هل بدأ العد التنازلي لتفعيل “آلية الزناد” ضد إيران؟
رغم أن احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت ما يزال قائماً، إلا أن مواقف الغرب الأخيرة تجعل خطر عودة عقوبات مجلس الأمن أكثر جدية من أي وقت مضى.

ميدل ايست نيوز: فيما يعود الملف النووي الإيراني إلى صدارة المشهد الدبلوماسي العالمي، يقترب تفعيل «آلية الزناد» أكثر من أي وقت مضى، وهي الآلية التي قد تعيد جميع عقوبات مجلس الأمن على طهران.
وقال أحد مراسلي صحيفة وول ستريت جورنال في منشور على إكس: «إذا كان من المقرر تفعيل آلية الزناد هذا الأسبوع، فقد يحدث ذلك غداً»، في إشارة إلى جدية المساعي الغربية، خصوصاً من جانب الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة، لإعادة تصعيد الضغوط على إيران.
مبادرة روسية لشراء الوقت
تزامناً مع تصاعد التوتر، ذكرت صحيفة المونيتور أن روسيا وزعت مسودة معدّلة لمشروع قرار في مجلس الأمن، يقضي بتمديد العمل بالقرار 2231 لستة أشهر، مع تعليق أي نقاش جوهري حول تنفيذ القرار والاتفاق النووي خلال هذه الفترة.
وبحسب التحليلات تسعى موسكو من خلال هذه المبادرة إلى كسب وقت إضافي للمشاورات الدبلوماسية ومنع إعادة فرض عقوبات مجلس الأمن على إيران. غير أن وول ستريت جورنال نقلت عن مصادرها أن واشنطن والدول الأوروبية الثلاث تعتزم رفض المقترح.
وفي السياق نفسه، قال أحمد بخشاييش أردستاني، عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، في مقابلة مع موقع «رويداد 24»، إن هذه المبادرة تصبّ في مصلحة الغرب، موضحاً أن «تمديد المهلة يمنح الولايات المتحدة وأوروبا فرصة لتقييم أوضاع المواقع النووية الإيرانية عبر تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد الهجمات التي نفذتها قاذفات B-2». وأكد أن إيران «لا تميل إلى التمديد وتفضل انتهاء القرار».
روايات مختلفة حول مستوى وصول الوكالة الدولية
إلى جانب هذه التطورات، ما يزال التعاون بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية نقطة خلاف أساسية. وكالة أسوشيتد برس نقلت عن مصادر دبلوماسية أن الاتفاق بشأن مستوى وصول مفتشي الوكالة إلى المنشآت الإيرانية لم يُحسم بعد، لكنه قد ينجز قريباً.
حالياً، تشمل عمليات التفتيش المنشآت التي لم تتعرض لهجمات أميركية أو إسرائيلية، وهو ما يُظهر سعي طهران إلى إدارة نطاق تفتيش الوكالة بشكل محدود، خطوة تعتبرها العواصم الغربية مقلقة.
مفاوضات جنيف: الدبلوماسية في اللحظة الأخيرة
يوم أمس، استضافت جنيف جولة جديدة من المفاوضات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي. مثّل إيران كل من مجيد تخت روانجي وكاظم غريب آبادي، فيما شارك من الجانب الآخر المديرون السياسيون لوزارات خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إلى جانب الاتحاد الأوروبي.
وتركزت المناقشات على مستقبل القرار 2231، وتهديد أوروبا بتفعيل آلية الزناد، إضافة إلى إمكانية التمديد وفتح نافذة أمام حل دبلوماسي. غريب آبادي شدد بعد الاجتماعات على أن إيران ما تزال ملتزمة بالمسار الدبلوماسي وبـ«حل يقوم على قاعدة الربح للطرفين»، مؤكداً أن «الكرة في ملعب أوروبا ومجلس الأمن».
السيناريوهات المحتملة: من التمديد إلى أزمة جديدة
أشارت صحيفة هم میهن الإيرانية إلى أن طهران قد توافق، في حال أجبرت على ذلك، على تمديد القرار 2231 لتفادي العودة السريعة للعقوبات الأممية.
لكن في حال تعثر هذا الخيار وفشل التوصل إلى تسوية، فإن احتمال انسحاب إيران من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية سيكون مطروحاً بجدية، وهو ما قد يفتح الباب أمام أزمة جديدة بين طهران والغرب.
في المجمل، يقف الملف النووي الإيراني عند منعطف حرج. فروسيا تدفع باتجاه تمديد مؤقت لكسب الوقت، بينما تسعى أوروبا والولايات المتحدة إلى رفع وتيرة الضغوط. أما إيران، فترغب في الحفاظ على مسار الدبلوماسية من دون التراجع عن خطوطها الحمراء.
ورغم أن احتمال التوصل إلى اتفاق مؤقت ما يزال قائماً، إلا أن مواقف الغرب الأخيرة تجعل خطر عودة عقوبات مجلس الأمن أكثر جدية من أي وقت مضى. الأسابيع المقبلة ستحدد ما إذا كان هذا الملف سيفتح فرصة جديدة للدبلوماسية، أم أنه سينزلق نحو أزمة شاملة.
اقرأ المزيد
صحيفة إيرانية: مساعي روسيا لتمديد «آلية الزناد» تخدم موسكو وبكين والغرب معاً



