من الصحافة الإيرانية: هل تقضي واردات الغاز الروسية على أزمة الطاقة في إيران؟

يؤكد متخصصو قطاع النفط والغاز في إيران أن دخول الغاز الروسي إلى إيران سيساعد في تغطية جزء من العجز ويدعم استقرار الشبكة ويحد من انقطاع الكهرباء المحتمل.

ميدل ايست نيوز: أفادت وسائل الإعلام الإيرانية يوم أمس الاثنين بأن كاظم جلالي، السفير الإيراني في موسكو، أعلن أن طهران تأمل في الحصول قريباً على الغاز الروسي عبر البنية التحتية المتاحة في أذربيجان. وأوضح جلالي أن “معظم القضايا والتحديات المتعلقة بشركة “غاز بروم” قد حلّت، وأن النقطة الوحيدة المتبقية هي الاتفاق النهائي على السعر”، مضيفاً: “إذا تم حل هذه المسألة، فستدخل الأمور في مسارها الطبيعي”.

يأتي هذا الإعلان بعد تصريح سيرغي تسويليف، وزير الطاقة الروسي، الذي أشار سابقاً إلى أن أولى شحنات الغاز الروسي إلى إيران قد تبدأ في عام 2025، بكمية تصل إلى 1.8 مليار متر مكعب سنوياً، ما يتيح لإيران تغطية جزء من احتياجاتها الغازية خلال العام، لا سيما في الفصول الباردة.

ويعكس هذا الاتفاق استمرار المباحثات التي جرت العام الماضي بين إيران وروسيا، حيث وقعت شركة غاز بروم والشركة الوطنية للغاز الإيرانية مذكرة تفاهم لتوريد الغاز الروسي إلى إيران، وتم الاتفاق هذا العام على توريد 55 مليار متر مكعب من الغاز الروسي. ويرى خبراء أن هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية إيران لتأمين مصادر الطاقة خلال الفصول الباردة وتخفيف الضغط على الشبكة المحلية.

ويؤكد متخصصو قطاع النفط والغاز في إيران أن دخول الغاز الروسي سيساعد في تغطية جزء من العجز ويدعم استقرار الشبكة ويحد من انقطاع الكهرباء المحتمل، مع الإشارة إلى أن التفعيل الفعلي للصادرات يحتاج إلى إنهاء التفاصيل المتعلقة بالأسعار والتنفيذ قبل أن تبدأ الشحنات فعلياً.

من جانبه، قال محمود خاقاني، المدير السابق لشؤون بحر قزوين وآسيا الوسطى في وزارة النفط، في مقابلة مع وكالة خبر أونلاين، إن توريد الغاز الروسي لن يؤثر على العجز في المحروقات في السوق الإيرانية، مشيراً إلى أن مشاريع تركمنستان واجهت أزمات ولا تضخ الغاز إلى إيران حالياً، بسبب استثمارات صينية في حقول الغاز هناك وتأمين مسارات التصدير إلى باكستان والصين.

وأضاف خاقاني أن روسيا كانت دائماً تسعى لمنع تصدير الغاز الإيراني إلى أوروبا، وتشجيع طهران خلال الحكومتين التاسعة والعاشرة على توجيه 30 مليار متر مكعب إلى باكستان والهند ضمن مشروع خط أنابيب السلام، إلا أن المشروع لم يثمر بسبب نقص الغاز وعدم استعداد الجانب الباكستاني، وكان الهدف المالي منفرداً. فقد أنفقوا ملياراً ومئتي مليون دولار دون تحقيق نتائج عملية، بينما شدد خبراء اقتصاديون على ضرورة استثمار العملاء في خط الأنابيب وحقول الغاز.

وأشار المدير السابق لشؤون بحر قزوين وآسيا الوسطى في وزارة النفط إلى أن هناك اقتراحاً بمد خط أنابيب من شمال بحر قزوين إلى جنوبه وربطه بشبكة الغاز الإيرانية، لكن الدراسات الفنية والاقتصادية لم تُنشر، بل كانت ترويجاً فقط عن استثمار روسي محتمل، مع العلم أن عمق بحر قزوين الجنوبي يصل إلى نحو 800 متر، ما يجعل المشروع معقداً ومكلفاً للغاية.

وختم خاقاني بالقول إن التركيز على الدبلوماسية النووية وإهمال دبلوماسية الطاقة حدّ من فرص إيران، مؤكداً ضرورة إعادة بناء دبلوماسية الطاقة واستثمار موارد الغاز والكهرباء الضخمة بشكل أمثل. وأضاف أن بعض الأفراد والجهات يعرقلون تنفيذ السياسات عبر التحكم بالسيولة والأسواق، وأن الطريق الوحيد لمواجهة ذلك يتمثل في شفافية الاقتصاد وإدارة الموارد الوطنية للقضاء على النفوذ غير المشروع.

اقرأ المزيد

من الصحافة الإيرانية: إيران وروسيا والتحول إلى مركز للطاقة

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − تسعة =

زر الذهاب إلى الأعلى