خبراء: زيادة الرسوم الجمركية الأميركية على الهند ستضر بمبيعات النفط الإيراني

رغم أن العقوبات الأممية تستهدف فرض قيود على المعدات الصاروخية والنووية، إلا أن التجربة السابقة تظهر أن هذه العقوبات لها تأثير كبير على التجارة الخارجية والاقتصاد الإيراني بشكل عام.

ميدل ايست نيوز: يشهد سوق النفط الإيراني المضطرب تقلبات شديدة تجعل أي حدث خارجي قادرًا على إحداث تأثير ملموس؛ سواء كان فرض الولايات المتحدة رسومًا جمركية بنسبة 50% على الهند، أو تفعيل آلية الزناد التي يبدو ظاهريًا أن تأثيرها على مبيعات النفط الإيرانية محدود.

وقد بدأت كل من ألمانيا وبريطانيا وفرنسا منذ 27 أغسطس إجراءات تفعيل آلية الزناد أو ما يُعرف بـ”سناب باك”، والتي ستستغرق 30 يومًا قبل أن تعيد فرض العقوبات السابقة للأمم المتحدة على إيران في القطاعات المالية والبنكية والطاقة والدفاع.

وقالت صحيفة هم ميهن، إنه رغم أن العقوبات الأممية تستهدف فرض قيود على المعدات الصاروخية والنووية، إلا أن التجربة السابقة تظهر أن هذه العقوبات، إلى جانب العقوبات الأميركية على مبيعات النفط الإيراني، لها تأثير كبير على التجارة الخارجية والاقتصاد الإيراني بشكل عام.

أما الحدث الآخر الذي قد يؤثر على الاقتصاد النفطي الإيراني فهو قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على واردات الهند إلى 50% (25% رسوم متبادلة و25% رسوم عقابية على شراء النفط الروسي)، وهو ما قد يعيد ترتيب سوق النفط في آسيا وحتى على المستوى العالمي.

وفي هذا السياق، أوضح عبد الله باباخاني، الخبير في شؤون الطاقة، أن الهند خلال العامين الماضيين أصبحت أكبر مشتري للنفط الروسي المخفض، مشيرًا إلى أن واردات النفط الخام الهندية من روسيا في النصف الأول من 2025 بلغت نحو 1.7 إلى 1.8 مليون برميل يوميًا، مقارنة بصفر تقريبًا قبل الحرب في أوكرانيا. وأضاف أن الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة ستفرض قيودًا مالية ولوجستية على واردات النفط الروسي، ما سيدفع نيودلهي لتقليل جزء من مشترياتها.

وأشار إلى أن السوق الطبيعي البديل للنفط الروسي هو الصين، التي تعتبر أكبر مشترٍ للنفط الإيراني وأحد أبرز مشترين النفط الروسي. وتشير التقديرات إلى أن واردات الصين من النفط الروسي في النصف الأول من 2025 تراوحت بين 2.3 و2.5 مليون برميل يوميًا، وقد ترتفع إلى أكثر من 3 ملايين برميل يوميًا مع انخفاض صادرات روسيا إلى الهند.

وتستقبل الصين حاليًا نحو 4 ملايين برميل يوميًا من النفط المخفض من إيران وروسيا، ما يشكل حوالي 40% من إجمالي وارداتها من النفط الخام. ومع زيادة حصة النفط الروسي، ستزداد المنافسة على إيران للحفاظ على حصتها في السوق.

واختتم باباخاني تحليله بالقول: “الرسوم الجمركية الأميركية بنسبة 50% على الهند لم تؤثر فقط على العلاقات التجارية بين واشنطن ونيودلهي، بل أثرت أيضًا على سوق النفط في آسيا. والنتيجة المحتملة أن تقوم روسيا بتصدير مزيد من النفط إلى الصين، بينما تضطر إيران لتقديم خصومات أكبر أو تقبل فقدان جزء من صادراتها. وستستفيد روسيا بشكل كبير من إعادة فرض العقوبات الأممية على إيران وتقليص حضورها في سوق النفط، خصوصًا في الصين.”

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى