إيران.. 70 إلى 85 % من دخل العمال للسكن
حذر مفتش مجمع ممثلي العمال في إيران من تفاقم أزمة السكن بالنسبة للقوة العاملة في البلاد، مؤكداً أن ما بين 70 إلى 85 بالمئة من دخل العامل الإيراني يُنفق على تكاليف متعلقة بالسكن.
ميدل ايست نيوز: حذر مفتش مجمع ممثلي العمال في إيران من تفاقم أزمة السكن بالنسبة للقوة العاملة في البلاد، مؤكداً أن ما بين 70 إلى 85 بالمئة من دخل العامل الإيراني يُنفق على تكاليف متعلقة بالسكن.
وقال حميد رضا إمام قلي تبار، إن العمال الذين يعيشون في ظروف سكنية متردية ينفقون ما لا يقل عن 70 بالمئة من دخلهم على السكن، بينما ترتفع هذه النسبة إلى نحو 85 بالمئة بالنسبة لأولئك الذين يسعون للحصول على شقة أفضل بعيداً عن هذه القيود.
ويشير مفهوم “بؤس السكن” إلى الإقامة في أطراف المدن والمناطق ذات الخدمات غير المتوازنة أو غير القياسية. حتى في هذه المناطق ارتفعت أسعار الإيجار إلى مستويات جعلت الحد الأدنى للأجور غير كافٍ لتأمين شقة سكنية، وهو ما يكشف عمق الفجوة بين الدخل وتكاليف المعيشة للعمال الإيرانيين.
ووفق المؤشرات العالمية، فإن حصة السكن من نفقات الأسر تتراوح عادة بين 18 و20 بالمئة، فيما تصل هذه النسبة بالنسبة للعمال الإيرانيين إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف. وتزداد خطورة الوضع إذا ما أخذنا في الاعتبار أن حصة السكن من نفقات الأسر الحضرية في إيران بلغت 43.7 بالمئة العام الماضي.
ويرى خبراء أن الارتفاع الحاد في الإيجارات خلال العقد الأخير يعد العامل الرئيسي وراء تفاقم هذه الأزمة. وتشير الإحصاءات الرسمية إلى أن إيجارات الشقق في طهران ارتفعت ستة أضعاف خلال عشر سنوات، مقابل ثلاثة أضعاف تقريباً في باقي مناطق البلاد.
ويُعد عام 2020 نقطة تحول في هذا المسار، حيث ارتفع متوسط إيجار المتر المربع للشقق السكنية في طهران من 4 آلاف و600 تومان في عام 2012 إلى 21 ألفاً و600 تومان في 2020، وهو ما مهد للأزمة الراهنة. وبحسب بيانات عام 2024، بلغ متوسط الإيجار الشهري في طهران 370 ألف تومان لكل متر مربع، يتوزع بين 55 بالمئة نقداً و45 بالمئة وديعة أو “مقدم”. ويأتي ذلك في وقت يبلغ فيه الحد الأدنى للأجور نحو 12 مليون تومان (ما يعادل 130 دولاراً تقريباً).
وأظهر آخر تعداد سكاني رسمي عام 2021 أن أكثر من 55 بالمئة من الأسر الحضرية ونحو 25 بالمئة من الأسر الريفية في إيران يعيشون في مساكن مستأجرة. ومع استمرار ركود قطاع البناء وتراجع القدرة الشرائية بشكل حاد، يتوقع الخبراء أن يزداد عدد المستأجرين خلال السنوات المقبلة، محذرين من أن فترة الانتظار لامتلاك منزل في إيران تجاوزت بالفعل 100 عام، وأن نسبة المالكين مرشحة للتراجع أكثر.
اقرأ المزيد
