذلك طُرح موضوع تغيير النهج القائم. لكن برأيي، بدلاً من الاكتفاء بهذه المصطلحات، يجب أن تكون هناك مبادرات عملية في السياسة الخارجية لإخراجها من المأزق الراهن، سواء في ما يخص العلاقات مع الولايات المتحدة أو مع أوروبا».
وأضاف: «نحن على أعتاب تفعيل آلية الزناد من قبل الأوروبيين، وإذا تم تفعيلها فسوف يصبح مأزقنا في السياسة الخارجية أكثر تعقيداً. الوقت ضيق لإحداث تغيير جذري، لكن يمكن القيام بخطوات ابتكارية ولو محدودة تساهم في كسر الجمود. داخل البلاد هناك من يدعو إلى اتباع سياسة هجومية تجاه واشنطن، غير أن هذا التوجه سيؤدي حتماً إلى تصاعد التوترات والمواجهات، وهو ما يرفضه غالبية الشعب لأن تداعياته ستنعكس بشكل مباشر على حياة الناس، خصوصاً في المجال الاقتصادي».
ورأى فرجي راد أن «الكثير من النخب يعتقدون أن السياسة الخارجية تحتاج إلى مبادرات جديدة، وهذه المهمة تقع على عاتق صانعي القرار. نحن في سباق مع الوقت، ومن الضروري أن تتحرك الحكومة بسرعة. لا بد من التذكير أيضاً بأن أي تحول في السياسة الخارجية يرتبط بالإصلاحات الداخلية. الرئيس بزشكيان سيقوم مطلع أكتوبر برحلة مهمة إلى نيويورك، وإذا كان مقرراً اتخاذ خطوات خاصة خلال هذه الزيارة فيجب التحضير لها منذ الآن لضمان أن يتمكن من إحداث أثر ملموس وإشعال شرارة تحول في السياسة الخارجية».
وختم أستاذ الجيوسياسة والدبلوماسي الإيراني السابق قائلاً: «تغيير نهج الحكومة ليس مستحيلاً، لكنه مرهون بقرارات المستويات العليا. في المجلس الأعلى للأمن القومي جرت بعض التغييرات، لكن لم تُطرح بعد مواقف جديدة، وربما ما زالت قيد الدراسة. على أي حال، التنسيق بين وزارة الخارجية والمجلس الأعلى للأمن القومي تحسن في الآونة الأخيرة، وينبغي انتظار الأسابيع المقبلة لمعرفة ما إذا كان هذا التغيير سيقود إلى مبادرات جديدة. لكن الأهم أن يبادر الرئيس سريعاً لإزالة العقبات الجدية، وفي مقدمتها مسألة آلية الزناد».