من الصحافة الإيرانية: أسطول النقل المتهالك يحاصر الطرق والجادات
تتزايد آثار اهتراء أسطول النقل البري في إيران بشكل كبير يومياً، لا سيما في قطاع الشاحنات التي تتجاوز أعمارها 20 عاماً وتستمر في السير على الطرق رغم تآكلها الكبير.

ميدل ايست نيوز: تتزايد آثار اهتراء أسطول النقل البري في إيران بشكل كبير يومياً، لا سيما في قطاع الشاحنات التي تتجاوز أعمارها 20 عاماً وتستمر في السير على الطرق رغم تآكلها الكبير، وبسبب عدم استبدالها لم تُخرج من الخدمة حتى الآن. حتى برامج الحوافز والتسهيلات لتجديد المركبات القديمة لم تسرع من عملية إعادة تدوير وتجديد أسطول النقل الإيراني.
وقالت صحيفة اعتماد في تقرير لها، إن أسباب انخفاض قدرة تجديد الأسطول العام في إيران تعود إلى عدة عوامل، منها التأخر في استيراد وتجديد المركبات، وغياب الحوافز الكافية للاستثمار من القطاع الخاص، ومشكلات تأمين قطع الغيار، فضلاً عن نقص الدعم الفعّال من صانعي السياسات لقطاع النقل.
ووفقاً للإحصاءات، تم إعادة تدوير أكثر من 2.416 مليون مركبة مهترئة في إيران منذ عام 2007 حتى نهاية 2024، وكان العام الماضي الأعلى في عدد المركبات المعاد تدويرها بعد أن بلغت أكثر من 349 ألف مركبة، مقارنة بـ 77 ألف مركبة في 2023، ما يشير إلى زيادة ملحوظة في وتيرة إعادة التدوير.
ويشير خبراء هذا القطاع إلى أن أسطول النقل العام في إيران يواجه حالياً أزمة اهتراء حقيقية. فعلى مدار العقد الماضي، انخفض عدد الحافلات العاملة في الخطوط بين المدن من 15 ألف حافلة إلى أقل من 7100 حافلة، جميعها تتجاوز أعمارها 10 إلى 15 عاماً.
50 بالمئة من الحافلات مهترئة
في أغسطس 2024، أعلن علي رضا أحمدي فيني، رئيس هيئة إدارة النقل والوقود في إيران، أن 15 ألف و82 حافلة كانت تعمل في المدن، منها 7 آلاف و497 حافلة، أي نصف العدد تقريباً، مهترئة وقديمة. كما انخفضت وتيرة أعادة تدوير المركبات القديمة خلال السنوات الأخيرة، وفي فبراير 2024 أظهرت الإحصاءات أن 13 مليون مركبة من أصل 35 مليون مركبة متداولة في البلاد تعتبر قديمة.
يستهلك الإيرانيون يومياً نحو 0.95 لتر بنزين و0.88 لتر ديزل لكل فرد، أي ما يقارب ضعف المتوسط العالمي، ويعود السبب الرئيس إلى ارتفاع استهلاك البنزين اهتراء المركبات وقدمها.
حوافز
رغم ضرورة تقديم الحكومة تسهيلات وحصص جذابة لأصحاب المركبات القديمة ضمن برامج البيع لشركات مثل “إيران خودرو” و”سايبا” لتشجيع إعادة التدوير، أثار انخفاض إنتاج السيارات بنسبة 12 بالمئة في الربع الأول من 2025 مخاوف حول توفر سيارات جديدة واستبدال المركبات القديمة، مع بلوغ الانخفاض ذروته في يونيو بنسبة 41 بالمئة.
اهتراء الأسطول وتبعاته الخفية
قال علي ضيائي، مدير مركز بحوث النقل في إيران، إن انخفاض الكفاءة قلل من جاذبية الاستثمار في قطاع النقل الإيراني. وأضاف لـ “اعتماد“: “نماذج التشغيل الحالية تقلل بشكل مباشر من جاذبية الاستثمار”.
وأشار ضيائي إلى أن الأسطول الحالي متقادم للغاية، ويظهر تأثيره في ارتفاع استهلاك الوقود والتكاليف الجانبية، وقال: متوسط عمر الأسطول حوالي 29 عاماً، وربما أكثر، وهو ما يفرض خسائر كبيرة على الاقتصاد تنعكس جزئياً مباشرة في تكاليف النقل.
وعلى عكس حوادث السكك الحديدية أو الطيران التي تخضع فوراً للتحقيق، لا توجد آلية مماثلة في قطاع الطرق، ما يؤدي إلى وفاة نحو 55 شخصاً يومياً على الطرق، أي ما يعادل سقوط طائرة متوسطة يومياً.
على سبيل المثال، قدرت الخسائر المالية لحادث وقع في فترة ما بين 30 و40 مليار تومان، فإذا احتُسبت الخسائر السنوية لجميع الحوادث، فإن الرقم سيكون هائلاً ويؤثر مباشرة على الاقتصاد الوطني.
اقرأ المزيد
تقرير: أكثر من 50% من أسطول النقل البري في إيران قديم ومتهالك