تحليل: هدف أوروبا من تفعيل آلية الزناد هو الحرب مع إيران

أوروبا اليوم تختلف عن أوروبا قبل عقدين التي منعت إدارة جورج بوش من مهاجمة إيران، ودف أوروبا من تفعيل آلية الزناد هو الحرب.

ميدل ايست نيوز: أعلنت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، يوم الخميس، بدء آلية إعادة فرض العقوبات على إيران بسبب انتهاكها لبنود برنامجها النووي. وقال المحلل الإيراني السويدي تريتا بارسي، الرئيس السابق للمجلس الوطني الإيراني الأميركي، إن أوروبا اليوم تختلف عن أوروبا قبل عقدين التي منعت إدارة جورج بوش من مهاجمة إيران، معتبراً أن هدف أوروبا من تفعيل هذه الآلية هو الحرب.

وأوضحت دول الترويكا الأوروبية أنها ستفعل العقوبات الفورية للأمم المتحدة ضد إيران، ما يطلق عملية تستمر 30 يوماً يُرجح أن تنتهي بإعادة فرض جميع العقوبات الأممية التي رُفعت بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.

أربع تبعات لآلية الزناد

وفي تحليل نشره بارسي، نائب رئيس معهد كوينسي الأميركي، في مجلة «ريسبونسبل ستيتكرافت»، أشار إلى أن لهذه الخطوة أربعة تداعيات أساسية:

أولاً، سيُكرّس مجلس الأمن طلب إسرائيل بوقف إيران لجميع أنشطة تخصيب اليورانيوم، وهو مطلب يهدف ـ وفق بارسي ـ إلى تقويض الدبلوماسية النووية وتمهيد الطريق للحرب.

ثانياً، سيُعاد فرض حظر السلاح الأممي على إيران، ما قد يحدّ من قدرة طهران على إعادة بناء قدرتها الردعية في مواجهة هجمات مستقبلية محتملة من إسرائيل أو الولايات المتحدة، شرط أن تعتبر روسيا والصين هذه العقوبات شرعية وتطبّقها.

ثالثاً، سيتعرض الاقتصاد الإيراني، الهش أصلاً، لمزيد من التدهور، خاصة مع الانخفاض المستمر في قيمة العملة الوطنية.

رابعاً، بدلاً من تعزيز الدبلوماسية، ستزيد هذه الخطوة من مخاطر التصعيد. فإسرائيل لا تحتاج إلى ذريعة جديدة للهجوم على إيران، لكن إعادة تفعيل العقوبات قد يمنحها غطاءً سياسياً ومظهراً قانونياً لشن ضربات جديدة.

في المقابل، تجادل الدول الأوروبية الثلاث بأن إعادة فرض العقوبات ضرورية لدفع إيران إلى العودة للتفاوض مع الولايات المتحدة، ومنح الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصولاً كاملاً إلى منشآتها النووية، بما في ذلك الكشف عن مخزونات اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة.

هل تتجه أوروبا نحو حرب أخرى؟

ويقول موقع رويداد 24، إن طهران ترى أن لديها أسباباً مشروعة للشكوك. فهي تشك في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وتعتبر أن تسريب معلومات حساسة مكّن جهاز الموساد من اغتيال علمائها النوويين. كما تخشى أن يؤدي الكشف عن مواقع مخزونات اليورانيوم إلى هجمات جوية أميركية جديدة.

وبينما كانت إيران على طاولة المفاوضات عندما بدأت إسرائيل والولايات المتحدة بقصفها، فإن الدعوة الأوروبية الحالية لعودتها إلى الحوار لا تتضمن أي التزام مشابه من جانب واشنطن بوقف الهجمات.

وذكر بارسي أيضا، أنه في ظل الخلاف المستعصي حول التخصيب، وضغط إسرائيل، ونفاد صبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه الدبلوماسية، فإن استئناف المفاوضات مرجح أن يفشل سريعاً، مما يزيد احتمال اندلاع حرب مبكرة، ما لم يُبد الطرفان مرونة أكبر بشأن التخصيب.

لماذا تختلف أوروبا اليوم عن أوروبا قبل عقدين من الزمن؟

وأشار بارسي إلى أن أوروبا اليوم تختلف جذرياً عن أوروبا عام 2003، حين أسس الثلاثي الأوروبي لتفادي هجوم أميركي بعد غزو العراق. أما الآن، فقد غيّرت التطورات الجيوسياسية موازين القوى: إذ جعل تقارب إيران مع روسيا في حرب أوكرانيا منها تهديداً مباشراً في نظر أوروبا، بينما أدت العقوبات المتتالية إلى تقليص أهميتها الاقتصادية بالنسبة للقارة.

ويرى نائب رئيس معهد كوينسي الأميركي أن إعادة فرض العقوبات يحقق هدفين للاتحاد الأوروبي هما معاقبة طهران بسبب دعمها لروسيا في أوكرانيا، وتعزيز التنسيق مع الجناح المتشدد في إدارة ترامب، بما يخفف التوتر في مساحات أخرى من العلاقات عبر الأطلسي.

وبهذا، فإن الدول الأوروبية الثلاث، التي صُممت عام 2003 لمنع الحرب، قد تقترب في عام 2025 من الدفع نحوها.

وأشار بارسي إلى أن هذه ليست رؤيته وحده، بل إن المستشار الألماني اعترف صراحة بأن إسرائيل قامت بـ«العمل القذر بالنيابة عن أوروبا» عندما قصفت إيران في يونيو الماضي.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى