تداعيات آلية الزناد… هل إيران أمام أزمة غير مسبوقة؟

شددت صحيفة "هم‌ میهن" الإيرانية على أن القائمين على شؤون الأمن القومي ووزارة الخارجية الإيرانية يجب ألا يهدروا لحظة واحدة في مواجهة تفعيل آلية الزناد، لأن أي تقصير ستكون عواقبه وخيمة على البلاد.

ميدل ايست نيوز: ذكرت صحيفة “هم‌ میهن” الإيرانية أن تفعيل آلية الزناد، الذي يبدو أكثر احتمالاً من أي وقت مضى، لا يعود بأي منفعة على إيران، مشددة على أن القائمين على شؤون الأمن القومي ووزارة الخارجية الإيرانية يجب ألا يهدروا لحظة واحدة في مواجهة هذا التحدي، لأن أي تقصير ستكون عواقبه وخيمة على البلاد.

وفي ظل ترقب الإيرانيين لمصير الاتفاق النووي والتطورات المتعلقة بالملف النووي، نشرت الصحيفة مقالاً للباحث في القانون الدولي آرش ملكي حذّر فيه من أن عودة العمل بآلية الزناد وتنفيذ “سناب باك” قد يضع إيران أمام مخاطر اقتصادية وسياسية خطيرة، معتبراً أن أي إهمال في هذا الملف ستكون له تبعات سلبية كبيرة.

وأوضح ملكي في مقاله المعنون “العودة إلى المربع الأول: الاتفاق النووي، آلية الزناد وآفاق مستقبل إيران”، أن مصطلحي “آلية الزناد” و”Snapback” غير مذكورين صراحة في نص الاتفاق النووي ولا في قرار مجلس الأمن 2231، وأن ما يجري حالياً يستند إلى المادتين 36 و37 من الاتفاق المعروفتين بآلية تسوية النزاعات. وتنص هذه البنود على أنه في حال نشوب خلاف بين أطراف الاتفاق أو خرق إيران لالتزاماتها، يُحال الملف أولاً إلى لجنة الاتفاق النووي، وإذا لم تُحل المشكلة، يتدخل مجلس استشاري ثم وزراء خارجية الدول المعنية، وفي حال استمرار الخلاف يُرفع الأمر إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بشأن إعادة فرض العقوبات الأممية.

وأضاف أن عودة العقوبات، أو ما يُعرف بـ”سناب باك”، يهدد جوهر الاتفاق النووي، مؤكداً أن تفعيل هذه الآلية لا يحقق أي فائدة لإيران، بل يضعها في وضع بالغ الخطورة. واعتبر أن التداعيات الاقتصادية، والتشكيك في شرعية قرارات الحكومة، وتأثير ذلك على الملفات الدولية لإيران، ومنها القضايا المعروضة أمام محكمة العدل الدولية، من أبرز الأخطار المتوقعة.

وأشار الباحث في القانون الدولي إلى أن الخلافات النووية السابقة بين إيران والغرب بلغت في فترة حكومة محمود أحمدي نجاد حدّاً كاد أن يقود إلى مواجهة عسكرية، لافتاً إلى أن الاتفاق النووي، رغم الانتقادات، نجح في إبعاد إيران عن أزمة نووية كبرى وعن تهديد السلم العالمي. لكنه شدد على أن التطورات الداخلية والخارجية أعادت إشعال الأزمة ووضعت إيران مجدداً أمام تهديدات دولية جدية.

وختم ملكي مقاله بالتأكيد على أن على مسؤولي مجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية التحرك بشكل عاجل وحازم لمنع تفعيل “سناب باك”، محذراً من أن أي تقصير في هذا المجال قد يعرّض البلاد لمخاطر اقتصادية وسياسية غير مسبوقة.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

2 × 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى