هكذا تخطط روسيا لمنع الترويكا من إعادة فرض العقوبات على إيران

في تقرير نشرته صحيفة "كوميرسانت" الروسية، سلطت الكاتبتان أناستازيا دومبيتسكايا وإيلينا تشيرنينكو الضوء على الموقف الروسي من تهديد دول الترويكا الأوروبية بإعادة فرض العقوبات على طهران.

ميدل ايست نيوز: في تقرير نشرته صحيفة “كوميرسانت” الروسية، سلطت الكاتبتان أناستازيا دومبيتسكايا وإيلينا تشيرنينكو الضوء على الموقف الروسي من تهديد دول الترويكا الأوروبية بإعادة فرض العقوبات على طهران.

وطالبت بريطانيا وألمانيا وفرنسا إيران بتقديم تنازلات كبيرة بشأن برنامجها النووي قبل 31 أغسطس/آب الجاري، وأعلنت هذه الدول استعدادها لتفعيل “آلية الزناد”.

ورفضت روسيا -حسب التقرير- هذه التدابير، وعدتها سلوكا يزعزع الاستقرار ويناقض مسار الدبلوماسية والمفاوضات الذي تزعم أوروبا دعمه.

وتُتيح “آلية الزناد” (سناب باك) لأي من الأطراف الموقعة على اتفاق 2015 (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا، ألمانيا والاتحاد الأوروبي) المطالبة بإعادة العقوبات التي أُلغيت في إطار الاتفاق النووي.

ومن المقرر أن تُجرى المفاوضات بين إيران والترويكا الأوروبية، ولكن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أكد في تصريحات لوسائل الإعلام أن طهران لا تعلق آمالا كبيرة على نجاح المفاوضات.

انتهاك القرار 2231

وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن آلية الزناد وُضعت ضمن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 بعد مفاوضات طويلة توّجت بتوقيع الاتفاق النووي، ووافقت إيران على الآلية لتسريع التوصل إلى اتفاق شامل، والتزمت بتنفيذ تعهداتها منذ البداية.

ولكن الاتفاق أصبح “حبرا على ورق” -على حد تعبير الوزارة- بسبب انتهاكات الولايات المتحدة والدول الأوروبية القرار، إذ انسحبت واشنطن من الاتفاق عام 2018، ولم يرفع الأوروبيون العقوبات عن إيران كما نص عليه الاتفاق النووي.

وشددت الوزارة الروسية على أن “الدول التي تنتهك بشكل صارخ القرار الأممي لا يمكنها الاستفادة من الآلية التي تندرج ضمنه كأداة ضغط”.

وقالت: “في الواقع، لا تملك الدول الأوروبية الحق في التوجه بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، لأنها لم تلتزم بالإجراءات الضرورية التي ينص عليها الاتفاق النووي، والتي تقضي أولاً باللجوء إلى آلية تسوية الخلافات ضمن اللجنة المشتركة للاتفاق”.

وأكدت أن “أي خطوات أحادية من جانب الأوروبيين تتجاوز الآلية المتفق عليها ستشكل انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن رقم 2231”.

الهدف الحقيقي

وردا على تهديدات الترويكا الأوروبية، قالت موسكو، إن جوهر المساعي الغربية يتمثل في التشكيك بحق إيران في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية والسعي لتقليص برنامجها النووي “بذريعة المخاوف الغربية من هجوم نووي إيراني”.

ويمثل ذلك انتهاكا واضحا للمادة الرابعة من معاهدة عدم الانتشار، التي تمنح جميع الدول الموقعة هذا الحق، وفق تصريح الوزارة الذي نقله التقرير.

وتنص المادة الرابعة من المعاهدة على “الحق الأساسي لجميع الدول الموقعة في تطوير الأبحاث وإنتاج واستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية”، وذلك في إطار الالتزام ببنود الاتفاق الأخرى.

الفيتو الروسي

وحسب الصحيفة، ترى موسكو أن استعجال الدول الأوروبية في إثارة ملف العقوبات ضد إيران مرتبط بصلاحية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 التي ستنتهي تلقائياً في 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.

فبعد هذا التاريخ -وفق الوزارة الروسية- لن يكون لـ”آلية الزناد” أي أساس قانوني، وستتطلب أي إجراءات جديدة ضد إيران موافقة الأعضاء الخمس الدائمين في المجلس، وسيصبح بإمكان روسيا استخدام حق النقض (الفيتو) لعرقلة أي قرار جديد ضد طهران.

وأكدت روسيا في هذا الصدد أنها لن تعترف بأي إعلان غربي باستئناف العقوبات الدولية ضد إيران، ولن تلتزم بمثل هذه العقوبات.

ونقل التقرير خلاصة الموقف الروسي، ومفاده -وفق الوزارة الروسية- أن “انشغال الأوروبيين بمثل هذه المناورات لا طائل منه”، والمطلوب هو العودة إلى المسار الدبلوماسي مع الأخذ بالاعتبار حقوق إيران، بما فيها حقها في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية تحت إشراف دولي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
الجزيرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 + سبعة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى