المرشد الأعلى الإيراني: أميركا ودول أوروبية اختارت شخصاً ليكون ملك إيران
دعا المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الأحد، الإيرانيين، إلى دعم من يخدمون البلاد وخاصة رئيس الجمهورية، مؤكدا أن الشعب الإيراني يقف بكل قوة في وجه الطلب المهين من أمريكا بالخضوع والطاعة.

ميدل ايت نيوز: كشف المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي، اليوم الأحد، أن اجتماعاً جرى في 14 يونيو/حزيران، بعد يوم من بدء الهجوم الإسرائيلي على إيران الذي استمر لمدة 12 يوماً، بين أميركا ودول أوروبية، لم يسمها، “في عاصمة أوروبية وبحثوا مسألة إيجاد بديل للجمهورية الإسلامية”، مضيفاً أنهم “اختاروا ملكاً لإيران” في ذلك الاجتماع، وقال: “تصوّروا أنّ هذا الهجوم سيفصل بين النظام والشعب وسيُضعف النظام، فيتمكنون من فرض مقصدهم الدنيء الخبيث”.
“ملك إيران”
وأوضح، في لقاء مع شرائح من المجتمع الإيراني: “لقد أُبلغنا بذلك في حينه. وكانوا على درجة من اليقين إلى حدّ أنّهم، بعد يوم واحد فقط من بدء الهجوم، جلسوا يتباحثون حول أيّ حكومة، وبأي شكل من أشكال الحكم، ستتولّى إدارة إيران بعد الجمهورية الإسلامية، بل وعيّنوا الملك. حدّدوا الملك أيضاً.. وفلان سيكون ملك إيران. هذا هو التصوّر الذي كانوا يحضّرونه لإيران”، مضيفاً: “في ذلك الجمع الأحمق الذي جلس يبحث عن بديل للجمهورية الإسلامية في إيران، كان هناك شخص إيراني أيضاً، تباً لذلك الإيراني!”.
وأكد أن “أعداء إيران أدركوا، بعد ثبات الشعب واتحاد المسؤولين والقوات المسلحة، وتحملهم الخسارة القاسية التي لحقت بالخصم في الميدان العسكري، أن الشعب الإيراني والنظام الإسلامي لا يمكن إرغامهما على الركوع أو جعلهم طائعين عبر الحرب”.
كذلك دعا إلى دعم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الذي وصفه بأنه رئيس “مكافح دؤوب”. ويأتي هذا الموقف في ظل انتقادات لاذعة وجهها نواب محافظون متشددون إلى بزشكيان في الآونة الأخيرة، متهمين إياه بالتساهل إزاء أميركا ومشككين في أهليته للاستمرار في منصبه، ومطالبين بطرح الأمر في البرلمان تمهيداً لعزله.
وفي تفسيره لأسباب “عداء” الولايات المتحدة لإيران، وصف السؤال بأنه “ظاهرياً سهل، لكنه في الحقيقة معقّد”، مشيراً إلى أن “الإجابة، رغم وضوحها، ذات أبعاد بالغة التعقيد أيضاً”، وأضاف من دون أن يسمي الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن “هذا الشخص الذي يتولى السلطة في أميركا فضح الهدف الحقيقي بقوله: إن صراعنا مع إيران وشعبها هو من أجل جعلها تخضع لأميركا وتتلقى الأوامر منها”. وأوضح المرشد الإيراني أن الولايات المتحدة تسعى حالياً لتحقيق هذا الهدف عبر إثارة الانقسامات الداخلية، داعياً الشعب والمسؤولين وأصحاب الفكر والقلم إلى التمسك بـ”الدرع الفولاذي من الوحدة الوطنية المقدسة والعظيمة، والحفاظ عليه وتقويته”.
وأشار المرشد الإيراني إلى أن “الكيان الصهيوني اليوم هو أكثر الكيانات المنبوذة في العالم ولم يسبق في التاريخ أن أقدم كيان على قتل الأطفال جوعاً وعطشاً”، داعياً إلى “قطع جميع سُبل الإمداد والمساعدة عن الكيان الصهيوني”.
وأشاد بالهجمات اليمنية على الاحتلال الإسرائيلي، قائلاً إن “ما يقوم به اليوم الشعب اليمني الشجاع هو الصواب بعينه، الصواب هو هذا. أمام الجريمة التي يرتكبها قادة الكيان الصهيوني لا يوجد أي خيار سوى أن تُغلق طرق الدعم له كلياً ومن جميع الجهات”، وأكد: “نحن بالطبع على أتم الاستعداد للقيام بكل ما هو ممكن للجمهورية الإسلامية، أي عمل تتاح إمكانيته فنحن على أتم الاستعداد له”.
“سطحيّو النظر”
واعتبر المرشد الإيراني أنّ الذين يدعون إلى مفاوضات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة هم “سطحيو النظر”، قائلاً إن “اختلاف وجهات النظر في القضايا المتنوعة وطرح الأفكار الجديدة لا إشكال فيه، لكن لا يجوز المساس بأسس ومبادئ الثورة أو تقويضها”.
وفي الآونة الأخيرة، أثار بيان جبهة الإصلاحات الإيرانية التي تمثل مظلة شاملة للأحزاب الإصلاحية بشأن خريطة طريق للخروج من الأزمات الداخلية والخارجية، غضب المحافظين في البلاد، وكذلك تيارات إصلاحية. واعتبر محافظون أن البيان “خيانة” في الظروف الراهنة.
ودعت الجبهة في بيانها إلى الدخول في مفاوضات شاملة ومباشرة مع الولايات المتحدة، وإبداء الاستعداد لتعليق تخصيب اليورانيوم طوعاً وقبول رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مقابل رفع كامل للعقوبات. وأشارت إلى أن إيران تقف أمام ثلاثة خيارات: استمرار الوضع الراهن مع وجود هدنة هشة ومستقبل غامض، أو انتهاج مفاوضات تكتيكية لكسب الوقت من دون معالجة جوهرية للأزمات، أو اتخاذ خيار جريء يتمثل في المصالحة الوطنية ووقف العداء داخلياً وخارجياً، بما يتيح إصلاح بنية الحكم والعودة إلى مبدأ سيادة الشعب عبر انتخابات حرة، وإنهاء سياسة التصعيد والعزلة الدولية.
وتضمنت خريطة الطريق التي قدمتها الجبهة 11 بنداً، تبدأ بإصدار عفو عام، وإنهاء الإقامة الجبرية لزعيمي الحركة الإصلاحية مير حسين موسوي والدكتورة زهرا رهنورد، ورفع القيود السياسية عن الرئيس الأسبق محمد خاتمي، والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي والنشطاء المدنيين، ووقف ملاحقة المعارضين الإصلاحيين بهدف ترميم الثقة الوطنية.
كذلك دعت إلى تغيير خطاب الحوكمة نحو التنمية الوطنية عبر “عقيدة التنمية والعمران”، وحل المؤسسات الموازية، وإنهاء ازدواجية القرار، وإعادة الصلاحيات الكاملة إلى الحكومة، وعودة القوات المسلحة إلى ثكناتها وانسحابها من مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة، ومراجعة سياسات الأمن الداخلي مع الحفاظ على قدرة الردع وخفض الطابع الأمني في إدارة المجتمع، وإلغاء التصنيفات الإقصائية.
هدف الحرب كان “تقسيم إيران”
وفي نفس السياق، قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الإيرانية رضا طلائي نيغ، الأحد، إن “العدو الصهيوني فرض هذه الحرب علينا بهدف تقسيم إيران، والمسّ بجمهورية إيران الإسلامية، وتقويض قدراتنا الوطنية، لكنه خرج هذه المرة أكثر خيبة وضعفاً من أي وقت مضى، واضطر للتوسل لوقف الحرب والاحتماء مجدداً بواشنطن لإنقاذ نفسه”.
وأشار القائد العسكري الإيراني إلى أن وقف العمليات العسكرية لا يعني انتهاء المعركة، إذ “ما زال العدو مستمراً في حربه النفسية والإعلامية لمحاولة التغطية على إخفاقاته وأزماته الداخلية”، داعياً الإعلاميين والمواطنين الإيرانيين إلى “مواجهة هذه الحرب الناعمة بوعي وفطنة”.
وكانت إيران قد تعرضت بدءاً من فجر 13 يونيو/ حزيران لعدوان إسرائيلي، استمر لمدة 12 يوماً، أسفر خلال ساعاته الأولى عن اغتيال عدد من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين. وردّت القوات المسلحة الإيرانية بسلسلة من الضربات الصاروخية وهجمات الطائرات المسيّرة، قبل أن تتوقف المعارك بعد 12 يوماً. وشاركت القوات الأميركية في العدوان عبر شن ضربات على منشآت نووية إيرانية في أصفهان وقم، في خطوة مثّلت تحولاً نوعياً في التعاطي الأميركي مع إيران.