من الصحافة الإيرانية: طروحات موسكو وبكين بين الشعارات والممارسات

إن دولاً مثل الصين وروسيا، إذا كانت تطرح فعلاً شعار "إصلاح الحوكمة العالمية"، فعليها أولاً أن تصلح أنظمة الحكم داخل بلدانها.

ميدل ايست نيوز: قال محلل في الشؤون السياسية إن دولاً مثل الصين وروسيا، إذا كانت تطرح فعلاً شعار “إصلاح الحوكمة العالمية”، فعليها أولاً أن تصلح أنظمة الحكم داخل بلدانها، مؤكداً أنه لا يمكن الجمع بين الاستبداد في الداخل والدعوة إلى إصلاح النظام العالمي.

وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد رحّب، خلال لقائه مع مسؤولين صينيين، بمقترح بكين المتعلق بـ”إصلاح الحوكمة العالمية”، وهو موقف يعكس تقارباً مع توجهات القوى غير الغربية التي تَعِد منذ سنوات بإنشاء نظام دولي جديد أكثر عدالة.

لكن المحلل في الشؤون السياسية أحمد زيد آبادي، أشار في مقال بعنوان “الجَبرية”، إلى التناقض القائم في هذه الطروحات، متسائلاً: كيف يمكن رفع راية الإصلاح على المستوى العالمي بينما تقوم أنظمة الحكم الداخلية في هذه الدول على تركيز السلطة وتقييد المشاركة الشعبية؟

ويرى زيد آبادي أن الدول الطامحة إلى لعب دور إصلاحي في النظام الدولي مطالَبة قبل كل شيء بتبني مبادئ مثل الشفافية والمساءلة واحترام حقوق المواطنين في الداخل، مؤكداً أن الاستبداد المحلي يتنافى مع الإصلاح الدولي.

وأضاف أن أي إصلاح حقيقي يبدأ من الشعب، موضحاً أن التجارب التاريخية أثبتت أن النظم المستقرة والفاعلة نشأت عندما قام تفاعل بنّاء واحترام متبادل بين السلطة والمجتمع.

ويخلص العديد من المحللين، إلى أن أي محاولة لتغيير النظام العالمي تحتاج إلى شرعية أخلاقية، وهذه الشرعية لا تُكتسب إلا من خلال نوعية الحوكمة الداخلية. فإذا كان الهدف إقامة نظام دولي أكثر توازناً وعدلاً، فإن الخطوة الأولى تكمن في إصلاح الآليات الداخلية للحكم، وتوسيع دائرة المشاركة الشعبية، والإنصات لمطالب المجتمع، وهي الطريق الوحيدة لتحويل دعوات الإصلاح العالمي من شعارات إلى واقع ملموس.

تابع ميدل ايست نيوز على التلغرام telegram
المصدر
ميدل ايست نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر − 10 =

زر الذهاب إلى الأعلى