“السعودية تتفوق على إيران”… تراجع أكاديمي للجامعات الإيرانية في التصنيف العالمي
أظهرت أحدث تصنيفات الجامعات العالمية (تصنيف شنغهاي – عام 2025) تفوق السعودية على إيران، بعد أن ضمت 13 جامعة سعودية قائمة أفضل ألف جامعة عالمية، مقابل 6 جامعات إيرانية فقط.

ميدل ايست نيوز: أظهرت أحدث تصنيفات الجامعات العالمية (تصنيف شنغهاي – عام 2025) تفوق السعودية على إيران، بعد أن ضمت 13 جامعة سعودية قائمة أفضل ألف جامعة عالمية، مقابل 6 جامعات إيرانية فقط، وهي: جامعة طهران للعلوم الطبية، وجامعة طهران، وجامعة تربيت مدرس، وجامعة شهيد بهشتي للعلوم الطبية، وجامعة شريف، وجامعة إيران للعلوم الطبية. كما حافظت تركيا على مكانتها المتقدمة بوجود 11 جامعة ضمن التصنيف، متفوقة أيضاً على إيران.
ويعكس التراجع المستمر لعدد الجامعات الإيرانية منذ 2019 مشاكل عميقة تواجه مؤسسات التعليم العالي في البلاد، في حين تمكنت السعودية خلال خمس سنوات من زيادة عدد جامعاتها بأكثر من ثلاثة أضعاف، وحافظت تركيا على ثبات نسبي في هذه الساحة.
وفي هذا السياق، يرى كارِن إبري نيا، أستاذ جامعة طهران وأمين رابطة أعضاء هيئة التدريس الجامعيين الإيرانية، أن “سلب صلاحيات اتخاذ القرارات العلمية من الجامعات يؤدي إلى تدهور جودة أعضاء الهيئة التدريسية وإهدار القدرات العلمية الوطنية”.
وأضاف في مقابلة مع وكالة “خبر أونلاين” أن “حرمان الجامعات من صلاحيات مثل توظيف أعضاء هيئة التدريس، إلى جانب نقص التمويل وهجرة الأساتذة من إيران، ساهم بشكل كبير في تراجع المستوى العلمي للجامعات”.
وأشار إلى أن هجرة الأساتذة والنخب العلمية مرتبطة بشكل وثيق بالظروف المعيشية، وقال: الرواتب منخفضة للغاية؛ فمثلاً يحصل أستاذ مبتدئ حاصل على الدكتوراه من أفضل الجامعات الإيرانية أو العالمية على نحو 20 مليون تومان، وهو مبلغ لا يكفي حتى لاستئجار شقة في طهران. أما الأساتذة المخضرمون الذين لديهم 30 عاماً من الخبرة فيتقاضون أقل من ألف دولار شهرياً، بينما يحصل الأساتذة في دول مجاورة مثل العراق على عدة أضعاف هذا المبلغ، ما يقلل من الدافع للبقاء في الجامعات الإيرانية.
وأوضح أمين رابطة أعضاء هيئة التدريس الجامعيين الإيرانية أن هجرة النخب لها أثر كبير، موضحاً أن أحد زملائه في مجاله انتقل إلى السعودية بعد أن طُرد من جامعة إيرانية، وأصبح الآن رئيس كلية هناك براتب يصل إلى 13 ألف دولار شهرياً، مع ميزانية بحثية تصل إلى مليون دولار لتجهيز المختبرات، وهو وضع غير متوفر في إيران، ما يدفع الكثير من النخب إلى الهجرة إلى دول مثل السعودية وقطر وعمان وحتى تركيا.
وذكر إبري نيا أن ميزانيات الجامعات الإيرانية تذهب غالباً لتغطية الرواتب، فيما لا يتبقى شيء للأنشطة البحثية: على سبيل المثال، تحتوي كلية الهندسة الميكانيكية في جامعة طهران، واحدة من أفضل الكليات في البلاد، على معدات تعود لعشرين عاماً تقريباً، مع ندرة الأجهزة الحديثة وصعوبة إدخال التكنولوجيا الجديدة إلى المختبرات. وغالباً ما يضطر الأساتذة لشراء معدات محدودة من دخل المشاريع الشخصية، إذ لا توفر الدولة ميزانية لتجهيز المختبرات.
وأشار إلى أن نقص التمويل يمنع الأساتذة من المشاركة في المؤتمرات العلمية الدولية بسبب ارتفاع تكاليف السفر والتسجيل، مما يقلل من التفاعل العلمي والتأثير العالمي للجامعات الإيرانية.
اقرأ المزيد
دراسة جديدة: ما دوافع الخريجين الإيرانيين للانخراط في تجارة كتابة الرسائل الجامعية؟